تعقيباً على مقال الكاتب محمد عبد اللطيف آل الشيخ (الثقافة الإسلامية ليست ثقافة كشف واختراع وابتكار) في العدد 11980 الأحد 11 - 6 - 1426ه أقول إن حضارة الغرب كلها بنيت على الحضارة الإسلامية، وخير شاهد على حضارة الإسلام الزاهرة معهد تاريخ العلوم العربية والإسلامية في ألمانيا وهو متحف يشغل الطابقين السفليين من المبنى يحتوي على 800 آلة في مجال العلوم والتقنية وهي نسخ مماثلة تماماً للأدوات العلمية التي كان العلماء والصناع العرب قد طوروها واستعملوها في الفترة الممتدة بين القرنين التاسع والسادس عشر الميلاديين والتي فقدت نسخها الأصلية منذ زمن طويل أو لم يصلنا منها سوى بعض الأجزاء المتفرقة. وتحتوي هذه المجموعة الثمينة على الكثير من الأشياء التي تبرهن على أن العلوم التقنية العربية كانت قد بلغت أوجها في الوقت الذي كانت فيه أوروبا ما زالت في سبات عميق. ويعرض المتحف آلات من 14 فرعاً علمياً في الكيمياء منها جهاز تقطير الورد الذي استعمله فيما بعد الإيطاليون في القرن السادس عشر وأجهزة تعمل بضغط البخار وجهاز تحديد الوزن النوعي (للبيروني) - في الصيدليات حتى الآن - أحد العلماء الموسوعيين في البيئة الثقافية العربية، وكذلك نماذج لآلات طبية تبلغ 200 آلة يرجع كثير منها للطبيب الأندلسي أبي القاسم وصفها في كتابه الآلات الطبية المعروفة في عصره، وفي قاعتي الفلك مرصد المراغة وإسطنبول وهو أثر كبير على تطور الفلك في الغرب. وفي الملاحة والجغرافيا من المعروف أن كولومبوس أبحر إلى العالم ببوصلة إسلامية (للإدريسي) وأنجز العرب خرائط دقيقة للعالم لم يستطع الأوروبيون أن يستنسخوها من القرن التاسع. إن المعهد مركز لإجراء البحوث عن العالم العربي وبه 25 ألف مجلد عربي و300 مخطوطة عربية وأفلام مصورة ل7000 مخطوطة.