إن اللغة عند الأمم جزءٌ مهمٌ من كيانها وشخصيتها وإضاعتها إضاعة للذات. ولقد نشرت جريدة (الجزيرة) الغراء مقالين للصديقين الكريمين الغيورين على اللغة العربية الدكتور أحمد بن محمد الضبيب والأستاذ حمد بن عبدالله القاضي حيث استنكرا على شركة اتحاد الاتصالات أن تختار شعاراً أعجمياً (موبايلي) وهل ضاقت اللغة العربية التي عُرفت بوفرة مفرداتها وغزارة ألفاظها، وقد خصها الله بالفصاحة والبيان اللذين يعدان من مميزاتها وعوامل نموها، ولقد اتسعت لمختلف المعارف والعلوم والآداب والفنون وحملت إلى الإنسانية علماً وتراثاً وأدباً وهي وسيلة للتعبير عن أدق المشاعر والإحساسات ولو ألقينا نظرة على معاجم اللغة العربية لرأينا مفردات ومسميات وألفاظاً عز نظيرها في شتى اللغات فمن يقرأ قواميس اللغة العربية يدرك عظمتها وتألقها وغناها وسعتها وشمولها ومن تلك الكتب: 1- تاج العروس للزبيدي 2- لسان العرب لابن منظور 3- الصحاح للجوهري 4- القاموس المحيط للفيروز ابادي 5- المصباح المنير للفيومي 6- معجم فن اللغة لأحمد رضا 7- دقائق العربية لأمين نصرالدين وغيرها من أمهات الكتب مما لا يتسع المجال لذكره في هذه العجالة. ورحم الله حافظ القائل: وسعت كتاب الله لفظاً وغايةً وما ضقت عن آي به وعظات فهل ضاقت لغة الضاد عن اختيار اسم عربي جميل لائق. ولعل الشركة تراجع هذا الاسم وتحل محله اسماً عربياً مبيناً قبل أن ينتشر هذا الاسم الأعجمي حفاظاً على وجه اللغة العربية الناصع. إن اللغة العربية قادرة على استيعاب مختلف المصطلحات وقادرة على إيجاد أسماء ومسميات للعلوم والفنون والمخترعات الحديثة.فعلينا أن نسعى السعي الحثيث لحماية لغتنا ونعيد لها شبابها ونصاعتها ونفسح لها المجال في شتى فنون المعرفة وندرأ عنها العجمة واللحن لتستقيم على نهجها اللاحب وفيها من الاشتقاق والترادف والنحت والمجازات ما يجعلها تستوعب كل جديد والأمل كبير في المسؤولين بالشركة بأن يعدل هذا الاسم إلى اسم عربي مبين لتبقى هذه اللغة العربية ويكون لها الريادة والمكانة المرموقة وأن تعود كأمسها الزاهر نامية متجددة مستجيبة لمطالب الحياة والتقنية والتطور وان تصبح لغة العلم والبحث العلمي وكلما عزت اللغة عز أهلها.. حقق الله للغتنا العزة والرفعة والسيادة.