لم يكن غريباً أن تتحاكى الجوف وتتباهى نساؤها بالمآثر العظيمة التي قدمتها أميرة الإنسانية كما لم يكن بمستغرب أن تكون ليد الخير بصمات واضحة على كل جدار وفي داخل كل قلب. فصاحبة السمو الملكي الأميرة سارة بنت عبدالله بن عبدالعزيز -كما عرفتها أنا- امرأة ليست ككل النساء، امرأة مختلفة في منهج حياتها وتفاصيل أيامها وكذا أحلامها وأهدافها التي رصدتها وسعت لتحقيقها. فالخير داخلها عاش قريناً لنبض القلب بل لا أبالغ إذا قلت إنه دم الشريان كما العطاء رحلة بدأتها من زمن لم تضع لها أبداً نهاية أو خاتمة، أما الطموح فهو جزء من تكوينها بل قل هو كل التكوين. الخير والعطاء والطموح هذه هي الثلاثية التي صنعت أميرة وما أجملها الثلاثية حقاً وما أجمله من تميز. حديثي عن صاحبة السمو الملكي الأميرة سارة قد يراه البعض معاداً في حروفه.. فكثيرون وكثيرات قبلي سطروا بأقلام الصدق ومداد الحب كلمات ربما تكون هي الأبلغ.. ولكنَّ شيئاً ما حرَّكني اليوم لأكتب الكلمة وأوقعها باسمي واسم كل نساء الجوف ومحافظاتها، كنتُ ألتقطُ لأميرة الإنسانية في ذاكرتي صورة حية. كنت أتابع جهودها بزهو وأرصد عطاءاتها بفخر كبير بل كنت أسعد كل السعادة وأنا أرى يدها المعطاءة تمتد لتجفف دموع اليتامى والأرامل وتعيد البسمات لشفاه الضعاف. مشاهد رأيتها بعيني تستحق ألف كتاب يحكيها وليتها تكفي. صاحبة السمو الملكي الأميرة سارة لم تكتفِ أن يكون لها في القلوب هذه المساحة من الحب، بل أرادت أن تسجل تاريخها أيضاً على البنايات والصروح. نعم هذه هي الحقيقة فجمعيات الخير ودور العلاج ومدارس الصغار جميعها يحكي بصوت عالٍ لمسات العطاء التي وضعتها أميرة الإنسانية على حوائطها. ليس هذا فقط بل تبقى مواقفها مع الموهوبين حكاية تستدعي منَّا التوقف قليلاً. رعاية من نوع خاص توليها أميرة الإنسانية لأصحاب الكفاءات والمتميزات من بنات الجوف واهتمام ما له حدود نستشعره جميعاً وهي تمهد لهم الخطى لمزيد من التفوق والنبوغ وذلك من خلال تشجيعها للمناسبات التربوية. وأخيراً لمسة حنان من سموها وهي تزور دور السجينات ممن دفعتهن الخطايا لسجن بأسوار لتؤكد لهن بصوتها أن الأمل في الصدور لا يسجن وإنما تسجن الأجساد. أكرر.. هي امرأة ليست ككل النساء بل هي درس من دروس الحياة، ليتنا نقرأه مرات ومرات ونستعيده في اليوم ألف مرة ليتأكد لنا أن الحياة أجمل بالخير وأحلى بالعطاء وأكثر أماناً بأميرة الإنسانية.