أكد وزير الشؤون الخارجية الإريتري علي السيد عبد الله أن هناك وساطات عديدة لحل القضايا العالقة بين السودان وإريتريا، وقد أخطرناهم أن هناك إشكاليات كثيرة داخل السودان ولا بد من حلها أولا. وأوضح الوزير الإريتري ل(الجزيرة) أن بلاده مستعدة لإيجاد حلول لهذه المشكلات بالتعاون مع مصر واليمن وغيرهما.. وأضاف: قريبا ستكون هناك حكومة جديدة بالسودان وستحتاج إلى دعم دولي ودعم دول الجوار، ونحن في هذا الاتجاه نسير وجئنا إلى مصر في هذا الإطار. وأشار إلى أن بلاده وقفت إلى جانب حكومة الإنقاذ السودانية في بداية حكمها، ولكن بعد ذلك اكتشفنا انهم يريدون تغيير الحكم في إريتريا وينظرون إلينا كدولة صغيرة يستطيعون تشكيلها. ومن جانب آخر علمت (الجزيرة) أن الوفد الإريتري التقى الأربعاء الماضي محمد عثمان الميرغني رئيس التجمع الوطني السوداني. وفي الندوة التي أقامها معهد البحوث والدراسات الافريقية مساء أول أمس قال وزير الخارجية الإريتري: إن علاقتنا مع السودان كشعب علاقات قوية.. علاقات دم وثقافة ودين، وسنعمل على تعزيز هذه العلاقة.. أما العلاقات السياسية فهي متقلبة خاصة بعد ظهور الحركة الإسلامية بالسودان ومحاولة تنفيذ مشروعها الحضاري ونقله إلى إريتريا، فهذا سبب لنا مشاكل كثيرة، وان المشكلة الأساسية للسودان هي التهميش الموروث ببلادهم ومع ذلك فنحن نؤيد اتفاقات السلام التي عقدت بنيفاشا ونسعى أيضا إلى دفع الحلول لكل مشاكل السودان سواء في شرقه أو في المناطق الأخرى، ولنا أيضا علاقة جيدة مع قوى المعارضة السودانية، وقد ساعدنا ودفعنا التجمع الوطني السوداني في اتجاه مفاوضات القاهرة، وبعد أن تستقر السودان نأمل أن نكوّن معها واقعا جميلا بمنطقة القرن الأفريقي. وحول موقف إريتريا من الانضمام لجامعة الدول العربية قال: نحن لدينا علاقات جيدة مع الجامعة العربية، وعندما جاء الرئيس أسياسي فورقي إلى القاهرة تحدث مع الأمين العام للجامعة حول تطوير آليات الجامعة، فنحن نريد للجامعة العربية آلية قوية تؤثر على ما تتخذه من قرارات.. وتناقش معه أيضا على وجود مراقب إريتري بالجامعة كما أن هويتنا العربية ثابتة ومتى ما تكون مؤسسات الدولة كاملة بإريتريا سننضم إلى الجامعة العربية، فنحن الآن في حالة اللاسلم واللاحرب مع دولة أثيوبيا، وهذا يؤثر قرارنا السياسي للانضمام للجامعة. وحول موقف إريتريا من القضية الفلسطينية والعلاقات مع إسرائيل قال: أثناء فترة الكفاح المسلح بإريتريا وفلسطين كان لنا تعاون مع حركة فتح الفلسطينية، وأنا كنت ضمن صفوف حركة فتح، وهناك كثير من الإريتريين استشهدوا في سبيل القضية الفلسطينية، وهذا الموقف لا يمكن أن يتغير ولا بد من دولة مستقلة وليس على حساب الآخرين، ونحن كشعب مناضل لا يمكن أن نقف ضد نضال فلسطين ولكن هناك مرارات لإريتريا من قبل الفلسطينيين لوقوفهم مع أثيوبيا في عهد نجستو ضد إريتريا، وانه لا توجد قواعد عسكرية أو أمنية لإسرائيل بإريتريا وعلاقتنا معها من اجل التوازن في المنطقة لأن أثيوبيا لديها علاقات قديمة مع إسرائيل فهذه العلاقات ليس لضرب الأمن القومي العربي كما يقال. وحول الخلافات مع الاتحاد الأفريقي قال: ترجع هذه الخلافات إلى عدم صدور أي بيان من الاتحاد الأفريقي حول رفض أثيوبيا لتنفيذ القرار الدولي لعام 2002 الخاص بترسيم الحدود بين إريتريا وأثيوبيا بطول 1000 كلم ولذا قمنا بسحب سفيرنا الموجود بأثيوبيا، وكنا نتمنى أن يحدث تغيير جذري في الاتحاد الأفريقي عن منظمة الوحدة الافريقية والتي لم تلعب أي دور في حل مشكلتنا مع أثيوبيا مع أنها كانت الضامن لتنفيذ الاتفاقية الشاملة التي أبرمت بالجزائر في ديسمبر عام 2000 لوقف الحرب بيننا وبين أثيوبيا، والآن مؤسسات الاتحاد الأفريقي مازالت تحبو وتحتاج لعمل دؤوب من كل الدول الافريقية ليكون لها الدور الأساسي في حل مشاكل القارة الافريقية.. ولنا أيضا مأخذ على وجود مقر الاتحاد الأفريقي بأثيوبيا والتي لا تحترم القرارات الدولية.