فقدناه فقدان الربيع وليتنا فديناه من أموالنا بألوف نعم لقد فقد الجميع الوالد الحاني والأب السياسي المحنك فهد بن عبد العزيز - رحمه الله - الذي قاد البلاد من مجد إلى مجد، وكانت بحق فترة حكمه التي قاربت الربع قرن فترة تنموية عشنا وترعرعنا فيها. ولقد ترك بصمات في كل جوانب النهضة ولعل الجانب الثقافي الذي يهم شريحة كبيرة من المواطنين أحد الشواهد الحية على هذا العطاء. (الجزيرة) رصدت مشاعر الحزن والأسى على هذا الراحل مقترنة بإشادة واسعة بما قدمه - رحمه الله - هذا يضاف له الأمل الكبير في خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - حفظه الله - الذي سيسير على ذات الدرب. صنع الكثير من الإنجازات بداية أبدى غالب حمزة أبو الفرج رئيس تحرير جريدتي المدينة والبلاد سابقاً حزنه وأسفه لفقد الملك فهد - رحمه الله - فقال: ترجل الملك فهد خادم الحرمين الشريفين بعد سنوات طويلة قضاها في خدمة الحرمين الشريفين وبلاده الواسعة وشعبه الحبيب، كان أمة واحدة، صنع الكثير وبذل الكثير وأعطى الكثير فأحبه الصغير والكبير، وبكى عليه شعبه وأبناء شعبه الوفي الذي عرفه عن كثب وعرف جهوده التي منحها ليس فقط لبلاده وأمته وإنما للعالمين العربي والإسلامي. مات فهد والكل يرمقه بنظرات باكية، وهو يودع في رحيله الأخير إلى جنان الخلد بإذن الله، وكان عزاء هذا الشعب هو خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - حفظه الله - الذي هو مثل أخيه الملك فهد الذي سانده وعاضده وعمل معه سنوات طويلة، صنع المجد وأعطى لهذه الأرض ما تستحقه من تكريم وعطاء، وهكذا يأتي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - حفظه الله - ليدفع الحياة من جديد في هذا الجيل، ويدفع هذه الحياة لكثير من العمل الجاد من أجل هذه الأرض الطيبة التي مشى عليها محمد صلى الله عليه وسلم. يجيء الملك عبدالله وإلى جانبه صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد، هذا الرجل الذي أحبه الناس، وعرفوا عنه جده واجتهاده، وما صنعه وما يصنعه من أجل قوة هذه الأرض ومجدها وطمأنينتها. جاء عبد الله وفي جعبته الكثير وفي يده اليمنى أخوه وسنده الأمير سلطان الذي عرف بابتسامته الوادعة وأسلوبه الراقي في معالجة الأمور ومساندة كل ذي حاجة. أحد أبرز الحكماء فيما اعتبر د. عبد الله المغلوث الأديب المعروف أن سجل الملك فهد - رحمه الله - حافل وكونه كان أول وزير للمعارف فهو منشئ للثقافة، فوزارة المعارف تنشئ مثقفين وتكون مثقفين، لقد كان - رحمه الله - مهتماً بالمثقفين ومن ذلك إنشاء المرافق الثقافية التي ساهمت في الحركة الثقافية فكونه كان أول وزير للمعارف فهو بحق منشئ للثقافة. فيما عبر عبد الحميد الدرهلي الكاتب المعروف عن عميق حزنه على رحيل الملك فهد - رحمه الله - الذي اعتبره أحد أبرز الحكماء الذين أنجبتهم هذه الأرض، وأضاف انه عمل معه - رحمه الله - وفي معيته حيث اشترك معنا في بلورة عدة خطط خمسية في التنمية وله الفضل في توجيهاته في هذه التنمية لتشمل جميع مرافق الحياة.. هذا الرجل فريد، وقد أسفت أشد الأسف لرحيله، وكل رجائي أن يمكن الله الملك عبد الله أن يسير على خطى وهدي أخيه المرحوم الملك فهد، فالملك عبد الله عرف عنه وعن شخصيته المحبوبة وصاحب الأيادي البيضاء وأن يرفع مقام المملكة وخدمة الوطن وسياسته الخارجية حيث هو عربي أصيل تهمه وتشغل فكره القضايا العربية وعلى رأسها قضيتا فلسطين والعراق. وأدعو الله أن يوفق صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام ليكون سنداً للملك عبد الله وللشعب السعودي والدول العربية وأدعو الله للملك الراحل بالرحمة والمغفرة. الحزن كبير والعين تدمع كما عبر الشاعر محمد صالح باخطمة عن عميق حزنه وأسفه لفقدان هذا الرجل العظيم وقال: الحزن كبير والعين تدمع والقلب يحزن وماذا عساي أن أقول فأعماله - رحمه الله - تستحق مجلدات عدة وليست عبارات خاطفة في شتى مناحي الحياة وهي ماثلة للعيان. رجل دولة وسياسة سأل الله د. أحمد الزيلعي رئيس قسم الآثار بجامعة الملك سعود والباحث المعروف، للراحل المثوبة والغفران وأن يسكنه فسيح جناته ويتغمده بالرحمة وأن يلهمنا جميعاً الصبر والسلوان وأن يعوضنا خيراً في خلفه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وولي عهده الأمين الأمير سلطان بن عبد العزيز، والأسرة الكريمة. والواقع أن عهد الملك فهد شهد إنجازات سجلها التاريخ، فلقد شهد نهضة على مختلف الأصعدة ومن أبرزها التعليم والنهضة العمرانية التي نلمسها في كل بقعة من بقاع المملكة وفضلاً عن ذلك فلقد كان - رحمه الله - رجل دولة، رجل سياسة، رجل مهمات.. ظهرت مواقفه ونبوغاته على المستوى العربي والعالمي. جهد لا ينسى من جانبه قال د. مصطفى عبد الواحد عضو هيئة التدريس: صدق الشاعر الحكيم حين قال: وإنما المرء حديث بعده فكن حديثاً حسناً لمن وعى وقد رحل خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز وذاق الموتة التي كتبها الله عليه.. بعد حياة حافلة بالعطاء والاجتهاد والسعي لبناء الوطن وحماية الكيان العزيز.. وقد أدرك كما أدرك والده المغفور له بإذن الله الملك عبد العزيز أهمية التعليم في بناء نهضة الأمة وتشييد صروحها القوية، فكان أول وزير للمعارف.. في مرحلة تأسيس المدارس ونشر مظلة التعليم لتشمل المدن والقرى والأنحاء النائية. وإن النهضة التعليمية الهائلة في المملكة لهي أثر من آثار تلك المرحلة التي تولى فيها الملك الراحل مسؤولية التعليم.. وقد كان - رحمه الله - يحمد الله سبحانه على تلك النعمة الجليلة بعد أن تولى مقاليد الحكم بعد وفاة أخيه الملك خالد - رحمه الله - فكان يذكر الجامعات السبعة التي قامت في المملكة.. ولم تقف عند السبعة بل زادت بعد ذلك وأنشئت جامعات أخرى وفروع كثيرة للجامعات القائمة. ولقد كان الملك فهد - رحمه الله - محباً للعلم والعلماء وفي عهده نالت النوادي الأدبية والثقافية عناية فائقة وأقيمت الندوات العلمية العالمية في رحاب الجامعات السعودية وكثرت البعثات إلى مختلف بلاد العالم المتقدم لتحصيل العلم ونقل الخبرات مما جعل علماء المملكة في مختلف فروع المعرفة في طليعة العلماء وخصوصاً في مجالات الطب وعلوم الحاسب الآلي.. لأن الفرد السعودي ذكي بفطرته، فإذا أتيح له مورد العلم نهل منه بأقصى ما يستطيع. صدمة كبيرة د. محمود زيني الأديب المعروف وعضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى قال: بدموعنا وأحزاننا نودعكم يا أبا فيصل وبقلوبنا وحبنا نبايعكم يا أبا تركي.. في يوم الثلاثاء الحزين تلقينا نبأ وفاة خادم الحرمين الشريفين الملك الراحل فهد بن عبد العزيز بأسى وحزن عميقين بعدما فتحنا أعيننا قبل يومين من وفاته - رحمه الله - بأنه تماثل للشفاء وعفا خلفه العظيم الذي توج بعد وفاة العاهل الراحل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز -حفظه الله- عن ستة آلاف من المساجين من أصحاب الحق العام للدولة فكانت الصدمة أو المصيبة كبيرة على نفوس المئات من الملايين في هذه الأرض التي أحبته رحمه الله. فرحم الله أبا فيصل وأبا محمد وأبا عبد العزيز - حفظهم الله - وأسكنه فسيح جناته.. فقيدنا الغالي على نفوسنا جميعاً الملك الراحل القائد الراشد فهد بن عبد العزيز آل سعود. وإذا ذكر التاريخ الحديث للعرب والمسلمين على حد سواء يسطر من أحرف من نور وسيكتب في سجل الخالدين الملك الراحل خادم الحرمين الشريفين فهد بن عبد العزيز لما قدم من أعمال جليلة خيرية ابتغى بها وجه الله في بناء أجيال العلماء والمثقفين والتربويين والسياسيين والاقتصاديين ليظهر دولة ومملكة أصبحت قدوة ورائدة في مسرح الحياة المعاصرة. أما الشاعر يحيى توفيق فقد عبر عن حزنه لهذا المصاب ودعا للفقيد بالرحمة، وقال: رحم الله الملك فهد فقد كان أمة قائمة بذاته فضله على التعليم كان كبيراً سواء للبنين أو البنات. وقد كان - رحمه الله - يرعى الأدب والأدباء ابان توليه مقاليد الحكم ابتدع جائزة الدولة لرموز الأدب والعلم في المملكة أما دوره الذي يسجله له التاريخ بحروف من نور فهو التوسعة الكبرى التي قام بها للحرمين الشريفين.. نسأل الله له وارف الجنان. أما الأستاذ عبد المؤمن القين كان عنوان مشاركته: (خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز واضع الأنظمة..)، فقال: إنه لا جدال في أن عمارة الحرمين الشريفين في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز - رحمه الله - وصلت في عصرنا الحالي إلى أرقى المستويات العمرانية الحضارية، فبالإضافة لاستيعاب المسجد الحرام في مكةالمكرمة والمسجد النبوي في المدينةالمنورة لعدد كبير من المصلين يصل إلى أكثر من مليوني مصل، فإن الاعتبارات البيئية في عمارتهما تم أخذها من أجل راحة ضيوف بيت الله الحرام وزوار مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم.