أيها الأخ الحبيب.. صالح الماجد.. هكذا وبدون مقدمات.. رحلت.. ورست مراكبك على شطآن الثقافة.. الطيور تهاجر.. والفصول تغادر.. ولكنها ثورة المشاعر.. تفور في لحظة الفراق.. حينما يكون مثلك هو المسافر.. أيها العزيز.. حين نودعك.. نودع فيك.. الطيبة.. وإنسانية قريبة.. وزمالة مترعة بالمبادئ الخلاقة.. وروحاً تمتد إشراقة.. كم من المشاعر تملؤنا.. كم من الأشياء تعتصرنا ونحن نجتر كلمة الوداع.. في لحظة يقف فيها الألم على منافذ الفؤاد.. وكم من العناء يعترينا.. ونحن نسترق في لحظة وداعك ابتسامة من بين ملامح أعيتها الأحزان.. وكلمات يتلعثم بها اللسان.. مشاعر غريبة ولدت حين قررت أن تغادر المكان.. وفردت أشرعتك.. عازماً على الرحيل.. أيها الأخ الكبير.. (أبو إبراهيم) كم أفنيت من خطواتك الندية في سبيل ولائك.. وانتمائك.. دون أن تنشد شكراً أو ثناء.. أو تشتكي من جور العناء.. أيها الزميل الصادق.. الصدوق.. حين يطيب مقامك هناك.. لن ننساك.. ولن ننسى سمات وخصالاً وبشاشة في محياك.. سمات جميلة.. وخصال أصيلة ألبستك محبة القريب والبعيد.. فكانت عبقاً تنتشي به ساعات (العمل) وتبتهج بها النفس لحظة بلوغ (الأمل).. أيها الشمعة التي تحترق.. دون أن ينبعث منها دخان.. نستودعك الرحمن.. لتبقى إضاءاتك أينما تحل وهج المكان.. وهنيئاً لوزارة الثقافة والإعلام.. بعطاء لا ينضب.. وجهد لا يكل ولا يتعب وروح تتدفق حيوية دون صخب..