قبل البدء في طرح هذه القضية أحب أن أشير إلى أن كل ما يطرح يجب أن يؤخذ على أنه مجرد مصارحة من أجل ساحة شعبية أجمل. قد تكون الصراحة جارحة ولكن لا بد منها لساحة أجمل.. أجل.. نحن بحاجة إلى النقد البناء وليس التجريح في الآخرين، نعم يجب معالجة الأخطاء ولكن في نفس الوقت لا بد من وضع البديل المناسب والحلول للأخطاء حتى لو كانت بسيطة، ذلك أن السكوت عن الخطأ الصغير قد يكبر مع مرور الزمن وفي ذلك الوقت يصعب أو ربما لا يمكن تصحيح هذا الخطأ. ربما يكون هنالك أشخاص لا يقبلون النقد وفي هذه الحالة الذين لا يقبلون النقد هم من يدافعون عن مصالحهم الخاصة. إن غياب النقد البناء عن الساحة الشعبية وغيرها مصيبة وتختلف وبالطبع فإن الشعر هو المتضرر الأول والنقد هو معالجة الأخطاء وعدم السماح لأي شخص بالمساس بهذا الكنز. لا ننكر وجود مجاملات داخل الساحة مبنية على مصالح وجهل فادح بالشعر. وهذا مؤشر خطير لانهيار الساحة الشعبية، أتمنى أن يكون التعامل مع كل ما يطرح داخل الساحة أعمق وأرقى وأكثر نضجاً فالنقد البناء رسالة ثقافية سامية وليس فرض وصاية على الآخرين. هناك من يرى وخصوصاً الشعراء الشباب بأن الأمثال الشعبية حق مشاع لجميع الشعراء وهذا صحيح مائة بالمائة ولكن!! أيضاً المثل الشعبي يقول (من سبق لبق) وهذا يعني بأن الشاعر الذي يستطيع توظيف المثل الشعبي بشكل جميل ويخدم النص الشعري موهوب ومبدع ومتمكن من أدواته ويضاف له هذا (التوظيف) للمثل الشعبي ويكون بذلك صاحب السبق في أحقية هذا التوظيف وليس في أحقية (المثل) فعلى من يأتي بعده من الشعراء الإشارة إلى ذلك من خلال قصائدهم في حالة استخدام المثل الشعبي وإلا في هذه الحالة سوف يعتبر عمله تجاوزاً وسطواً على من سبقه. هذا مجرد رأي.. والمثل يقول (اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية). وهناك نقطة مهمة يجب أن نشير إليها أيضاً بأن (سطو) شاعر على بيت من الشعر لشاعر آخر.. لا يسلبه شاعريته.. قبل (أربعة) أشهر تقريباً كتب الشاعر الشاب تركي المشيقح بيتاً من الشعر ضمن قصيدة طويلة له نشرت من خلال مجلة (شعبية) الذي قال فيه: حكمة حكيم وقالها واحدٍ لي المحترم يفرض عليك احترامه ثم أتى بعده الشاعر المعروف حامد زيد وعبر قناة (الخليجية) تحديداً ليلقي قصيدةً جديدةً له صورها (فيديو كليب) قال أيضاً في أحد أبياتها: لأن قدر المملكة عندنا غير المحترم يفرض عليك احترامه وبهذا العمل يكون الشاعر حامد زيد قد سطا جهاراً نهاراً وعياناً بياناً بالصوت والصورة وعبر الفضاء على حق من حقوق شاعر آخر لينضم بذلك عامداً متعمداً إلى جماعة (السطو والتجاوزات) على قصائد الغير. فياليت الشاعر حامد زيد استغنى عن هذا البيت وهذا السطو غير المبرر لكان أرحم له ولحماه من الوقوع في فخ التجاوزات والسطو على حقوق الآخرين.. الذي بات كثيرون يخوضون فيه غير آبهين بأحد.