أعلن نائب رئيس الحرس الوطني للشؤون التنفيذية الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز أن مهرجان الجنادرية لهذا العام يستضيف عدداً من الأسماء اللامعة، والذين حققوا انجازات ثقافية وسياسية رفيعة كسميح القاسم وجاك شيراك ومهاتير محمد وأمير ويلز تشارلز، إضافة لتكريم عبدالله بن إدريس، وقال: «البرنامج الثقافي يشمل 16 ندوة ومحاضرة تحت عنوان واحد من بينها ندوة عن رؤية خادم الحرمين الشريفين للحوار مع الآخر، وعن الرواية السعودية وعن السلفية وعن الأزمة الاقتصادية العالمية، إضافة لأمسيات شعرية لسميح القاسم وشعراء سعوديين وعرب، وسيتم وللمرة الأولى إشراك الجامعات السعودية في البرنامج الثقافي، حيث ستقام عدداً من الندوات لهذه الجامعات». وأكد الأمير متعب في ليلة تكريمه في اثنينية خوجة في جدة مساء الاثنين الماضي وسط حضور كبير من المثقفين والأدباء والإعلاميين أن المشاركة النسائية في الجنادرية جيدة جداً لكن لا أقول إنني راض عنها كل الرضا ولا أخفيكم أننا وبعد حرب طويلة في العام الماضي جعلنا أياماً مخصصة للعوائل كانت من أجمل لحظات الجنادرية أن يجتمع الأب والزوجة والأبناء للزيارة والاطلاع. وأضاف: «ان الملك عبدالله حفظه الله عمدني قبل أعوام أن ابحث عن شاعرة تكتب أوبريت الجنادرية، فبحثنا واتصلنا بالشاعرات المعروفات لكن هناك تخوفاً من المشاركة ومن قيمة الأوبريت شعرياً، متمنياً من كل شاعرة قادرة أن تشارك معنا بذلك لعرضها على اللجنة المخصصة». وفي رده على سؤال عن ممارسة المرأة لرياضة الفروسية، أكد أن هناك مشاركات نسائية لفارسات سعوديات محلية ودولية وتوجد نواد للفروسية مخصصة للنساء، ومن ترغب في المشاركة فأهلاً بها، فمن حق المرأة أن تشتري وتملك خيلاً وتشارك في المسابقات باسمها. وعن مشاركتها في الوزارة، قال ان هناك خطوات كبيرة حدثت، فهي الآن نائبة ومساعدة لوزير، ونتمنى أن تصل إلى مستويات أعلى، فلا فرق بينها والرجل، ونعتز ببناتنا اللواتي قمن بأعمال جبارة وشرفونا دائماً. وحول المطالبة بإقامة فعاليات للجنادرية في مناطق أخرى، قال: «الجنادرية ليست برنامجاً ثقافياً فقط، ولو كان كذلك لاستطعنا أن ننقله من منطقة إلى منطقة، ولكن هناك القرية الشعبية وسباق الهجن، لكن يسعدني بان نستضيف من يرغب في الحضور، فالجنادرية لا تستغني عنكم وعن اقتراحاتكم وأفكاركم، فمن دون النقد لن نتطور»، وأضاف: «سنؤمن مكتباً خاصاً في جدة لاستفساراتكم ومقترحاتكم»، مؤكداً أن الجنادرية ليست مؤسسة آثار ولا سياحة، بل نحن نحاول أن نحيي أو نبقي على تراثنا ونسعد جداً بحضور الطلاب والطالبات ليشاهدوا تاريخ آبائهم وأجدادهم، موضحاً أن فكرة إقامة الجنادرية في خارج السعودية ستدرس. وقال الأمير متعب: «إنني مؤمن دائماً بالتغيرات، ولا أخفيكم أنني قلت للملك حفظه الله أن كل ما عندي أعطيته، واعتقد أن من الواجب أن يأتي فكر جديد للجنادرية لعله يحسن ويطور، وأن هذا الذي نسعى اليه لتكون هناك أفكار جديدة لطابع الجنادرية المقيد في تراثنا وعاداتنا وإحياء الماضي بوجوده في الحاضر، مبيناً أن عمر الجنادرية قرابة ال25 عاماً، ولا شك أنها ستفقد شيئاً من بريقها فهي مختلفة عن المهرجانات الأخرى. وأضاف: «إننا نحاول أن نجدد في المواضيع الثقافية ونطرحها بين المثقفين والمثقفات حتى يكون هناك نقاش جاد حولها، وندعو من نستطيع ليستفيد منهم الوطن قبل أن يستفيدوا هم من الوطن، ويكونوا موجودين معنا بثقل كبير، ولكن تواجهنا بعض الالتزامات لبعض الضيوف أو بعض المشكلات التي لا تعطيني الفرصة ليكونوا بيننا، والضيوف الذين ندعوهم للجنادرية عادة ما يكون بالتنسيق مع سفارات خادم الحرمين الشريفين في الخارج والتنسيق معهم وترشيح بعض الأسماء الكبيرة التي يمكن أن تشارك في الجنادرية، مشيراً إلى أن الحضور الثقافي في الجنادرية مع الأسف قليل، لكن مكتبة الجنادرية غنية بالكتب والمراجع وبهؤلاء المثقفين الذين حضروا وأعطوا ما عندهم، ونتمنى إذا اراد احد أن يستفيد منها فلا يتردد واعتقد أن وزارة الثقافة والإعلام استفادت كثيراً من هذا الموضوع. وفي رده على سؤال الدكتور جميل مغربي، حول تكرار الأسماء المشاركة في الجنادرية، قال: «نحاول ألا تتكرر، ولكن في بعض الأحيان نكون مجبرين على دعوة أناس مختصين في المواضيع المطروحة - فالعين بصيرة واليد قصيرة-، وقد حاولنا ألا نكرر الأسماء لكن إذا لم ندعهم نحن، نجد أنهم أتوا عن طريق أناس آخرين ويدخلون مع ضيوف الحرس الوطني ونرجو ألا يقع اللوم على الحرس الوطني وحده». وتحدث الأمير متعب في الأمسية عن ذكرياته الأولى في الدراسة بمدارس الثغر في الطائف، مشيراً إلى أنها كانت نقطة تحول في حياته وذكرياته. من جهته، وصف عبدالمقصود خوجة الضيف بأنه فارس ابن فارس خدم الوطن من مواقع كثيرة وليس آخرها رعايته مهرجان الجنادرية للتراث والثقافة. يذكر أن الأمسية شهدت مداخلات عدة واجهت من الضيف شفافية بالغة.