صعّدت إسرائيل دعاويها بشأن الكيانات الاستيطانية الكبرى في الضفة الغربية، قائلة أمس إنّ مستوطنة معاليه ادوميم جزء من إسرائيل، وذلك في محاولة لتأكيد نيّة شارون التي أفصح عنها من قبل بأنّ إسرائيل لن تعيد المستوطنات الكبرى بعد الانسحاب من غزة، وتلقّى إسرائيل دعماً أمريكياً بهذا الصدد. وفي ذات الوقت تواصلت الاعتداءات الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني في أنحاء متعددة، حيث أغلقت قوات الاحتلال الحرم الابراهيمي أمام مسلمي الخليل، فيما قتل جندي إسرائيلي مستهتر فتى فلسطنياً وذلك ضمن اعتداءات أخرى عديدة .. فقد استشهد الفتى محمد وليد من بلدة - قلنسوة - بشمال الضفة، بينما كان يحاول النزول من السيارة التي تقلُّه وعائلته، حيث فوجئوا بسيارة صهيونية مسرعة صدمته فسقط شهيداً .. ووقع الحادث قرب بلدة - النبي الياس - بالضفة الغربية الليلة قبل الماضية .. وكان الجندي الإسرائيلي يقود سيارته بسرعة جنزنية. وفيما يتصل بالمزاعم الصهيونية الجديدة، فقد ذكر نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود أولمرت أمس الخميس، للإذاعة العامة (أنّ معاليه ادوميم، أكبر مستوطنة إسرائيلية في الضفة الغربية تشكِّل جزءاً لا ينفصل عن دولة إسرائيل) رغم تحفظات الولاياتالمتحدة. وقال أولمرت، وهو أيضا وزير المالية: (يجب أن تكون الأمور واضحة ومعروفة بعيدا عن أي شك ممكن لدى الإدارة الأمريكية .. ان معاليه ادوميم تشكِّل جزءاً لا ينفصل عن دولة إسرائيل، وحول هذه النقطة لن نقدم تنازلات) - على حد تعبيره. ورداً على سؤال حول مشروع ربط معاليه ادوميم بالقدسالشرقية التي ضمّتها إسرائيل وذلك عبر بناء حي جديد يضم 3500 مسكن، رفض اولمرت تحديد موعد بدء تنفيذ هذا المشروع. وأضاف أنها مسألة وقت مناسب، لكن لا شك ان عمليات البناء ستتم. ورداً على أسئلة وكالة فرانس برس - الأربعاء - قال مساعد لرئيس الوزراء الإسرائيلي إن الإجراءات القانونية اللازمة لبناء هذه المساكن تستغرق (ما بين سنتين وثلاث سنوات). وكان مسؤول إسرائيلي أعلن الأسبوع الماضي أنّ إسرائيل ستبني مقر قيادة الشرطة في الضفة الغربية بالقرب من معاليه ادوميم. ورد الرئيس الأمريكي جورج بوش آنذاك بتحذير إسرائيل، وطلب منها تجميد الاستيطان في الضفة الغربية طبقاً ل (خارطة الطريق) خطة السلام الدولية. والهدف الرسمي هو ربط معاليه ادوميم (28 ألف نسمة) بالأحياء الاستيطانية الإسرائيلية في القدسالشرقية، التي تم احتلالها وضمها في 1967 وتبعد عنها هذه المستوطنة بنحو 10 كيلو مترات. ولتحقيق هذا المشروع الذي يدينه الفلسطينيون، أمرت السلطات الإسرائيلية بمصادرة 120 هكتارا من الأراضي الفلسطينية لإقامة جدار حول معاليه ادوميم. وبعد إجلاء ثمانية آلاف مستوطن من قطاع غزة وأربع مستوطنات في شمال الضفة الغربية أصبحت معاليه ادوميم موضع مزايدة سياسية داخل الليكود، أكبر الأحزاب اليمينية الحاكمة. ويوم الأربعاء زار وزير المالية السابق بنيامين نتانياهو القطاع (اي-1) غداة إعلان ترشيحه لرئاسة الليكود. وأطلق نتانياهو، الذي عارض الانسحاب من غزة، حملته باتهام شارون ب (تهديد) سيطرة إسرائيل على القدسالشرقية، والسعي إلى تجميد مشروع بناء 3500 مسكن في معاليه ادوميم (تحت الضغوط الدولية). ومن جانبه أعلن أولمرت أنه سيزور معاليه ادوميم (لمناسبة بدء السنة الدراسية الجديدة)، وانتقد استفزازات (نتانياهو). وخلص إلى القول: (هو ليس من سيقوم بالبناء في معاليه ادوميم بل ارييل شارون وأنا سنقوم بذلك). وفيما يتصل بالاعتداءات الإسرائيلية الأخيرة فقد أصدرت سلطات الاحتلال الإسرائيلى أمراً عسكرياً يقضي بإغلاق الحرم الابراهيمي الشريف في الخليل، كما اعتقلت بعض المواطنين من المدينة على أحد حواجزها العسكرية. وأفاد الشيخ حجازي أبو سنينة مسؤول سدنة الحرم الابراهيمي أن قوات الاحتلال أصدرت أمراً عسكرياً بإغلاق الحرم الابراهيمي الشريف اعتباراً من يوم امس الخميس مع حلول ذكرى الإسراء والمعراج أمام المسلمين، على أن تفتح أبوابه بالكامل أمام المستعمرين اليهود بحجة الاحتفال بأحد الأعياد اليهودية .. الاعتداءات في الخليل شملت أيضا قيام قوات الاحتلال الإسرائيلى أمس الخميس بتركيب بوابتين الكترونيتين في شارع تل الرميدة وميدان السهلة وسط مدينة الخليل، جنوبالضفة الغربية. وأوضحت مصادر لجنة إعمار الخليل أنّ قوات الاحتلال أقامت حاجزاً في تل حي الرميدة حيث تقع مستوطنة - رمات يشاي - وذلك على بعد أمتار من الحاجز العسكري المقام في المنطقة إلى جانب بوابة الكترونية ثانية في ميدان السهلة بالقرب من مسجد أبو الريش بالبلدة القديمة، على مسافة قريبة من مستوطنة - أبرهام ابينو -. وأشارت المصادر إلى أنّه تم تزويد هذه البوابات بسماعات وميكروفونات وممرات ضيقة جداً تتسع لشخص واحد الأمر الذى يعني تشديد الخناق على عشرات العائلات التي تقيم في منطقتي السهلة وتل الرميدة. يذكر أن قوات الاحتلال أقدمت خلال الشهر الجاري على إغلاق كافة المنافذ والمداخل المؤدية إلى أحياء البلدة القديمة بالبوابات الحديدية والالكترونية، وذلك في سياق مخطط إسرائيلي يهدف إلى إجبار مئات العائلات المقيمة في البلدة القديمة على ترك وهجر منازلهم بما يمهد لتنفيذ المخطط الاستعماري التوسعي فيها وإقامة ما يسمى بالخليل الكبرى. ومن جانب آخر أطلقت المقاومة الفلسطينية النار باتجاه موقع لجيش الاحتلال على طريق كارني - نتساريم الاستيطاني - جنوبغزة الليلة قبل الماضية .. وزعم راديو إسرائيل أنه لم تقع اصابات أو أضرار في صفوف جنود الموقع .. وذكر الراديو ان المقاومة الفلسطينية أطلقت صاروخاً مضاداً للدروع باتجاه سيارة عسكرية صهيونية لدى مرورها قرب السياج الأمني المحيط بشمال قطاع غزة، كما تعرضت قوات صهيونية لإطلاق نار من أسلحة خفيفة في المنطقة نفسها، ولم يبلغ عن وقوع إصابات.