يرجع الفضل - بعد الله جل جلاله - إلى حالة الاستقرار والأمن والرخاء في المملكة العربية السعودية إلى الجهود الضخمة التي كان خادم الحرمين الشريفين المرحوم الملك فهد بن عبد العزيز، قد أولاها بنفسه وبمعاضده ومساعدة أخيه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - حفظه الله - للنهوض بجميع المرافق والاحتياجات لأبناء هذا الوطن المعطاء، وخدمة الحجاج والمعتمرين والزوار للمملكة على مدى أيام السنة، وما تم من توسعات وتحسينات للمسجد الحرام في مكةالمكرمة والمسجد النبوي الشريف بالمدينة المنورة. إن منظومة التعليم بجميع مراحلها من الابتدائي حتى الجامعة، قد شهدت على مر الأعوام، ومنذ إسناد وزارة المعارف للمرحوم الملك فهد عام 1953م حققت نجاحات متتالية، كنا نحن أبناء هذا الوطن صغاراً وقتها في مقتبل الأعمار، وتهيأت لنا الفرص لأن نكمل تعليمنا الجامعي في مصر أو لبنان أو لندن وغيرها.. لقد أرسى خادم الحرمين الشريفين المرحوم الملك فهد، منذ توليه مسؤولية وزارة المعارف دعائم النهضة التعليمية القوية، واستعان بالكفاءات العلمية من الخارج وخاصة مصر والسودان وسوريا لتدريسنا العلوم والآداب والاجتماعيات، كما أوكل الأمور والدروس الدينية وتعليم القرآن الكريم والسنة النبوية المشرفة إلى كفاءات سامقة من أصحاب الفضيلة والمشايخ والمدرسين بالمسجد الحرام بمكةالمكرمة والمسجد النبوي الشريف لننهل من معين العلوم الشرعية الإسلامية السمحة والعلوم الحديثة - وقتها - من تأريخ وجغرافيا ورياضيات وبلاغة وثقافة عامة. وأذكر يوم زارنا المرحوم الملك فهد بن عبد العزيز وهو وزير للمعارف في دار البعثات السعودية بالقاهرة عام 1377ه (عام 1958م) واجتمع بنا في حفل بسيط أقامته الدار بهذه المناسبة وتفضل بتوجيه كلمات ونصائح غالية ما زلت حتى اليوم أحفظها عن ظهر غيب، قال المرحوم الملك فهد لنا : تمسكوا بمبادئ دينكم الإسلامي الحنيف .. اتقوا الله في كل أعمالكم وتصرفاتكم.. ابعدوا عن أماكن الشبهات والمظنات .. خافوا الله واتقوه.. ركزوا على دروسكم ومحاضراتكم.. وعودوا إلى وطنكم مسلحين بمبادئ الأخلاق الحسنة والعلوم المفيدة حتى تكونوا مواطنين صالحين نافعين لبلدكم.. يا أبنائي إنني على ثقة تامة من صلاحكم، فلا تخيبوا آمالي فيكم.. أنتم الغرس الطيب الذي ينفع وطنكم.. لقد كانت تلك التوجيهات والتعليمات من المرحوم الملك فهد مسلكاً ونبراساً ونوراً لجميع طلاب البعثات، والتقطت الصور لتلك المناسبة المهمة.. كان الفهد رجل المواقف.. كان رحمة الله عليه، إنساناً وشجاعاً وفكراً وقاداً وهمة عالية، سار بجميع المرافق العامة، من نمو اقتصادي مثمر ومحافظة على الثروة البترولية والتعدينية وتطويرهما، بحنكة فائقة، حتى أصبحت سمعة المملكة العربية السعودية رمزاً للاستقرار والعدالة الإنسانية الدولية في كل المجالات ولله الحمد. إننا لنسأل المولى - عز وجل - أن يتغمد فقيد الأمة العربية والإسلامية وأن يسكنه فسيح جناته في الفردوس العظيم مع عباد الله الصالحين.. وأن يلهم الأهل ومواطني المملكة كافة وجميع العرب والمسلمين الصبر والسلوان.. يا رب.