إنه العرس الكبير، وكيف لا وهو العرس الثامن للبيعة المباركة لخادم الحرمين الشريفين الذي أشعل القلوب بحبه، وبطيبته، وبعطائه اللا محدود لخدمة وطنه وشعبه، والمسلمين في بقاع الأرض عامة، كيف لا يكون عرس وهاهي الذكرى الثامنة تطل علينا بكل البهاء والجمال مع صبيحة هذا اليوم السادس والعشرون من جمادى الآخرة 1434ه، كم نحن سعداء بهذه الذكرى العظيمة، وكم هي الرياض باهرة الجمال هذا اليوم، رائعة الحسن، صادقة، حنون، تزدان بأبهى حلتها، في ذكرى البيعة الثامن الذي احتضنته قلوب الرجال والنساء والأطفال من المواطنين والمقيمين في العاصمة الرياض، وكيف لا تكون (الرياض) كذلك وهي في عرس بيعتها الثامن العظيم لمليكها المفدى خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز. فأي عرسٍ أبهى وأجمل من عرس بيعة الرياض لمليكها. وأي فرحٍ أجل وأعظم من فرح أهالي الرياض العاصمة بعرس ذكرى البيعة وتقديم الولاء والطاعة لخادم الحرمين الشريفين الذي أضاء النفوس نورا و سعادةً وحبوراً والقلوب هدوءاً وحباً عظيماً. تلكم هي الرياض وذلك مليكها المفدى .إنها الرياض (العروس) وإنها ذكرى (البيعة الثامنة) وتجديد الولاء لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز. اتهجت القلوب بالدعاء وابتهجت النفوس، ودمعت العيون فرحاً، وانطلقت الدعوات من القلوب الصادقة العامرة المملوءة بحب الله أولاً، وحب الوطن ثانياً، وحب المليك أولاً وثانياً وثالثاً. هذه هي الرياض (العروس) الشامخة، الصبية، المكتحلة بالمآذن، الباسقة بالنخيل، المتجلية، بمساحاتها الخضراء، وشوارعها العريضة النظيفة، وجسورها المرتفعة، وناطحات سحابها الرائعة. ورجالها ونسائها وأطفالها جميعهم مبتهجون يا خادم الحرمين. تلكم هي الرياض وهذا هو حالها وحال أهلها الطيبين، المتلهفين الداعين ليل نهار لها بالحماية والرعاية والاستقرار والأمن والأمان ولخادم الحرمين الشريفين والأسرة المالكة والشعب الكريم بالحماية من كل سوء ها هم المقيمون يا خادم الحرمين أتوك يصافحونك ويعاهدونك على الإخلاص والوفاء وهم يقيمون في بلاد يعيشون من خيراتها، ويعيشون بين أهلها مكرمين معززين، هكذا مددنا أيدينا إليك نصافحك، نلوح لك بالولاء.. ولسان حالنا، حماك الله ورعاك ومددنا أيادينا نبارك لسمو ولي العهد الكريم صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز، ونجدد الولاء له، وكيف لا وهو الإنسان الطيب القلب، النبيل العظيم الذي جعل من الرياض جنة على الأرض حين كان أميرها ولا زال أمير قلوبنا، فإنه يستحق التكريم والثناء وهو القريب من المواطنين والمقيمين بأعماله الإنسانية العظيمة. وها هو أمير منطقة الرياض صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن بندر بن عبد العزيز يوليها كل عنايته أيضا، وفاء لسابقيه وإيمانا منه بأن الرياض أرض الحضارات، وهي في قلب خادم الحرمين الشريفين. أهالي المملكة جميعاً يباركون لك يا خادم الحرمين تجديد البيعة، هاهم يبادلونك حباً بحب، ووفاءً بوفاء، وإخلاصاً بإخلاص وعهداً بعهد . فأنت يا خادم الحرمين مشهود لك بعظيم الجهود في هيكلة الاقتصاد السعودي والإصلاح لمؤسسات الدولة وقطاعاتها وفقاً لمتطلبات العولمة الاقتصادية والنمو الاقتصادي. وفي القضاء على البطالة ورفع مستوى الإنتاج الاقتصادي والسياسي، وازدهرت في حضورك الباهي، جميع أركان المملكة ووزاراتها ومؤسساتها العامة والخاصة، وأنت من أعطى المرأة السعودية حقوقها ودافع عنها لأنها بمثابة ابنتك وأختك, وأمك وزوجتك، فكيف لا يبادلونك الولاء والحب والتلاحم وأنت من سلالة قادة هذه البلاد المعطاءة،. وأنت مَنْ دخلت القلوب عامةٍ بتلقائيتك وعفويتك، وحبك للجميع دون استثناء, ومَنْ منحت قلبك للفقراء والبسطاء ووصلت إلى بيوتهم وجمعت شملهم وأعدت إليهم بسمتهم، وجبرت كسر قلوبهم، وتلمست حوائجهم. فكيف لا يبادلونك الحب والولاء، وأنت تشارك الشعب همومه وقد قال ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز بأنك (وفي جداً لأخيك رحمه الله الملك فهد بن عبد العزيز حيث لم تفارقه أبداً في مرضه). فكيف لا يبادلونك الولاء، ومن نهجهم تخليد الأحداث التاريخية منذ عهد الملك عبد العزيز إلى يومنا هذا حيث يحكي هذا النهج صورة التلاحم، ويروي حقيقة الوفاء والحب . فكيف لا يبادلونك الحب وأنت يا خادم الحرمين تتمتع باحترام وتقدير الشعوب العربية والإسلامية نظراً لاهتمامك بقضايا المسلمين والعرب ووضعها في أولى اهتماماتك، وسعيك الحثيث لحلها سلميا فكيف لا يبادلونك الحب وأنت تحمل شخصية جديرة بالاحترام على المستوى العالمي، لما تتسم به من صدق، وأمانة وثبات في الرأي، والعقيدة منذ كنت ولياً للعهد، ولم تتغير مبادؤك أبداً بعد توليك الحكم. هذه مواقف ورثتها عن والدك الملك المؤسس -طيب الله ثراه- وساهم في تكوينها ما كسبته من خبرة طوال عملك مع إخوتك الكرام الملك سعود، والملك فيصل، والملك خالد وخادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز رحمهم الله، وأنت من اختارك الملك فيصل بن عبد العزيز -رحمه الله- رئيساً للحرس الوطني عام 1964م وكان هذا اليقين منسجماً مع خبرتك الواسعة بشؤون القبائل والبوادي، ومنسجماً مع طبيعتك كفارسٍ تعلق منذ الصغر بكل موروثات الحياة الأصيلة، وقمت بتطوير الحرس الوطني حتى أصبح مدرسة عسكرية وحضارية بآنٍ واحدثم عينت نائباً لرئيس مجلس الوزراء إضافة لمنصبك رئيساً للحرس الوطني ثم بويعت ولياً للعهد، وبعد ذلك صدر الأمر الملكي بتعيينك نائباً أول لرئيس مجلس الوزراء ورئيساً للحرس الوطني . وقد ساندت خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز - رحمه الله - وكنت جريئاً، صريحاً في مواقفك على المستوى المحلي والإقليمي والدولي وخاصة في إيجاد حلٍ عادلٍ وشاملٍ للقضية الفلسطينية، والعديد من القضايا على صعيد الصراعات أو الكوارث الطبيعية. فكنت تمد يد العون والمساعدة في إغاثة الشعوب المنكوبة فكيف لا يجددون العهد والولاء لك، وأنت أهلٌ لهذه البيعة وأهل لهذا العرس، لهذا الفرح العارم، لهذه الاحتفالية الرائعة. وبعد: حقاً إن كل مَنْ ينتمي إلى هذا الوطن الرائع يبتهج في عرس البيعة الثامن كما ابتهج قبل ذلك بل وأكثر، الرياض ومن فيها وهي تعانق خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز في عرس البيعة، ترى الجميع حاضراً بشخصه، بقلبه، بمشاعره، بصوته، بقلمه.، حتى كبار السن، والأزهار، والورود، والسيوف، والقهوة العربية، والنخيل الباسق وعلم المملكة. جميعهم مبتهجون بالبيعة الثامنة ويجددون الولاء لمليكٍ رائع.