الانتخابات البلدية بلا شك تعزز المشاركة الوطنية في صنع واتخاذ القرار ورفع مستوى الخدمات من واقع رغبة وحاجة وتطلع المواطن، كما أنها تجعل المواطن في موقع المسؤولية المشتركة مع الجهات الرسمية، وهذا دليل على اهتمام الدولة -حفظها الله- بالمواطنين وإتاحة الفرصة لهم للمشاركة في مشاريع التنمية.ونتائج المرحلة الأولى والثانية من الانتخابات البلدية التي جرت في بعض مناطق المملكة وأعلنت أسماء المرشحين كأعضاء في المجالس البلدية أكدت وعي المواطن وتفهمه وتجاوبه وما يميز هذه الانتخابات هو العدالة التي أشاد بها الجميع وبالتالي ألقت على كاهل المرشحين مسؤولية كبيرة يأتي في مقدمتها التأكيد على أنهم محل ثقة المواطن أو الناخب وأن عليهم الوفاء بالوعود التي أطلقوها أثناء حملاتهم الانتخابية وليعلم المرشح بأن العملية الانتخابية ليست وجاهة أو نزهة. كنت كغيري من المتابعين لهذه الانتخابات من خلال وسائل الإعلام التي كان لها دور فعال في نجاح المرحلة الأولى وكان دوره إيجابياً في مواكبة أول تظاهرة انتخابية سعودية واسعة يشعر من خلالها المتابع أن الإعلام السعودي صاحب تجربة وخبرة في هذا المجال بعيداً عن الجانب الإعلاني الدعائي (الإعلانات المدفوعة) للمرشحين الذي شابه الكثير من المبالغات والوعود الوهمية من قبل معظم المرشحين وخاصة من كانت برامجه الانتخابية لا علاقة لها ببرامج وأهداف المجالس البلدية لا من قريب ولا من بعيد، بل إن تحقيق جزء منها يحتاج لسنوات ولخطط ومسؤوليات أكبر. لذلك جاءت نتائج الانتخابات في المرحلتين مخيبة لآمال وتطلعات هذه الفئة نتيجة لوعودهم الوهمية ومبالغاتهم غير المنطقية التي لا تساير هذا العصر، بل تؤكد وعي المواطن وفطنته وثقافته وهذا ما حدث بالفعل.. وهذا لا يعني أننا من هذا الباب نقسو على هؤلاء إطلاقاً ولكن نقول لهم: إنكم حاولتم وبذلتم الكثير لايصال صوتكم ولم توفقوا وعليكم مراجعة برامجكم ودراسة الأسباب التي أدت إلى عدم التوفيق والفوز والعمل على تجاوزها في المرات القادمة فهذه تعد الخطوة الأولى وتبقى الكثير من الخطوات. ونحن الآن نساير المرحلة الثالثة من الانتخابات.. فهل يستفيد من لديه النية في الترشيح في أن يراجع حساباته من جديد والدخول ببرامج واقعية يصدقها العقل والمنطق، فالكل يتمنى أن يتم الاختيار لمن يجسد حقيقة تطلعات وطموحات المواطنين والقادر على العمل المخلص والبناء بعيداً عن الميول والتعصبات القبلية وحب الذات والمحسوبية وغيرها.