أعلنت الشرطة العراقية أن تسع هجمات بسيارات ملغومة استهدفت أفراد الشرطة والحرس الوطني العراقي في بغداد والمدائن أمس الجمعة، وأدَّت إلى مقتل 23 عراقياً، وأُصيب 90 آخرون بجروح في تصعيد الضغط على الحكومة العراقية الجديدة التي تشكلت أمس الأول الخميس. وذكرت الشرطة أن الهجمات وقعت في حي الأعظمية في شمال بغداد ومنطقة المدائن حيث ينشط المسلحون، ويُعتقد أن منفذيها انتحاريون. وتسلط الهجمات الضوء على التحدي الأمني الذي يواجه الحكومة العراقية الجديدة التي شُكِّلت أمس الأول الخميس بعد مأزق سياسي استمر أشهراً منذ الانتخابات العراقية التي جرت في 30 يناير/ كانون الثاني. وقد أكدت مصادر في وزارة الداخلية العراقية أمس الجمعة أن 23 عراقياً قُتلوا، وأُصيب 90 آخرون بجروح في آخر حصيلة لانفجار تسع سيارات مفخَّخة؛ ست في بغداد وثلاث في منطقة المدائن جنوببغداد. وقال المصدر الذي فضَّل عدم الكشف عن اسمه: إن (آخر حصيلة تشير إلى أن 23 عراقياً قُتلوا، وأُصيب 90 آخرون في انفجار تسع سيارات مفخَّخة؛ ست في بغداد وثلاث في منطقة المدائن جنوببغداد). وأوضح أن ست سيارات انفجرت في بغداد؛ أربعاً منها في منطقتي الأعظمية والصليخ (شمال بغداد) واثنتين بالقرب من ساحة ميسلون في بغداد الجديدة (جنوب شرق بغداد)، وأسفرت عن سقوط 14 قتيلاً. كما أوضح أن (عدد القتلى في انفجار ثلاث سيارات مفخَّخة في منطقة المدائن ارتفع من خمسة إلى تسعة قتلى، بينما ارتفع عدد الجرحى من 14 إلى 35 جريحاً). وكان المصدر قد أكد في وقت سابق أن (ثلاث سيارات مفخَّخة انفجرت في منطقة المدائن، السيارة المفخخة الأولى انفجرت عند مدخل المدائن ضد دورية للشرطة العراقية، مما أدى إلى مقتل شخص وجرح ثلاثة آخرين، فيما انفجرت السيارة المفخخة الثانية بالقرب من بدالة (دائرة الاتصالات) المدائن، مما أدى إلى مقتل شخصين وجرح ستة آخرين). وأضاف المصدر أن (السيارة المفخخة الثالثة انفجرت ضد دورية لقوات مغاوير الشرطة بالقرب من مستشفى المدائن، مما أدى إلى مقتل اثنين منهم وجرح خمسة آخرين). وبالإضافة إلى هذه الهجمات فقد انفجرت ست سيارات مفخَّخة في بغداد. وذكرت الشرطة أن إحدى السيارات الملغومة قد استهدفت مطعماً مكتظاً بأفراد الشرطة والحرس الوطني حيث كانوا يتناولون الإفطار. وقالت الشرطة العراقية: إن سبعة من أفراد الحرس الوطني وضابطي شرطة وأربعة مدنيين قُتلوا، كما جُرح 35 مدنياً و13 من الحرس الوطني وضابطا شرطة. وقال المصدر الذي فضَّل عدم الكشف عن اسمه: إن (سيارة مفخَّخة انفجرت في ساحة ميسلون في منطقة بغداد الجديدة (جنوب شرق بغداد) لدى مرور دورية للجيش العراقي، مما أدى إلى مقتل جندي وإصابة ثلاثة آخرين بجروح). وأفاد مصدر في الشرطة العراقية أن سيارة مفخخة أخرى انفجرت في بغداد في دورية للشرطة على بُعد 300 متر من انفجار ساحة ميسلون، مما أدى إلى إصابة أربعة من عناصر الشرطة بجروح مختلفة. وكانت ثلاث سيارات مفخخة قد انفجرت في وقت سابق في منطقتي الأعظمية والصليخ في شمال بغداد. وأكد المصدر أنه بالنسبة للسيارات الست المفخخة في بغداد (انفجر اثنتان منها في منطقة الصليخ، والاثنتان الأخريان في منطقة الأعظمية، والخامسة في بغداد الجديدة، والسادسة بالقرب من أحد الجسور في منطقة كامب سارة). وجاءت هذه الهجمات غداة منح الجمعية الوطنية العراقية الثقة للحكومة الجديدة برئاسة إبراهيم الجعفري. من جانبه أكد موفق الربيعي مستشار الأمن القومي في العراق أمس الجمعة أن الإرهابيين يراهنون على (إشعال حرب طائفية) في العراق، وذلك بعد سلسلة الهجمات بالسيارات المفخخة التي أوقعت حتى الآن 23 قتيلاً و90 جريحاً. وقال الربيعي: (إنهم يحاولون أن يجرُّوا العراق إلى حرب طائفية). وأوضح أن (الاستراتيجية التي يستخدمها الإرهابيون هي زيادة أعمال العنف، والعمل على إشعال حرب طائفية)، معتبراً أن (هذا دليل على أن هولاء ليسوا من أهل الدِّين، إنما مجموعة من الإرهابيين والمجرمين). وأكد الربيعي أن (الحكومة الجديدة تعدُّ خطة متكاملة لمعالجة الوضع الأمني في العراق)، مشيراً إلى أن (الأمن هو من أولويات رئيس الوزراء إبراهيم الجعفري). يُذكر أنه في أربيل (350 كلم شمال بغداد) قُتل عراقيان صباح أمس الجمعة في انفجار عبوة كان أحدهما يحاول تفكيكها، وذلك حسب ما أفاده مصدر في الشرطة العراقية. وقال العقيد فرهاد كريم سليم قائد شرطة أربيل: (تم العثور على عبوة في حي باداوه الواقع في وسط أربيل، وتوجَّه خبراء في المتفجرات لتعطيلها). وأضاف أن (العبوة انفجرت صباح أمس ما أدى إلى مقتل أحد خبراء المتفجرات من قوات الأمن الكردية ومواطن مدني). وأوضح سليم أن (هذا الطريق الذي زُرعت فيه العبوة هو طريق عام، وغالباً ما تسلكه قوات الشرطة المتوجهة شرق أربيل). ويسود الهدوء بشكل عام أربيل عاصمة الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني. ومن جانب آخر، فقد أُذيع في موقع على الإنترنت أمس الجمعة شريط منسوب إلى الأردني المتشدِّد أبي مصعب الزرقاوي زعيم تنظيم قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين دعا فيه إلى شنِّ المزيد من الهجمات الانتحارية ضد القوات الأمريكية، وتوعَّد فيه بألاَّ ينعم الرئيس الأمريكي جورج بوش براحة البال. كما أعلن الجيش الأمريكي أمس الجمعة أن جندياً أمريكياً قُتل وأُصيب أربعة آخرون في هجوم بقنبلة في شمال العراق. وقال الجيش الأمريكي في بيان له: إن الهجوم وقع أمس الخميس في الحويجة على بعد نحو 200 كيلو متر شمالي العاصمة العراقيةبغداد. وارتفع بذلك عدد الجنود الأمريكيين الذين قُتلوا في معارك العراق منذ الغزو الأمريكي في مارس/ آذار عام 2003م إلى 1199 جندياً.