منذ أن صاح المنادي قائلا الملك لله ثم لابن سعود اهتزت الأرض لقائدها الباني وهرعت قلوب الجبناء وابتلعت الأرض الجهل والظلال والفقر فأعلن الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه زفة العروس لشعبه وأرضه فجلب لهم الراحة والأمن والأمان، وأصبحت العروس تكبر وتكبر ووقف الانسان مبهورا أمام سباق الزمن الذي يجري كالبرق حتى غدت نورسة العالم تهطل أمطار التقدم والتكنولوجيا والحضارة العمرانية وما زال تراث الأجداد لم يطمسه عصر التقدم بل وجود منذ نشأة الانسان فهو عطاؤه على هذه الأرض الموغلة في القدم ولاشك أنها الرسالة الوطنية الشاملة التي يحملها المهرجان الوطني للتراث والثقافة منذ 15 عاما رسالة أخذت مكانتها في اهتمام المثقف العربي والمتابع ليدركوا أبعادها وأهدافها النبيلة ومستقبل أجيال تعيش واخرى ستأتي لتسأل ماذا قدم هذا الجيل؟ فالجنادرية التي أحدثت هذه الضجة في عقول العرب والمفكرين والمثقفين لم تنشأ من فراغ بل تعتبر تفريغا لتراث حول جدران ذهبية معاصرة لحياة أجدادنا داخل حقبة غنية تشع في كل عام نشاطاتها، لكننا نتساءل هل نجحنا في تكوين تراث سعودي أصيل عبر المهرجان الوطني للتراث والثقافة لنقله عبر الأجيال القادمة,,؟ تفجرت أقلام وعقول الكثير من وجوه الاعلام والثقافة والأدب حول هذا التساؤل ونتج لنا هذا الحديث الذي تطول فروعه عن الجنادرية ومستقبل الأجيال والجزيرة رصدت مشوار الخير والنماء في ارض الجنادرية وتبعا لهذا التساؤل سجلنا جزءا من جوانب حياة الجنادرية فمن خلال هذه الأسطر كشفنا للقراء عما تحتويه هذه الأرض المباركة الطيبة. في البداية ومن خلال اصدارات المهرجان حصلنا على بعض من مكنونات هذا المهرجان فكان لنا أن نقدم جزءا منها لاسترجاع ما تم منذ 15 عاما، فتتسابق الأمم فيما بينها لاحياء تراثها والوقوف عليه للمحافظة على اصالتها ومعاصرتها فمن لا ماضي له لا حاضر مشرق يمكن أن ينتظره ولذا فإن تباشير هذه الأعمال قد أرسيت قواعدها وبذرت بذورها اليانعة منذ أن نادى منادي الصباح الملك لله ثم لابن سعود انها الانطلاقة المباركة التي تمت منذ استعادة الرياض وبدء مسيرة توحيد وبناء المملكة العربية السعودية على يد المؤسس الباني الملك عبدالعزيز يرحمه الله ورجاله المخلصين وأخذت بلادنا تستعد لاعادة دورها في التاريخ وتواصل البناء وترابطت سلاسل الأمن والعمران على يدي أبنائه الكرام من بعده الملك سعود والملك فيصل والملك خالد رحمهم الله وهاهي تزهر وتزدهر في عهد خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين، ومن هنا رأينا حرص حكومتنا الرشيدة على احياء تراثنا والمحافظة عليه وتمحيصه والاستفادة منه لتبني نهضتها المرسومة والحديثة ولذا جاء التوجه لاقامة المهرجان الوطني للتراث والثقافة ومع ان هذا المهرجان كان في بداياته الأولى مقتصرا على سباق الهجن ولمدة يوم واحد إلا انه مع الوقت الحاضر والنظر الدائم فيه وبالتحديد عام 1405ه صدر المرسوم الملكي الكريم باقامة المهرجان الوطني على ارض الجنادرية ولمدة اسبوعين فكان هذا ايذانا بانطلاقة المهرجان الوطني للتراث والثقافة على المستوى المحلي وليحقق فيما بعد وبسرعة خاصة بعده العربي والاسلامي بل والعالمي يجمع على ذلك العلماء والأدباء ورجال التراث وليحقق هذا المهرجان الوطني شخصية اعتبارية مرموقة حتى أصبح اليوم بشهادة القريب والبعيد أحد معالم النهضة العامة في بلادنا العزيزة وأحد أهم المهرجانات العربية في منطقتنا حتى أخذ الكثير من رجال الفكر والعلماء الأفاضل الذين يزورون المملكة ويشاركون في نشاطاته وفعالياته يعيدون الى ذاكرة التاريخ الحديث بأن جنادرية الحاضر هي عكاظ الماضي . حنا بدو أصل وحضارة ومن سباق الهجن كان المهرجان الوطني يبدأ نشاطه في كل عام فكان سباقا وطنيا وما زال يرسم تاريخ وعلاقة الابل مع الانسان العربي والمسلم حتى اصبح يشار إليه بالإرث الحقيقي للدولة السعودية وكما قيل قديما البدو يعيشون باللبن والتمر وركوب الابل والخيل فمنذ ذلك الحين وسباق الهجن والفروسية تهتم به الدولة بل وتساهم في استثمار هذه التراثيات الأصيلة، وفي حديث صاحب السمو الملكي أمير الشباب الرئيس العام لرعاية الشباب المرحوم بإذن الله فيصل بن فهد حول الجنادرية قال الجنادرية بدأت بسباق الهجن وأصبحت اليوم نموذجا للموقع الأصيل ويتمثل في جانب منها تراث وكفاح انسان الجزيرة العربية، ونموذجا لجهاد الحفاظ على القيم في اطار العروبة والدين ويتمثل في الجانب الآخر لمحات عن نهضة مباركة يقودها بكل ما حباه الله من حكمة وايمان وصبر وبعد نظر، خادم الحرمين الشريفين يحفظه الله موفرا لها كل أسباب حضارة اليوم من علم ومواصلات واتصالات أوصلت المواطن السعودي الى فضاء الكون والى صناعة اثبتت انسجام الانسان السعودي المسلم مع أضخم آلات العصر وأكبر قلاع الانتاج . اقرأ باسم ربك إن الإرث العظيم حافل بالانتاجيات القيمة عبر هذه الانجازات الفكرية التي أسهم بها علماء هذه الأمة وركز عليها المهرجان الوطني جل اهتمامه من خلال نشاطاته الثقافية المتنوعة حيث تعد الندوات والأمسيات التي يديرها المهرجان كل عام لابراز نشاطاته الثقافية ويشارك فيها الكثير من العلماء والأدباء والمفكرين من داخل المملكة وخارجها كما أن نشاطات المهرجان الوطني تتنوع وتتواصل فهاهي قيم مسابقة حفظ القرآن الكريم وحسن ترتيله بين طلاب المدارس، وامتدادا لتلك العادات القديمة التي أولت لها الاهتمام الدولة السعودية فإنها لم تغفل واجبنا نحو ديننا الحنيف وما أوصى به رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم فحينما نزل القرآن الكريم عليه باقرأ باسم ربك الذي خلق تعلم وعلم أصول القرآن ومن منطلق هذا المهرجان كانت مسابقة القرآن الكريم بناء خير لسابق الأجر من الله سبحانه وتعالى ولكشف العديد من الموهوبين من حفظة كتاب الله واعانتهم والوقوف معهم لاستكمال المسيرة بإذن الله. سباق الثقافة ومنذ قريب أخذ المهرجان الوطني في التوجه الى البعد الخارجي العالمي فهاهو يعقد الندوات الثقافية حول مواضيع وقتنا الحاضر من أجل توضيح الصورة وشرحها شرحا علميا حديثا يستضيف لذلك العديد من رموز العلم والثقافة والفكر ولذا جاءت الأعمدة الأساسية للمهرجان الوطني لتتبنى الثقافة والتراث على انهما العمودان الأساسيان في بناء اجتماعي وهما البوصلة المنظمة لحركة الشعوب وتطورها ومن هنا جاءت فعاليات ونشاطات المهرجان الوطني لتجعل من هذين المحورين أساس عملها وتوجهها ثقافيا وتراثيا وانطلاقا من ذلك تقوم لجنة النشاط الثقافي بالمهرجان الوطني للتراث والثقافة بوضع تصور عام لنشاطات المهرجان الثقافية وذلك بعد تلقي الردود والمقترحات من رجال الفكر والأدب والتراث من الداخل والخارج وبعد ذلك تدعو الى اجتماع للمشورة الثقافية والتي تلتقي بمبنى المهرجان الوطني لتضع لمساتها ورأيها النهائي في هذا النشاط للدورة الجديدة وبعد اقرار ذلك واكمال كافة الاجراءات الادارية لانجاح هذه المقررات والتوصيات تعقد في كل عام ندوات ثقافية وأدبية لعدة أيام ويدعى لها العديد من الشخصيات المرموقة المهتمة في ميادين العلم والأدب والتراث وغيره من داخل وخارج المملكة. أبو الفنون عندما بدأ أبو الفنون الفن الشامل الذي يحتوي على فن الأداء التمثيلي والاخراج والديكور والعمارة والأزياء والموسيقى أصبح بعدها من تجربة أولية الى نشاط مطلوب من هيئة المسؤولين بالجنادرية لذلك ظل مسرح الجنادرية يستضيف مناطق بلادنا الغالية في كل دورة سنوية للمهرجان فقد أصبح ميدانا خصبا يلتقي في رحابه الفنانون ليقدموا من خلال مسرح المهرجان الوطني ابداعاتهم الفنية كما يشارك في هذا العمل الفني الكبير عدد من المثقفين المختصين في هذا الجانب كما سلك مسرح المهرجان طريقا جديدا حيث أصبح يناقش كل عمل فني يعرض على خشبة المسرح ويقوم بتحليله وتشريحه ونقده وقد بذلت الكثير من الجهود في اعداد هذا النشاط وتجهيزاته الفنية. وقد لعب الفن التشكيلي دورا واضحا وبارزا حينما أعلن المهرجان تبني فكرة انشاء المعرض التشكيلي فعاما بعد عام أصبحت تتضاعف وتتعاظم اللوحة التشكيلية في أرض أهل لحمل رسالة التشكيل فتبرعت الجنادرية بالعديد من ساحاتها لأجل تلك اللوحة التي مازالت تجسد عبق أصالتنا وحضارتنا. الرسالة التلفزيونية هذا نص الرسالة التلفزيونية الموجه من السيدة الأمريكية الأولى هيلاري روادم كلينتون في مهرجان الجنادرية الثقافي 1996م حيث قالت فيها: يسعدني جدا أن تتاح لي هذه الفرصة لكي أوجه كلمة الى مهرجان الجنادرية الثقافي لعام 1996م ونساهم ولو بقسط صغير في حواركم الهام حول موضوع الاسلام والغرب، ولقد بدأ الأمريكيون في الولاياتالمتحدة في توسيع معرفتهم في الأصول الثرية للتاريخ الاسلامي وللثقافة الاسلامية وكذلك في تقدير اسهامات الأمة الاسلامية الى ثقافتنا نحن، كما أنني شخصيا أصبحت دارسة متشوقة للاسلام في السنوات الأخيرة. التراث السعودي وبعد 15 عاما هل نجحنا في تكوين تراث سعودي أصيل عبر المهرجان الوطني للتراث والثقافة، لنقله عبر الأجيال القادمة؟ في البداية قالت رئيسة اللجنة النسائية للتراث فاطمة بنت محمد السلوم: إن المهرجان يعد الشعلة الثقافية التي تنير المستقبل بمايحمله من معان أكيدة للاحتفاظ بأصالة الماضي وثبات الحاضر واستشراف المستقبل، والجنادرية نافذة نطل منها على الآخرين حيث يقاس مدى تقدم الأمم بمدى اهتمامها بتراثها وتاريخها فهي تعطي رؤية أصيلة متجددة تكشف عن قدرات الانسان السعودي في كل زمان ومكان ودوره في صنع الحياة داخل مجتمعه وخارجه، والتراث العربي السعودي مليء بالقيم والجماليات التي نحتاج لتأكيدها في نفوس الأجيال الجديدة من أجل ثقافة سعودية معاصرة لها ذاتيتها، ومن هنا فإن مسؤولية اللجنة النسائية للتراث بصفتي رئيسة لهذه اللجنة تكمن في تأكيد اصالة الانسان السعودي ودور المرأة منذ القديم بدورها صانعة الأجيال وما يمثله موروثنا من أهمية في بناء حاضر أمتنا العظيمة وهذا ما تسعى مملكتنا الغالية للقيام به من خلال المهرجان الوطني للتراث العظيم الذي ينظمه الحرس الوطني. التراث في صوره الحقيقية واضافت نائبة رئيسة اللجنة النسائية للمهرجان الوطني للتراث والثقافة فريال كردي فقالت: من خلال فكرة انشاء المهرجان الوطني للتراث والثقافة والذي يهدف الى تكوين التراث السعودي والتعرف عليه وتقديم الصورة الحقيقية لافراد وابناء هذا المجتمع وهذا يكفي لأن نجزم بأننا حريصون على تراث بلادنا الاسلامي والعربي ولا نخفي على الجميع بأننا ولله الحمد بلد اسلامي قدم للمسلمين كل جهد في جميع المناسبات وقدم التكنولوجيا والعلم بكل معطياته الحديثة وشارك العالم في تقديمه افضل البحوث والدراسات الادبية والعلمية والتاريخية والطبية فالجنادرية ماهي الا نافذة لابناء الوطن والعالم للتعريف بالمقتنيات القديمة وصورة حية عما كان يعيشه اباؤنا واجدادنا من حياة تختلف تماما عما نعيشه الآن وقد قدم المهرجان لنا جميع الصور الحية وجميع الحرف البسيطة والثقيلة وكيف تغلب اجدادنا على الصعاب وعاشوا فيها، ان الجنادرية قدمت معظم انواع الحرف والصناعات القديمة نراها حية امام الاعين قدمت طرق الزراعة والحراثة قدمت الثقافة والادب والشعر القديم والحديث ووضعت امام اعيننا قرية مبسطة بما فيها الحرف المختلفة وكأننا نعيش في مدينة قديمة بكل معطياتها، لقد حرصت ادارة الحرس على اقامة هذا المهرجان في كل عام وقدمت التراث السعودي من كل الجهات وبحث المسؤولون عن ذلك التراث في جميع مناطق المملكة وقدموه في صورته الحقيقية بحثوا عن اغلب الحرف القديمة والافراد الذين لا يزالون يمارسونها قدمتهم في الجنادرية قدمت جميع الفنون بصورها المعروفة من اهازيج واشعار المتعارف عليها قديما وجميع الالعاب الشعبية من جميع جهات المملكة في صور حية يستطيع الفرد او الزائر التعرف عليها ولم تقتصر الجنادرية فقط على الحرفيين من الرجال وانما اولت ادارة المهرجان المهمة الاخرى للجنة النسائية التي اهتمت في البحث والتنقيب عن كل ما هو قديم في جميع جهات ومناطق المملكة لتقديمه والمناسبات الاجتماعية المختلفة امام جمهورنا من السيدات والاطفال حيث تشارك الام والطفل وقدمت تعريفا كاملا عن هذا التراث وبعد هذا كله اعود لاقول ان ادارة المهرجان في الحرس الوطني قدمت التراث السعودي بأكمله في صورة حقيقية وعرفت المواطن السعودي والعربي والعالمي بهذا التراث ونقلته عبر الاجيال وكونته وجمعت هذا التراث وقدمته سنويا. هذه رؤيتي في الرياض وتترجم بريشتها الفنانة التشكيلية بدرية الناصر مشاعرها عن الجنادرية فتقول : نعم استطاع مهرجان الجنادرية تحقيق نقل التراث الى الاجيال ونشره للحفاظ عليه الى حد ارتبط هذا المكان وهذا المهرجان بذاكرتنا جميعا وخاصة فئة الفنانين في شتى مجالاتهم ولكن لدي اقتراحا ان امكن تحقيقه وهو ان يكون هناك صدى ملموس بهذا المهرجان يعم جميع المناطق وذلك باقامة مهرجانات تشبه في صفتها وشكلها الجنادرية وتتزامن مع توقيت اقامتها حيث يتسنى لمن لم يحضر هذا المهرجان في الرياض ان يتعرف عليه ويشاهده في منطقته ولكن يبقى مهرجان الجنادرية حدثا ننتظره كل عام ونأمل منه الكثير والعديد من اهداف تتحقق في اعوام قادمة وعلى مهرجانات قادمة للجنادرية. حتى نشعر بالفرحة وتضيف على لوحة الجنادرية الفنانة التشكيلية شريفة السديري فتقول: بالتأكيد نجحنا في تكوين تراث سعودي اصيل عبر المهرجان الوطني وان استمررنا بإذن الله على هذا الحال فسينتقل بذلك عبر الاجيال القادمة واجمل ما فيها حضور الجنسيات المختلفة بالاضافة الى الافراد السعوديين من رجال ونساء وامهات وآباء واطفال من الاعمار المختلفة كذلك مشاركة المتعاونين والمتعاونات ومن المجالات المختلفة من فنية وادبية وصناعية ونحوها, اتمنى ان نرى جزءا من المهرجان مستقبلا ينتقل الى بعض مناطق المملكة مثل قافلة وتعرض نماذج من المهرجان وجزءا من المعرض الفني في مثل جدة والمنطقة الشرقية وبعض المناطق الاخرى حتى يصبح هناك نوع من المشاركة مع هذه المناطق في هذه المناسبة ولا يشعر الاهالي بالعزل فتصبح الفرحة فرحتين ليس في الرياض فقط وبهذا سننجح مرة اخرى. حتى لا نحرم احداً وحينها تحدثنا من خلال الركن القصصي للقاصة شريفة الشملان فقالت: ان التراث هو في الاساس موجود لكن المهرجان الوطني تبنى هذا التراث عبر الجنادرية وقدم ما يليق بمستواه على الصعيد المحلي والعربي ثم المهرجان يحاول ان يطور هذا التراث وليس كل التراث موجودا في القرية التراثية نحن في كل مرة تنفتح لدينا اشياء كثيرة اذكر حينما زرت جيزان شاهدت اشياء كثيرة وجميلة لكن وجودها في منطقة واحدة يحرم المناطق الاخرى من التمتع بموجودات المملكة فالحركة بالنسبة للمهرجان ضرورية فأبناؤنا لا يعلمون عنها شيئا الا بالصورة. لا نريدها وتتابع الحديث القاصة قماشة العليان فتقول: المهرجان الوطني للتراث والثقافة فكرة رائعة وعمل اكثر من رائع لتخليد التراث العربي السعودي لاجيال مقبلة كثيرة ان شاء الله وتتقدم وتتطور سنة بعد سنة لتغدو قبلة انظار الجميع منها يتنسمون عبير الماضي ويتلهفون لخطى الاجداد لكن بالنسبة للمهرجان التابع للنساء فلقد حضرت مرة واحدة في العام الماضي وفوجئت بل صدمت مما رأيت ولم اصدق ان هذا هو مهرجان الجنادرية الذي يتحدثون عنه فوضى في كل مكان وصراخ وزحام ونساء بلا مقاعد ومقاعد محجوزة اي مقاعد بلا نساء ودفع بالايدي لمنع النساء من الدخول والقادمون من خارج المنطقة لا يوجد اماكن لهم، يعني هذا محزن فالاسماء هي نفس الاسماء بذات الروتين الممل بلا تغيير ولا استقطاب للشباب والاسماء الثقافية المعروفة بتجددها وحسن تنظيمها واعمالها المعروفة ليحدث تجدد وافكار مبهرة واثراء ثقافي وطني فعلي وليس كما نرى, انني اتحدث من قلب ينبض بالحب والاخلاص لوطني وفعالياته واتمنى ان يكون هذا المهرجان عالميا ومن افضل المهرجانات العالمية لكن يجب تضافر الجهود والتقاء الايدي الخيرة والاهم هو الاختيار الصحيح للافراد الاختيار المبني على القدرة والديناميكية والذكاء والاختراع. قفزنا خلال فترة قصيرة ثم نسجت بقلمها الشعري الشاعرة سلطانة السديري رؤيتها فقالت: لاشك ان مهرجان الجنادرية استطاع ان ينقل للعالم العربي ما وصلت اليه هذه البلاد المقدسة من حضارة في مجال العالم والثقافة عبر الحضور اليه من مثقفي العالم العربي كما انه ساهم في تعريف الاجيال الجديدة السعودية عن تراثهم وعاداتهم وكفاح اجدادهم وآبائهم حينما كانوا يعيشون في صراع الفقر بأبسط الوسائل معتمدين على جهدهم وصبرهم وكيف حينما افاض الله عليهم بخيرات الارض استطاعوا بناء هذه الحضارة الانسانية والعمرانية خلال فترة زمنية قصيرة في عمر الشعوب,, حقيقة لا يمكن انكار احد لها ان الانجاز للامة السعودية بفضل من الله ومن حكومتها وشعبها وتلاحم الحكومة والشعب كان له الفضل الاول في وصول هذه الامة الى ان تضاهي في حضارتها للامم التي بنت حضارتها في مئات السنين هذا بالنسبة للحضارة التكنولوجية والعمرانية اما الحضارة الانسانية والثقافية فإن هذه الارض المقدسة تعود حضارتها الى 1421ه منذ ان نزل الوحي على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بآيات القرآن الكريم فقد كان القرآن الكريم دستورا مقدسا ومنظما للانسان في جميع شؤونه الدينية والدنيوية وان كان في ماضي الزمن من لم يكن يملك المال فقد كان يملك الايمان والخلق والصبر على شظف العيش ونحمد المولى الكريم الذي جعلنا نصل الى هذا المستوى من الحياة الكريمة والآمال الذي هو المطلب الانساني الاول, حمى الله هذه الارض الكريمة من كل سوء وحفظ الله حكامنا وشعبنا وجعلنا دائما من الذين يسيرون على طريق الحق والهدى. ومن جانب الاعلام والاعلاميين تجاه تواصلهم في هذا المهرجان تحدثت المشرفة على برامج الاسرة والطفل والبيئة بالقناة الثانية المخرجة هيام محمد الكيلاني فقالت: التراث السعودي اصيل وقديم وخير شاهد على قولي هذه البانوراما الكبيرة والممتدة عبر كافة مناطق المملكة، آثار تاريخية تعدت الاربعة آلاف من المواقع الاثرية وكل الامل ان يتم رصد وتوثيق هذه المواقع عبر الوسائل المتاحة الآن افلام انترنت ومما لاشك فيه ان المهرجان الوطني للتراث والثقافة بالجنادرية هذا العرس المتجدد سنويا هو خير دليل على اهتمام حكومتنا الرشيدة والقائمين على هذا المهرجان السنوي عبر لوحاته المتعددة فهو يختصر الزمان والمكان لشبابنا وعودة الى ذكريات الامس لكبار السن, ان استحضار التاريخ وقصص الاجداد والنقل الحي لممارساتهم الحياتية القديمة ببساطتها ورونقها وجمالها هي دروس للحب والعطاء والصبر والقدوة للشباب اليوم فرغم كافة اصباغ هذا العصر وتكنولوجيا العقول واختصار كفاح كافة الآباء والاجداد عبر ادوات صماء نحركها عن قرب او بعد لانجاز الكثير من الممارسات الحياتية عبر دقائق وساعات وايام وشهر، كان انجازها يتطلب الشهور والسنوات فهي لغة العصر بجانبيها السلبي والايجابي, ان مهرجان الجنادرية هو لغة نختصر داخلها القديم والمعاصر عبر انجازات تقص كفاح مملكتنا الحبيبة منذ مؤسسها الملك عبدالعزيز رحمه الله الى عهد قائدنا ومليكنا ووالدنا خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز حفظه الله ورعاه وامير الانسانية والعطاء صاحب السمو الملكي الامير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد الامين حفظه الله وكافة ولاة امورنا والشعب السعودي النبيل وهي ملحمة تفيض بالحب المتبادل والعطاء الذي لا ينتهي بإذن الله. تميز للنشاط النسائي المشرفة على الادارة النسائية باذاعة جدة دلال عزيز ضياء قالت: ان المملكة العربية السعودية هي المنطقة التي ميزها الله بأن تكون مهبط الوحي وموئل الرسالة المحمدية وارض الحرمين الشريفين وبالثراء في تراثها الممتد عبر اتساع رقعتها الجغرافية مما ادى الى تنوع هذا التراث بحسب كل منطقة فمن الامور التي لا يختلف عليها احد هذا الرصيد الضخم من التراث الذي يمثل ثقافة وحضارة انسان هذه الارض عبر العصور, والمهرجان الوطني للتراث والثقافة عبر ستة عشر عاما ساهم في ابراز هذا التراث والقاء الضوء عليه بعد ان كان في الظل لايكاد يتعرف عليه الآخرون ولا حتى الاجيال الجديدة من ابناء الوطن ومن ناحية اخرى نجح المهرجان الوطني للتراث والثقافة عبر انشطته الثقافية في كل عام في استقطاب اعداد كبيرة ومتنوعة من المفكرين والنقاد والمبدعين مما اعطى المهرجان بعدا حضاريا فكان بجانب المهرجانات العالمية الاخرى بل ان ما يميز الجنادرية هو الحرص على ان يكون في اطار المقبول مما لا يتعارض مع القيم والمبادىء الثابتة التي يتمسك بها مجتمعنا الى جانب ذلك ارى ان المهرجان لم يغفل الجانب النسوي وما وصلت اليه المرأة السعودية من مستوى ثقافي وابداعي فكان للانشطة الثقافية الخاصة بالمرأة دورها في ابراز الوجه الحقيقي للمرأة السعودية سواء المبدعة او الاكاديمية او غيرها ويأتي المهرجان الوطني السادس عشر للتراث والثقافة بكل ما يحفل به برنامجه من انشطة وفعاليات تراثية وثقافية تتويجا لعمل يتواصل استمر ستة عشر سنوات تعانقت فيه الايدي وتوحدت من خلاله القلوب لاخراجه بالشكل الذي يعد فخرا لكل مواطن ومواطنة يعتزان بالانتماء الى هذه الارض الطيبة المباركة ويفخران بتراثها الاصيل ويشعران بالتميز والاعتزاز بالنفس لانهما ولدا وعاشا على تراب ارض الحرمين الشريفين ارض المملكة العربية السعودية. لم تبخل الجنادرية واذا ما حملنا قدمينا الى زيارة ارض الجنادرية فنحن سنعيش فترة من الزمن بين مكنونات التراث ومخزونات الثقافة في معارض ووثائق ونسترجع الذكرى وتتفاعل معها احاسيسنا ونحن نتذوق ذلك الشعر النبطي وشعراء الرد والحماسة والربابة وما شابهها من نشاطات ثقافية واذا تجولنا اكثر فسنرى فلذات الاكباد وهم يكتشفون ماضيهم من خلال مناطق المملكة وما تحويه كل منطقة من الالعاب الشعبية والعادات القديمة ومدرسة الكتاتيب حيث اعطى المهرجان كامل اهتمامه بمساهمة المعاقين في كافة الانشطة المختلفة وغيرها من كنوز الدولة السعودية من انواع النشاطات التي يتم تحقيقها في كل دورة من دورات المهرجان الوطني السنوية.