الإتحاد يتحرك من أجل المعسكر الشتوي    وزير التجارة: منع الاستخدام التجاري لرموز وشعارات الدول والرموز والشعارات الدينية والطائفية    السيطرة على قريتين .. تقدم روسي شرق أوكرانيا    اللجنة المشتركة تشيد بتقدم «فيلا الحجر» و الشراكة مع جامعة «بانتيون سوربون»    التواصل الحضاري ينظم ملتقى التسامح السنوي "    جائزة الأمير «فيصل بن بندر للتميز و الإبداع» تفتح باب الترشح لدورتها الثالثة    «الداخلية»: ضبط 20124 مخالفاً لأنظمة الإقامة والعمل وأمن الحدود خلال أسبوع    1.8 مليون طالب وطالبة في "تعليم الرياض" يعودون لمدارسهم..غداً    إجلاء أكثر من 250 ألف شخص وإلغاء الرحلات الجوية استعدادًا لإعصار "مان-يي" في الفلبين    ضيف الرأي: الفنانة التشكيلية مروة النجار    إطلاق مركز (Learning Hub) للتعامل مع التهديدات الصحية المعقدة    المربع الجديد استعرض مستقبل التطوير العمراني في معرض سيتي سكيب العالمي 2024    «سلمان للإغاثة» يوزّع 175 ألف ربطة خبز في شمال لبنان خلال أسبوع    مصرع 10 أطفال حديثي الولادة جراء حريق بمستشفى في الهند    يدعوان جميع البلدان لتعزيز خطط العمل الوطنية    استمرار تشكل السحب الممطرة على جازان وعسير والباحة ومكة    سوق بيش الأسبوعي.. وجهة عشاق الأجواء الشعبية    مهرجان صبيا.. عروض ترفيهية فريدة في "شتاء جازان"    اكتشاف مخلوق بحري بحجم ملعبي كرة سلة    وظائف للأذكياء فقط في إدارة ترمب !    تركيا.. طبيب «مزيف» يحول سيارة متنقلة ل«بوتوكس وفيلر» !    زيلينسكي يقول إن "الحرب ستنتهي بشكل أسرع" في ظل رئاسة ترامب    ترامب ينشئ مجلسا وطنيا للطاقة ويعين دوغ بورغوم رئيسا له    مؤشرات الأسهم الأمريكية تغلق على تراجع    إسبانيا تفوز على الدنمارك وتتأهل لدور الثمانية بدوري أمم أوروبا    "أخضر الشاطئية" يتغلب على ألمانيا في نيوم    مركز عتود في الدرب يستعد لاستقبال زوار موسم جازان الشتوي    "سدايا" تنشر ورقتين علميتين في المؤتمر العالمي (emnlp)    اختتام مزاد نادي الصقور السعودي 2024 بمبيعات قاربت 6 ملايين ريال    "الشؤون الإسلامية" تختتم مسابقة القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة في غانا    نيوم: بدء تخطيط وتصميم أحياء «ذا لاين» في أوائل 2025    نجاح قياس الأوزان لجميع الملاكمين واكتمال الاستعدادات النهائية لانطلاق نزال "Latino Night" ..    لجنة وزارية سعودية - فرنسية تناقش منجزات العلا    الأمير محمد بن سلمان.. رؤية شاملة لبناء دولة حديثة    منتخب مصر يعلن إصابة لاعبه محمد شحاتة    أمير تبوك يطمئن على صحة مدني العلي    ابن جفين: فخورون بما يقدمه اتحاد الفروسية    بعثة الاخضر تصل الى جاكرتا استعداداً لمواجهة اندونيسيا    جدة تشهد أفراح آل قسقس وآل جلمود    إحباط تهريب 380 كيلوجرامًا من نبات القات المخدر في جازان    خطيب المسجد النبوي : سنة الله في الخلق أنه لا يغير حال قوم إلا بسبب من أنفسهم    خطيب المسجد الحرام: من ملك لسانه فقد ملك أمرَه وأحكمَه وضبَطَه    ليس الدماغ فقط.. حتى البنكرياس يتذكر !    أمريكا.. اكتشاف حالات جديدة مصابة بعدوى الإشريكية القولونية    وزير الحرس الوطني يستقبل وزير الدفاع البريطاني    الخرائط الذهنية    باندورا وعلبة الأمل    في أي مرتبة أنتم؟    الشؤون الإسلامية بجازان تواصل تنظيم دروسها العلمية بثلاث مُحافظات بالمنطقة    خالد بن سلمان يستقبل وزير الدفاع البريطاني    أمير تبوك يطمئن على صحة مدني العلي    البصيلي يلتقي منسوبي مراكز وادارات الدفاع المدني بمنطقة عسير"    استعراض جهود المملكة لاستقرار وإعمار اليمن    بحضور الأمير سعود بن جلوي وأمراء.. النفيعي والماجد يحتفلان بزواج سلطان    أفراح النوب والجش    وصول الطائرة الإغاثية السعودية ال 23 إلى لبنان    كم أنتِ عظيمة يا السعوديّة!    إضطهاد المرأة في اليمن    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أهالي عنيزة يبثُّون أصدق العزاء للأُسرة الحاكمة والشعب السعودي
عندما اكتنفهم الأسى لفراق قائدهم الفذ ومليكهم العظيم

بعد الفاجعة التي أصابت العالم بأسرة في وفاة قائد الأمة والأب الحاني والسياسي المحنك الذي قاد زمام الأمور في هذه الدولة العظيمة لأكثر من عقدين من الزمن .. بعد وفاة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود - رحمه الله تعالى - خيّم الأسى على القلوب واستوقف الألم كل المشاعر الصادقة لدى الجميع.
وقد عبّر سعادة محافظة عنيزة المكلف المهندس مساعد اليحيى السليم عن بالغ حزنه لفقد الأمة الإسلامية لرجل يندر وجود مثيله فهو رجل سبق عصره وسابق الزمن ليرتقي بدولته وشعبه إلى القمم واستطاع تجاوز كل المحن بحنكة وخبرة سياسية .. وقال السليم: إنّه - رحمه الله تعالى - كان مثال الرجل المخلص والأب الحاني على أبنائه المواطنين والسياسي المحنك ويكفيه - رحمه الله - تعالى التوسعات المتلاحقة للحرمين الشريفين وخدماته الجليلة للحجيج والمعتمرين وخدمته للمصحف الشريف.
من ناحية أخرى اعتبر الأستاذ سليمان بن محمد الذكير مدير عام شركة مؤسسة الضمان التجارية وفاة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز فاجعة تاريخية للأمتين العربية والإسلامية والشعب السعودي قاطبة وقال: إن الفترة الزمنية التي تقلّد فيها الفهد زمام الحكم في المملكة كانت شاهدا على إنجازاته ودليلاً واضحاً على تسخيره كل جهوده لخدمة الإسلام والمسلمين وأعظم شاهد على ذلك أن الحرم المكي قد أصبح يتسع للملايين ومقارنة بالماضي القريب فإن النسبة تعتبر ضخمة جداً .. ونحن بدورنا لا نجد عزاءً لنا في هذه الفاجعة إلا إيماننا بأن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا ولا نقول إلاّ {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.
من ناحية أخرى وصف عضو مجلس أهالي محافظة عنيزة مدير البنك الأهلي في عنيزة الأستاذ مساعد بن عبدالله السناني وفاة الملك فهد - رحمه الله - بأنّها خسارة حقيقية وقال: خسرت الأمتان العربية والإسلامية بوفاة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز رجلاً من أهم رجالها وزعيماً قلّ أن يجود الزمن بمثله .. استطاع بحكمته ورجاحة عقله وبعد نظره أن يدافع عن قضاياها ويحافظ على توازنها ويجنبها الكثير من التداخلات الإقليمية والدولية، فقد كان - رحمه الله - أهم صانعي وحدتنا الوطنية ومهندسي تنميتنا الاجتماعية، ورسم سياستنا التعليمية ووضع اساسات قوية لبنية الأمن الداخلي ونهضتنا الاقتصادية.
.. ثلاثة وعشرون عاماً هي فترة حكمه - رحمه الله - تحقق للأمة من خلالها أشياء مهمة وكثيرة ومكتسبات مهمة انعكست على تنمية الفرد والمجتمع وشهدت فيها المملكة نهضة زراعية وصناعية وعمرانية كبيرة.
رحم الله خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز وأسكنه فسيح جناته وجزاه الله خير الجزاء لما قدمه لأمته ووطنه وعوّضنا الله خيراً في خلفه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز وسمو ولي عهده الأمين ورجال حكومتهم الأوفياء.
وقد أبدى الشيخ عبد المحسن محمد التميمي بالغ حزنه حين ورود خبر وفاة القائد والملك والأب وقال: إن صدق التوجُّه كان من مميزاته - رحمه الله - حيث كان همه الوحدة الإسلامية، فقد كافح وفي منابر عدة وناضل من أجل قضية فلسطين وافغانستان وكذلك لبنان، والأمثلة كثيرة لا تحصى ومن حقه علينا - رحمه الله - كقائد وأب واخ أن ندعو له في السر والعلن لما تحقق لنا بفضل الله ثم بفضله من رغد في العيش وأمن وأمان ومكانة بين دول العالم العظمى .. نسأل الله العلي القدير أن يتغمده بواسع رحمته وأن يلهمنا جميعا الصبر والسلوان وأن يعين خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز على تحمُّل هذه الأعباء والمسؤوليات التي يثقل حملها.
أما الشيخ يوسف بن صالح الحامد إمام مسجد الهدا بعنيزة فقال: إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا على فراقك يا فهد لمحزونون .. ولا نقول إلا ما يرضي الله .. إن مصابنا في فقيدنا وفقيد الإسلام كبير ولكن حسن ظننا بالله تعالى وما أعدّه لعباده المؤمنين يهوِّن علينا مصابنا.. وخادم الحرمين الشريفين الملك فهد - رحمه الله تعالى - ممن كرّس حياته لخدمة دينه وراحة رعيته والله جل وعلا لا يضيع أجر المحسنين، ولا يشك منصف أنّ خادم الحرمين الشريفين - رحمه الله - ممن سطر اسمه بحروف من نور في خدمة الحرمين .. فأكبر توسعة في تاريخها وفي آن واحد لم تكن إلا في عهده - رحمه الله - ويكفيه فخرا - غفر الله له - ذلك المجمع المذهل لطباعة المصحف الشريف الذي عم أرجاء المعمورة، وتلك المراكز الإسلامية التي فتحت في قلب بلاد غير مسلمة .. ولو استطردنا في ذكر مناقبه لطال بنا الكلام، ولكن خير ما نقول في حقه: اللهم أخرجه من ضيق الدنيا إلى سعة الآخرة ومن نصب الدنيا إلى راحة الجنة .. ونسأل الله تعالى أن يرفع درجته في المهديين وأن يعين خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز وولي عهده الأمين على أمور الدين والدنيا.
هذا وقد عبّر المهندس عبد العزيز صالح الرميح أمين عام الجمعية الخيرية الصالحية بعنيزة عن حزنه العميق وقال: فجعت أمة الإسلام قاطبة بوفاة قائد منحك خدم الإسلام وأمة الإسلام ووطنه لعقود من الزمن وكان مثالاً للقائد الذي يذكرنا بعصورنا الإسلامية الذهبية الأولى.
إنّ الملك فهد بن عبد العزيز - رحمه الله - خدم أمته ووطنه في مجالات شتى يصعب حصرها وعدُّها فهو - رحمه الله - من عظماء التاريخ الذين يشار إليهم بالبنان .. وعندما ننعى الملك الراحل - رحمه الله - فإننا ننعى قائدا وإماماً فذّاً من الصعب تكراره، فله الكثير من المآثر على وطنه وأمته من خلال خدمات جليلة من توسعة الحرمين .. للمطبعة للمصحف الشريف .. لإصلاحات داخلية لا تُعد ولا تحصى .. لرجل سياسة محنك أبعد أمته ووطنه من الرياح العاصفة التي عصفت بالمنطقة.
رحم الله خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز وعوّضنا خيرا بخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز يسانده سمو ولي عهده الأمين الأمير سلطان بن عبد العزيز.
وقال مدير إدارة التربية والتعليم بعنيزة الأستاذ عبدالعزيز بن راشد الرشيد: استقبلت الخبر، وفجعت كغيري من أبناء هذا الوطن بفقد خادم الحرمين الشريفين، ولن أتحدث عن مآثره - رحمه الله - ولا إنجازاته، فهي شاهدة للعيان تشهد له وهي أصدق شاهد سواء داخل المملكة أو خارجها.
إن عزاءنا بالله تعالى ثم بمن ولي الأمر خلفاً له، وهو خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز، وولي عهده الأمير سلطان بن عبد العزيز، وندعو الله تعالى أن يوفقهما ويسددهما لما فيه خير البلاد والعباد ويهيئ لهما البطانة الصالحة.
إننا نعيش الصدمة والفاجعة وما يخفف عنا أنّ تماسك مجتمعنا يزداد ويقوى، بل ويكون في أقوى صوره عندما يلم خصب أو يحدث ما يُكدِّر، أو يتطلّب الوقوف صفاً واحداً .. وقوة هذا التماسك والتلاحم مستمدة من ولاء هذا المجتمع لقيادته وولاة الأمر الذين يرفعون شعار إعلاء كلمة التوحيد وإقامة الشريعة الإسلامية منهجاً ودستور حياة، وهذا ما بنيت عليه هذه الدولة أيدها الله بتوفيقه ونصره.
إننا نحظى من بين بلدان وشعوب العالم بمكانة عالية دينياً وسياسياً واجتماعياً وفكرياً، وهذه شهادات مختلف الفئات التي عبّرت عن ألمها وحزنها بفقد خادم الحرمين الشريفين - رحمه الله -، فما من مجال خير ودعوة إلى الله أو تضامن أو تكاتف، أو نشر للسلام، أو إخماد للفتن، أو دعوة للعلم أو الثقافة، أو محفل دولي أو إقليمي على اختلاف المجالات إلا والمملكة العربية السعودية دور إيجابي بارز فيه .. كل هذا بتوفيق الله تعالى ثم بحكمة وحنكة قيادتنا في المملكة، وشاهد هذا كله أن نبأ وفاة خادم الحرمين الشريفين هز جميع مشاعر المجتمع العالمي على اختلاف فئاته، ولم نسمع أو نقرأ أو نشاهد في أي قناة أو وسيلة إعلامية إلا نعياً لهذا المصاب الجلل، وتمجيداً لمآثره وبلاده ومجتمعه سواء على الصعيد الرسمي أو الشخصي له - رحمه الله رحمة واسعة.
إن إعلان الدول الشقيقة والصديقة وقوفها إلى جانب المملكة من خلال المشاعر الجياشة المتؤثرة بالموقف وإيقاف المؤتمرات والاحتفالات والمشاركة الحضورية للمملكة لتقديم واجب العزاء يجسِّد مكانة المملكة العربية السعودية والشعب السعودي في العالم.
إننا نبايع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز، وولي عهده الأمير سلطان بن عبد العزيز على كتاب الله وسنّة رسوله صلى الله عليه وسلم والسمع والطاعة والولاء والإخلاص في العسر واليسر والمنشط والمكره، ولهما منا الدعاء بأن يجمع الله على أيديهما أمور الأمة والمجتمع على هدي من كتاب الله وسنّة رسوله صلى الله عليه وسلم والحمد لله رب العالمين.
وقد عبّر مدير الأوقاف والمساجد والدعوة والإرشاد بمحافظة عنيزة فهد بن سليمان الخليفة عن حزنه وأسفه لوفاة قائد الأمة الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود - رحمه الله رحمة واسعة .. وعدّ ذلك خسارة عظمى وفاجعة كبرى على الجميع في الداخل والخارج وقد سمى الله الموت مصيبة .. قال الله تعالى: {فَأَصَابَتْكُم مُّصِيبَةُ الْمَوْتِ} لما للفقيد من مآثر وأعمال خلدها التاريخ وتذكرها الأجيال، وان كل منصف وعاقل ليذكر هذه الأعمال فيشكرها وهذه الجهود الجبارة فيذكرها للملك فهد - طيب الله ثراه - ونحن مؤمنون بقضاء الله وقدره ولا نقول إلا ما يرضي الرب إنا لله وإنا إليه راجعون ونسأل الله عز وجل أن يتغمده برحمته ويتجاوز ويعفو عنه وينزله المنزلة العالية ويسكنه فسيح جناته وأن يبارك من بعده في إخوانه وذريته وأعماله الباقية الخالدة، وارفع أحر التعازي والمواساة إلى مقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز - حفظه الله - وسدد خطاه وإلى ولي عهده الأمين الأمير سلطان بن عبد العزيز - حفظه الله - وسدد خطاه وإلى أسرة الملك فهد - رحمه الله - وأن يلهم الجميع في مصابهم الصبر والسلوان والسكينة والرحمة.
وتحدث للجزيرة الشيخ عبد الله بن حمد الجبر مدير صندوق إقراض الراغبين في الزواج في عنيزة وقال:
إن الحمد لله نحمده ونستغفره ونتوب إليه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين .. أما بعد:
قال تعالى: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم {الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ، أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ} (سورة البقرة 156 - 157).
فلله الأمر من قبل ومن بعد (اللهم أجرنا في مصيبتنا وخلِّفنا خيراً منها) .. لا شك أن فقد والد عزيز على قلوبنا وقائد عظيم وسياسي محنك بارز أمر جلل على الأمتين الإسلامية والعربية ولكن ما نقول إلا كما قال نبينا محمد صلى الله عليه وسلم العين تدمع والقلب يحزن وإنا على فراقك يا والدنا لمحزونون.
إن الذي يعزي نفوسنا أنه والحمد لله من أهل الخير والبر والإحسان قال صلى الله عليه وسلم: (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له) متفق عليه.
ووالدنا خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز - رحمه الله - أخذ حظاً وافراً من وصايا هذا الحديث الشريف، نسأل الله لنا وله القبول وأن يجعل عمله صالحاً خالصاً لوجهه الكريم.
أما في قوله صلى الله عليه وسلم: (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث وذكر صدقة جارية) فإنّ خير ما ترك من الصدقات الجارية الكثيرة حفاظه على أعظم كتاب إلا وهو كتاب الله (القرآن الكريم) فلقد اعتنى به - رحمه الله - حتى أسس له مجمعاً متكاملاً يقوم بطباعة كتاب الله تعالى يشرف عليه نخبة من كبار العلماء في المملكة، ويطبع هذا المجمع كميات كبيرة انتشرت في العالم كله فلا يوجد مسلم على وجه الأرض إلا وقد رأى أو استلم نسخة من طباعة هذا المجمع، فهي صدقة جليلة عظيمة يستمر بإذن الله نفعها إلى يوم القيامة، وهي أيضاً من نشر العلم الذي ينتفع به استفاد من هذا المجمع البصير والضرير والأصم والمعوق .. كلٌّ طُبع له من هذا المجمع ما يناسب قدراته والحمد لله.
ومن الصدقات الجارية العملاقة على مستوى العالم الإسلامي الذي استفاد منه مليار مسلم على وجه الأرض ما عمله من توسعة في الحرمين الشريفين مكة والمدينة، توسعة يشهد لها التاريخ على أحدث طراز وأجمل شكل فهذا العمل الجليل سيخلده التاريخ له وبإذنه تعالى سيكون في صحائف أعماله يوم القيامة فكل من صلى فيه ودعا فله من الأجر العظيم.
قال صلى الله عليه وسلم: (من بنى لله مسجداً بنى الله له بيتاً في الجنة) وغيرها من الجوامع والمساجد الكثير داخل المملكة ناهيك عن ما بذله من دعم لبناء مساجد ومراكز إسلامية على مستوى العالم كله .. أمريكياً وأوروبياً وأفريقياً وآسيويا جعل الله ذلك في موازين حسناته إنه جواد كريم.
أما قوله صلى الله عليه وسلم: (أو علم ينتفع له) فهو - رحمه الله - رائد العلم أول من شغل منصب وزير المعارف بالمملكة فلا يوجد فرد من أفراد المملكة ذكراً كان أن أنثى إلا وتعلم وقرأ وكتب، فالحمد لله على ذلك، كما أنه - رحمه الله - تبنّى الكثير من دعم الكتب الإسلامية التي تطبع وتوزع على الكثير من المراكز الإسلامية في العالم.
وفي قوله صلى الله عليه وسلم (أو ولد صالح يدعو له): فما تركه من ذرية بنين وبنات نسأل الله أن يبارك في جهودهم ويصلح قلوبهم ويزيدهم هدى وتقى، وإننا نتوسم فيهم الخير الكثير والبر والإحسان من خلال عطائهم ودعمهم لكثير من منابع الخير في هذه المملكة خاصة ولفقراء العالم الإسلامي والعربي عامة، فجزاهم الله عنا خير ما جزى عبداً من عبيده.
ويكمل ذلك ما خلّفه - رحمه الله تعالى - من ثروة عظيمة خير موروث لشعبه الوفي من رفعة وازدهار جعلت المملكة تنهض بالعمران والصروح العلمية من جامعات وغيرها، والثروات الاقتصادية التي جعلت مستوى دخل الفرد في المملكة على أحسن حال إذا قورن بغيره من أفراد الشعوب الأخرى بمدة وجيزة وقصيرة، وهذا يدل على حنكته السياسية - رحمه الله - وبطولاته أن تخطى بالمملكة أصعب المحن التي مرت عليها من أزمات اقتصادية ومحن عصيبة أيام حرب الخليج، تخطاها بسلام والحمد لله - فرحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته .. ومن تواضعه الجم وحبه لبيوت الله إنه - رحمه الله تعالى - تنازل في عام 1407ه عن لقب صاحب الجلالة إلى لقب (خادم الحرمين الشريفين).
ولو أردنا تعداد مآثره - رحمه الله - لعجز اللسان عن البيان والقلم عن الجريان ولكن لا يسعني إلا أن أتقدم بخالص التعازي وصادق المواساة لجميع أفراد الأسرة المالكة الكريمة والشعب السعودي النبيل وللأمتين العربية والإسلامية، ونشاطر الجميع أحزانهم في وفاة فقيدنا الوالد الغالي خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود - رحمه الله -.
ونبايع على كتاب الله وسنّة رسوله صلى الله عليه وسلم، الملك عبدالله بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله - خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز - حفظه الله -.
كما أتقدم بخالص عزائي وصادق مواساتي إلى صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبد العزيز آل سعود أمير منطقة القصيم، وسمو نائبه صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن ماجد بن عبد العزيز، سائلين الله العلي القدير أن يتغمد فقيدنا بواسع رحمته وأن يلهم الجميع الصبر والسلوان.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.