أقامت الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون بمنطقة تبوك ندوة أدبية تحت عنوان (الأدب في شمال غرب المملكة - النشأة والتطور) وذلك بالقاعة الثقافية بمركز الأمير فهد بن سلطان الاجتماعي وضمن إطار فعاليات ملتقى صيف تبوك الثاني لعام 1426ه وقدمها الباحث الدكتور موسى بن مصطفى العبيدان عضو مجلس إدارة النادي الأدبي بمنطقة تبوك ورئيس اللجنة الثقافية بالنادي. وقد بدأت الندوة بتوطئة نقدية لرئيس جمعية الثقافة والفنون بتبوك الدكتور نايف الجهني أكد فيها أن هذه الندوة تأتي في إطار سعي جمعية الثقافة والفنون بتبوك للاحتفاء بالإصدارات المهمة في المنطقة، وأوضح الجهني في عرض تحليلي لمضمون الكتاب الذي أصدره العبيدان وتطرق فيه إلى نشأة الأدب في شمال غرب المملكة (الجزيرة العربية) من العصر الجاهلي وحتى العصر الحديث مبينا أهمية الكتاب كمرجع تاريخي أدبي رصد ملامح التطور الذي طرأ على الأدب عبر هذه السنوات الطويلة، ثم بدأ الدكتور العبيدان ورقته حول كتابه باستعراض التركيبات السكانية والتجمعات القبلية التي شكلت الحياة الاجتماعية في هذه المنطقة من خلال عرض لأهم شعراء العصر الجاهلي الذين عاشوا في المنطقة، وكذلك شعراء العصور الإسلامية اللاحقة، وانتقل بعدها للحديث عن العوامل التي أدت إلى تطور الأدب في منطقة تبوك في العصر الحديث، وأشار إلى الإرهاصات الأولى وبيّن أن نشأة التعليم والمؤسسات الثقافية جعلت من الأدب صورة طبيعية للحياة الفكرية والاجتماعية في شمال غرب الجزيرة العربية (منطقة تبوك). ثم عالج قضية الموهبة والثقافة من خلال تمهيده للحديث عن التجارب الشعرية والروائية الجديدة منطلقا نحو الدراسات النقدية التي تضمنها الكتاب، وقسّم خلالها التجارب إلى اتجاهين رئيسيين الأول أسماه الاتجاه المحافظ والثاني أسماه الاتجاه الحديث حيث قدّم قراءات حديثة لشعراء المنطقة كمسلم فريج العطوي والدكتور نايف الجهني ومنصور عوض ومحمد فرج وغرامة العمري وأعطى المبررات الفكرية التي ساهمت في نشوء حركة الشعر الحديث في المنطقة من خلال قصائد لشعراء آخرين كالشاعرة فاطمة القرني والشاعرة هيام حماد العطوي وغيرهما. كما أنه من خلال عرضه لنماذج من شعر شعراء كمحمد فرج ونايف الجهني وهيام حماد أكد على أن هذه التجارب رغم قيمتها الفنية إلا أنها لا تشكل ثراء من حيث الكم قياسا بعمر المنطقة الحضاري والتاريخي.. وتحدث عن بداية الإبداع القصصي الذي انطلق عبر مجموعة القاص المرحوم عبدالفتاح سعيد من خلال مجموعته (الولوج من ثقب إبرة) وبقية التجارب القصصية وتناول العبيدان في ورقته الدواوين التي نشرت منذ عام 1399ه وحتى الآن ثم تحدث عن ضعف الأدب الروائي في المنطقة وأنه لم تصدر عبر هذه الفترة الطويلة سوى رواية (الحدود) لنايف الجهني. وختم الدكتور العبيدان ورقته بالحديث عن أسباب هذه الندوة وأرجعها لأسباب ثقافية وقراءات الشباب القليلة وعدم انتشار المكتبات وضعف دور وأداء المؤسسات الثقافية.. بعد ذلك تم فتح باب المداخلات حيث قدم الدكتور مسعد العطوي عضو مجلس الشورى سابقاً والباحث المعروف مداخلة حول عدم تضمن الورقة لأدب المقالة الذي بدأ عند علي العامري وقام باستعراض أفكار جديدة يمكن أن تضيف إلى هذا البحث القيم، ثم قدم الأستاذ مانع الذبياني المحاضر بكلية المعلمين مداخلة حول إهمال النادي الأدبي لإصدار مثل هذا، وأنه لم يُطبع بالشكل الذي يتناسب مع قيمته البحثية. وأضاف المهندس محمد راشد العطوي رأياً حول عدم انعكاس الحياة الاجتماعية في القصص والأشعار وعدم تضمنها لأنماط هذه الحياة.