اعترف الأمين العام للأمم المتحدة السيد كوفي عنان بتقصير الأممالمتحدة في مواجهة ظاهرة الإرهاب خلال بداياته ولاسيما في الجزائر التي عرفت الظاهرة وخلفت أكثر من 100 ألف ضحية، وأعاد سبب ذلك إلى عدم وجود مفهوم وتعريف واضح وتفهم شامل لمعنى الإرهاب مما يسهل الحركة لمواجهته على مستوى الأممالمتحدة. وأضاف عنان في كلمته التي ألقاها يوم أمس أمام الزعماء العرب في قمتهم السابعة عشرة المنعقدة بالجزائر، انه أصبح من الواضح الآن أن أي تعدٍ على المدنيين فهو شيء مدان في القانون الدولي. وشدد على أن (الحق في المقاومة لا يعطي الحق في الاعتداء على المدنيين بصيغة عشوائية، كما لا يجب الرد على الأشياء غير القانونية بطريقة غير قانونية أيضاً). ودعا كوفي عنان الزعماء العرب إلى أن يكونوا في مقدمة الدول التي تقدم جهودها لمحاربة الإرهاب، وخاصة وأنها تمتلك - حسب الأمين العام - تجربة في مواجهة هذه الظاهرة، وطالبهم بالتفكير مع الأممالمتحدة لتبني سياسة سلمية تساهم في إيجاد الحلول المناسبة للقضايا العادلة ولا سيما بالنسبة لقضية فلسطين، حيث إن العنف لا يوفر الحلول المناسبة. وأدان الأمين العام الممارسات الإسرائيلية التي تعمل على مصادرة أراضي الفلسطينيين، وبناء الجدار الفاصل، لكنه في الآن نفسه طالب الفلسطينيين بعدم مواجهة ذلك بالعنف المضاد. وأشاد بكل من مصر والأردن في جهودهما لإيجاد حل سلمي وتفعيل عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين عبر مؤتمر شرم الشيخ الذي جمع الرئيس الفلسطيني برئيس الوزراء الإسرائيلي، مذكراً بجهود الأممالمتحدة من أجل تحريك عملية السلام ضمن اللجنة الرباعية. وتناول الأمين العام الوضع المستجد في لبنان وسوريا بعد اغتيال رفيق الحريري الذي وصفه (بالمناضل اللبناني الحيوي) وأكّد انه سيقدم تقريراً حول مهمة التقصي المتعلقة بالتحقيق في اغتيال الحريري وطالب بضرورة احترام السيادة الوطنية اللبنانية، مشيداً بالالتزام الذي اتخذه الرئيس السوري بشار الأسد وقال: إنه (التزام تجاهه شخصياً وتجاه مبعوثه الخاص والأممالمتحدة). ولدى تناوله للوضع في العراق، أوضح عنان أنه يعمل (من اجل استعادة سيادة واستقلال العراق) وتطبيع علاقاته مع كافة دول الجوار والعالم، مذكراً بجهود الجامعة العربية في هذا الشأن. وتأسف الأمين العام للوضع الإنساني في دارفور مطالباً بمقاضاة كل المتسببين في الأزمة سواء المدعومين من الحكومة أو المتمردين، وطالب الدول العربية بتخصيص مساعدات مالية للسودان لتجاوز أزمته الحالية خاصة تلك المتعلقة بالوضع الإنساني في دارفور. مشيداً بالإصلاحات الجريئة التي تعرفها الدول العربية، وقال (إن المنظومات السياسية العربية أصبحت أكثر انفتاحاً) مطالباً القادة العرب بالمضي قدماً في هذا التوجه بما (يحقق المزيد من الحرية).