سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
نواب سود يتحدثون عن "ظواهر العار" في تعامل الإدارة مع المتضررين من إعصار كاترينا . أميركا : قوات من العراق وأفغانستان لإغاثة الناجين والمعاناة مستمرة في ظل الوضع الميداني "الغامض"
بدأت معاناة الناجين من الاعصار المدمر كاترينا الذي ضرب ولايات لويزيانا وميسيسيبي وآلاباما الواقعة على الساحل الجنوبي في الولاياتالمتحدة الاثنين الماضي، تتقلص بوصول المساعدات الحكومية، لكن المسؤولين حذروا من ان المدينة لا تزال امامها طريق صعبة وطويلة لتخرج من هذه الازمة. وتدفقت أمس القوافل العسكرية الى المدينة الغارقة من اجل التصدي لانتشار أعمال النهب وإحضار إعانات الغذاء والمياه والاغاثة الطبية التي يحتاج الناجون اليها، في حين وعد الرئيس جورج بوش بارسال مساعدات اضافية فوراً، من اجل معالجة ثغرات جهود الاغاثة"غير مقبولة"لادارته، ما أوجب تعرضها الى انتقادات محلية وخارجية كثيرة. ووقع بوش على برنامج لاغاثة مناطق ساحل الخليج التي أصابها الاعصار بقيمة 5،10 بليون دولار. ووصف بوش ومجلس النواب هذه المنحة بأنها دفعة مسبقة ستشكل جزءاً من حصة مالية ستصل الى الولايات المنكوبة خلال الاسابيع التالية. من جهتها، أعلنت كاثلين بلانكو حاكمة ولاية لويزيانا انها قدمت لائحة احتياجات للرئيس بوش من ضمنها عودة قوات قتال تتخذ من لويزيانا مقراً لها من العراق، كي تساعد في جهود الاغاثة. واضافت"لم نكن نحتاجهم قط مثلما نحتاجهم الان". وبالفعل، أشار رئيس القوات المتعددة الجنسيات في العراق الجنرال جون فاينز الى احتمال تسريع عمليات تناوب عودة احدى الكتائب التابعة لولاية لويزيانا خلال أسبوع او نحوه، لكنه نفى نية واشنطن تنفيذ اي انسحاب سريع للقوات الاميركية من العراق،"بل سيجري نشر نحو ألفي جندي اضافي فيها لتعزيز الامن قبيل الانتخابات". واضاف ان نحو عشرة آلاف من الجنود الاميركيين المتمركزين في العراق يتحدرون من المناطق التي ضربها الاعصار. وأكد الجنرال ديفيد سمول الناطق باسم القيادة الاميركية الوسطى ان 300 طيار ينتشرون في العراق وافغانستان سيرسلون الى قاعدة كيسلر الجوية في بيلوكسي - الميسيسيبي"التي يتواجد فيها 100 طيار آخر سيجمد ايضاً قرار مغادرتهم للانتشار في اطار الحرب على الارهاب". وميدانياً اشار مسؤولو مدينة نيو اورليانز الى ان الوضع"لا يزال غامضاً"لجهة العدد الفعلي للضحايا والذي يتوقع ان يبلغ الآلاف، كما ان الاخطار لا تزال قائمة اذ لا تتوافر الكهرباء. وهم كشفوا ان بقية الناجين الذين يحتمون في مركز مؤتمرات المدينة سينقلون الى اماكن أخرى،"في حين افرغت كلياً قبة"سوبردوم"العملاقة التي باتت ظروف المعيشة المتردية فيها تشكل كابوساً للناجين. واعاد المهندسون والعمال بناء بعض السدود التي تحطمت في أعقاب الاعصار، وأدت الى غرق المدينة التي يقع معظمها تحت مستوى سطح البحر، في حين توقع الجنرال روبرت كرير"اغلاقها كلها في فترة تتراوح بين 36 و80 يوماً". وفي مقابل ترحيب مسؤولي المدينة بجهود الادارة الخاصة بالاغاثة، انتقد الزعماء السود استجابتها البطيئة لمطلب توفير المساعدات، ما كرّس الانقسام الطبقي والعرقي في الجنوب الاميركي وانحاء الدولة، علماً ان 30 في المئة من سكان الجنوب يعيشون تحت خط الفقر. وقال النائب الديموقراطي اليجا كامينغز من ولاية ميريلاند :"لا يمكن ان نسمح بأن يقول التاريخ ان الفارق بين من عاش ومن مات في هذه العاصفة والفيضان العظيم عام 2005، لم يكن الا الفقر او العمر او لون البشرة". اما ديانا واتسون وهي نائبة سوداء من ولاية كاليفورنيا فصرحت:"العار العار على اميركا التي فشلت في الامتحان". وترافق ذلك مع اعلان مجلس الشيوخ بأنه سيفتح تحقيقاً حول عمل السلطات قبل مرور اعصار كاترينا وبعده"في سبيل اتخاذ العبر لمواجهة الكوارث المقبلة". وقالت النائبة الجمهورية سوزان كولنس ونظيرها الديموقراطي جوزف ليبرمان في بيان مشترك:"من مسؤوليتنا ان نحقق حول التقاعس للتحضير والتحرك بشكل غير كاف لمواجهة هذه العاصفة الرهيبة"، ونددا بما وصفاه"فشلاً ذريعاً في التعامل مع الكارثة". ويتوقع ان تبدأ الاربعاء المقبل اول جلسة استماع مغلقة مع مسؤولين في وزارة الامن الداخلي. مساعدات من 60 دولة وعلى صعيد المساعدات، أعلنت وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس ان نحو 60 دولة عرضت المساعدة في عمليات الاغاثة. وجاءت العروض من حلفاء الولاياتالمتحدة، على غرار دول معارضة لسياستها ومن بينها كوبا التي دعا رئيسها الكوبي فيدل كاسترو الى"هدنة"في"العداء الفكري"مع واشنطن، وعرض ارسال 1100 طبيب الى هيوستون، اضافة الى 26 طناً من الادوية. وحددت الهند مساهمتها بمبلغ خمسة ملايين دولار ستمنحها الى الصليب الاحمر الاميركي. واعلنت الفيليبين انها ستبعث فريقاً يضم 25 شخصاً من أطباء وممرضين ومهندسين في الصرف الصحي لمساعدة ضحايا الاعصار.