في هذه التظاهرة الثقافية السنوية لابد للمثقفة من وجهة نظر حيال ما يقدم في هذا المهرجان الوطني.. فتعالوا معنا نتعرف على آراء عدد من سيدات المجتمع حول الجناردية وبرنامجها الثقافي: بداية تحدثت الأديبة ليلى الأحيدب.. فقالت: يعني لي مهرجان الجنادرية إرثي وتاريخي وما تبقى من الزمن الجميل.. لذلك يحز في النفس ان هذا المشهد تستثنى منه المثقفة دعوة وفعالية وهذا أمر غريب لان اللجنة النسائية منقطعة عن الوسط الثقافي الفاعل فمنذ افتتاح الجنادرية لما يقرب 20 عاماً لم تصلني أي دعوة من اللجنة النسائية!! أليس لي حق كمثقفة وأديبة وبنت لهذا البلد أن أحضر حفل الافتتاح وأتواجد فيه؟! الدعوة تأتيني من القسم الرجالي أما اللجنة النسائية فلا ولا يخفاهم امر المثقفات اللاتي يشتكين من هذا الأمر.. وأضافت الاحيدب.. أرى انه ينبغي ان تبث دماء جديدة مع اللجان التي امضى اغلب اعضاؤها عدداً من السنين ربما تجاوز العشر وهم على نفس النظام والروتين والمفترض ان يكون التغيير كل خمس سنوات وهذا يعطيها على مستوى الرجال والنساء نوعا من التجديد ويكون له جدوى كبيرة لتطوير هذا المهرجان.. فإذا كنا في أنظمتنا الإدارية يتم تغيير المسؤول أو المدير كل أربع سنوات فإنه من باب أولى ان يكون التغيير في المهرجان السنوي الذي ننتظره سنوياً بكل شغف وحب.. وكل ما سبق وذكرته لا يعدو ان يكون عتبا وعلقت الاديبة ليلى الاحيدب على موضوع الامسيات المصاحبة للمهرجان وكذلك الفعاليات الثقافية انها لا ترى اي اتاحة في الطرح فالامسيات ان لم تكن شعبية فهي فصيحة تقليدية والاسماء المشاركة غير معروفة إعلامياً وتشارك لأول مرة في هذا المهرجان الكبير!! واضافت ينبغي ان نقدم وجه المملكة بكافة أطيافه فنقدم الشعر التفعيلي والشعر النثري والشعر التقليدي المعروف. وأرى ألا تكون مشاركة الأسماء غير المعروفة إعلامياً مع احترامي لها، وينبغي أن تكون عدة امسيات من ضمنها هذه الاسماء وليس على حساب الأسماء المعروفة، وهذا لا يعني انه تهميشا لهن لكن لا تكون الامسية الوحيدة لهن بالذات حتى انه في العام الماضي قدمت شاعرات صغيرات غير معروفات في أمسية شعرية على مستوى الجنادرية؟! فكيف اتوقع من الإبداع أن ينمو اذا الشاعرة لها رؤية وانفتاح معرفي ولها أبعاد أخرى ولا تقدم ريثما تقدم ذات الطرح التقليدي من اجل ان قصيدتها موزونة وعلى القافية ويروق للجماهير.. واختتمت الاحيدب حديثها بقولها: اكرر وهذا موجه للرجال والنساء في اللجان ان الفعاليات الثقافية المقدمة تقدم بشكل تقليدي ان لم يكن شعبياً، وإن كنا بين خيارين فأنا أفضل التقليدي ولا افضل ان يكون كله شعبياً. مرشحة اللجنة النسائية بوزارة الصحة لمهرجان الجنادرية أ. نايفة العنزي قالت: ان مهرجان الجنادرية هو اجتماع كبير للأسرة السعودية متمثلة بكافة الاجهزة الحكومية والأهلية في مملكتنا الحبيبة لإبراز موروثنا الأصيل وثقافة الحاضر وآمالنا وطموحاتنا المستقبلية.. وهي فرصة جيدة لابراز الجهود الجبارة والقفزة الحضارية التي حدثت لبلادنا الغالية.. وباعتقادي أن المهرجان مازال يحتاج إلى المزيد من التنظيم وخصوصا في الساحات الخارجية ويحتاج إلى انشاء صالات كبيرة مزودة بأحدث الأجهزة الحديثة لتواكب عصر التطور والحضارة الذي تشهده المملكة في ظل رعاية خادم الحرمين الشريفين وولي عهده والاستفادة منها بقية أيام السنة في عقد الندوات والمؤتمرات. وأقترح ان تتفتح الفرصة ايضا لمشاركة بعض الشركات والمؤسسات إضافة إلى بعض المدارس ودور التحفيظ لإبراز دورها في المجتمع، كما آمل ان تشارك المدارس بإقامة مهرجانات مصغرة في المدارس ودور التحفيظ حيث تمت تجربتها في بعض المدارس ودور تحفيظ القرآن وثبت نجاحها ومردودها الايجابي على الطالبات والامهات وهذا ما لمسناها من خلال تجربتنا مع الجميع، حيث ان الكثير لا يستطيع الذهاب للمهرجان ولم يذهب أبداً فعندما يقام المهرجان لديه مع تزويدها بأشرطة فيديو وأجهزة عرض بالكمبيوتر للتراث الشعبي وأحد التطورات لأضفنا بعونه تعالى دفعة قوية لكافة الفئات العمرية وخاصة الاطفال وهم الفئة المستهدفة. وتمنت نايفة وضع تنظيم اكثر للدخول والخروج بحيث يوضع مساء خاص للدخول ومسار خاص للخروج، كذلك البيع على الأرصفة ووضع أماكن مخصصة لذلك، واقترحت ان توضع قطارات مكشوفة لمساعدة الزوار على التجول داخل المهرجان بيسر وسهولة وبدون فوضى. كما تمنت زيادة عدد الأيام المخصصة للنساء؛ لتتمكن السيدات من الحضور والاستفادة من الفعاليات. وقالت نايفة العنزي: آمل التأكيد على جميع المشاركين تلمس احتياجات المواطنين في الاجهزة الحكومية، ومثال لذلك تزويد الامهات بكافة المعلومات عن المخدرات والاطباء والاخصائيين النفسانيين، حيث ان مجتمعنا مازال يجد حرجاً شديداً من هذه الامور.. وأقترح وضع ارقام خاصة للجوء اليها عند الحاجة، وتوضيح دور مجمع الأمل مثلاً فيها، كذلك زراعة الأعضاء واهمية التبرع بها والحكم الشرعي فيها. وآمالنا أكثر بإبراز الصورة المضيئة للمجتمع السعودي للزوار الاجانب والتعريف بالاماكن السياحية والآثار بالمملكة عبر وضع شاشات عرض كبيرة في اماكن مخصصة لذلك ومهيأة.. كما هي فرصة لمعالجة النواحي السلبية في المجتمع مثل الاستخدام الخاطئ لبعض التقنيات الحديثة مثل الانترنت، وذلك بتوضيح هذا الامر عن طريق متخصصين بأساليب تربوية حديثة لتعزيز الحصانة الذاتية لمواجهة سلبيات التقنية، وفي اماكن مهيأة لذلك في موقع المهرجان بتخصيص قاعة مخصصة ومزودة بالاجهزة لعقد ندوات مفيدة ومحاضرات. وتمنت العنزي أن يسخر كل مواطن وقته وجهده لخدمة الوطن والمواطن، وليكن همّنا الاول والاخير التطوير ومواكبة الحضارة واصلاح الامة بالتعريف بأهمية التمسك بالدين الإسلامي والسُنّة النبوية وجعلها مرجعاً لنا. وأملت كذلك ان يكون هناك مشاركة اكثر لاخواتنا الداعيات، وهو فرصة كبيرة للدعوة لله على بصيرة؛ فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته. وقالت: ارجو من جميع اخواتي المشاركات في وزارة الصحة وغيرها ان تعكس الصورة المشرفة للمرأة السعودية بإخلاصها وحبها لوطنها وتمسكها بدينها الإسلامي وحجابها الشرعي الاصيل الذي يميزها عن غيرها من نساء العالم بقناعتها الشخصية فيه. * أ. فاطمة العمري - أمينة المكتبة بكلية العلوم الصحية للبنات بالرياض - قالت: إن مهرجان الجنادرية هو حضارة الماضي وثقافة الحضار الذي آمل ان يدوم مستقبلاً، وارى ان توفر دور عرض مرئية للاماكن الاثرية الموجودة في المملكة، على ان تكون مختصرة ومدعمة بالشرح التوضيحي المسموع والمترجم على شاشة العرض باللغة الانجليزية؛ وذلك لتشجيع السياحة بالنسبة للمواطنين والاجانب، مع توفير تسجيل مسموع ومبرمج على مدى فترة زمنية يتكرر كل نصف ساعة مثلاً ليتسنى للمتجولين التعرف على كل جناح بشكل سهل وعملي. وتأمل فاطمة ان يكون نظام التجول في الجنادرية اكثر تنظيماً كأن يحدد مساران احدهما للدخول والآخر للخروج يُفصل بينهما حاجز معدني ثابت، ايضاً توفير قطار بسكة حديد يمر على جميع الاجنحة؛ وذلك لتسهيل عملية التجول خاصة على الاطفال الذين يصعب ضبطهم، كذلك تمنت ان تزول ظاهرة افتراش البائعات للطريق الرئيسي داخل المهرجان ما يعكس صورة سيئة لمعنى المهرجان خاصة لدى الزوار غير السعوديين بالاضافة الى عرقلة السير والازدحام في ذلك الطريق.. ثم ان هذه الظاهرة لا تمت للتراث بأي صلة. * من جهتها قالت أ. فاطمة الجار الله - عضو اللجنة الدينية بكلية العلوم الصحية للبنات بالرياض -: إن مهرجان الجنادرية يعني لي كمواطنة اجتماعا لمناقشة أمور ثقافية تهمنا جميعاً، وهذا الذي يفترض حتى يؤتي الفائدة المأمولة منه، ولابد من الصدق في الطرح وعدم المبالغة، وأعتقد ان التركيز على التراث وعقد الندوات لا يكفي، بل لابد من توسع نطاق برنامج ا لجنادرية وعدم التكلف.