الاهتمام بلغتنا العربية والحرص عليها عمل رائع عظيم، فهي لغة القرآن الكريم والسنّة النبوية، وعلنيا أن نسعى السعي الحثيث لحمايتها، وأن نعيد لها شبابها ونصاعتها، وأن نفسح لها المجالات والميادين في شتى فنون المعرفة وندرأ عنها العجمة واللحن لتستقيم على نهجها اللاحب، وأن تصبح لغة العلم والحياة، وتعبِّر عن مختلف علوم العصر، فلقد كان لها ماض مزدهر في شتى الميادين وإننا لنتطلع بتفاؤل وأمل بأن تنهض الجامعات بمهمة التعريب المستمر والمشاركة في تعريب العلوم والآداب والفنون حتى ترسخ أقدامها في كل ميدان، ومجال من مجالات المعرفة، ولنعمل على أن نعطيها كل اهتماماتنا، والترغيب بها أدباً وتراثاً، والترجمة منها وإليها، ومن المؤسف اليوم دخول الأسماء الأجنبية وتداولها وكأننا نؤكّد عجزنا اللغوي، فلقد دخلت المسميات الأجنبية الكثيرة اليوم في حياتنا وحينما تدخل الفندق أو البنك أو المستشفى وغيرها تجد الكتابة والتفاهم باللغة الأجنبية، وكثرت الكلمات لأجنبية والدخيلة، وشاعت على الألسنة كلمات كثيرة، ومن المسميات التي دخلت حياتنا وهي كثيرة منها على سبيل المثال (أوتيل كتالوج، كارت، بروفة، كاونتر، إنترفون، بروجرم، بدروم، شيك، تلفزيون موبايل، باص، ميكرفون، استديو، تلكس، فاكس، ديكور، أوتستراد، إنترنت، انتريه، نوفوتيه، هاي، فيلا) وغيرها مما لا يتسع المجال لحصره وهناك الكثير من المؤسسات الخاصة يتعامل أكثرها اليوم باللغة الإنجليزية تخاطباً وكتابةً حتى شاعت في الأعمال التجارية. كما شاع اللحن في كثير من المسميات على سبيل المثال: (فندق ديرة، صيدلية حياة) أي فندق الديرة، وصيدلية الحياة، محطة سيارة أي محطة السيارات وغير ذلك مما لا تتسع له هذه المساحة المحدودة، وكذلك يلاحظ الأخطاء اللغوية والإملائية في كتابة اللافتات، فلنحرص على العناية بلغة الضاد، وتراث العربية الخالد، ولقد قيل: (إن لسان العرب هو أجمل لغة على وجه الأرض)، وبها من الاشتقاق والترادف والنحت والمجازات ما يجعلها تستوعب كل جديد، وصدق الشارع حافظ حين قال: وسعت كتاب الله لفظاً وغاية وما ضقت عن آي به وعظات فكيف أضيق اليوم عن وصف آلة وتنسيق أسماء لمخترعات عضو الجمعية العلمية السعودية للغة العربية