للبَرْد قسوتُه.. وللبُعدِ سَطوته.. - ودفءُ فعاليات مهرجان الغضا (يُعانِق صَقيع عينَي.. ويَزرع على شَفَتَي.. ابتسامة انكسار.. للبُعد.. للسهد.. يجتاحُني.. حنينٌ لتلك الفاتنة.. التي تتوسَّد خد الرمال الذهبية.. - (عنيزة).. تلك الكاعب.. التي تخترق بضفائرها شرايين القلوب.. - نقَل لي صديقٌ.. ما يحدث من فعاليات في (مهرجان الغضا).. وانتظر تعليقاً مني على ذلك.. فشحذ من صدري تنهيدةً.. أوقدت شمعة دفء مشاعري نحو .. عنيزة.. لا.. لشيء.. وإنما هو عشقٌ سرمدي في قلبي.. لنواةٍ.. داخل نسيج الوطن. - عندما تزف نسمات الهواء.. بعد زخات من قطرات الودق.. رائحة مشبعة بالأقحوان.. والشيح.. يُسكِرُك ذلك العبق.. فتهيم مُتَيماً.. عاشقاً صَبّّاً.. لتطبق شفتيك على نسمات.. الصبا النجدية.. - ذلكم.. كان حديثُ صديقي.. ولم يكن سوى (صحيفة الجزيرة).. أو بمعنى أصح .. أوراقٌ تشبعت برائحة الهيل.. والأقحوان البري.. تشبع منها نَفَسي فأصبحت شهيقاً لا أود له زفيراً. - (نصف صفحة) كبُرت كيفاً و كماًًّ.. فأدخلت حبوراً.. وأزاحت هماً.. كانت بحق.. (مجلة) في صحيفة.. وكأني بالأستاذ والصحفي المخضرم (خالد المالك، أبي بشار) أراد لكوكبته.. أن يتعلموا.. درساً في (بلاط صاحبة الجلالة) وهو أن بقعة الضوء لا يضيرها صغر حجمها.. فالشمعة تشق عباب مساحات الظلام الواسعة.. وبحق كان هذا الركن في الصحيفة يشع جهداً ويترجم معنى الاحترافية لكي يضيف لهذه الصفحة ألقاً فوق ألقها. - كانت بحق.. تغطية يومية.. ك..لؤلؤة انتظمت في عقد والتفت حول عنق (الجزيرة) فأصبحت تشع ألقاً.. ارتوى منها بصري.. وأشبعت نهمي.. لأقف بخيالي من خلال ما أقرؤه يومياً.. في تلك الفعاليات.. - حضرت تلك الفعاليات.. أولاً.. بأول.. حلقت مع الطيران الشراعي.. وسَكنت أعين الصقور في مطاردة الحبارى.. وأبحرت مع قوافي الشعر والمحاورات في تلك الأمسيات.. وتفاعلت مع مسابقات التطعيس.. وسعدت بالمسابقات الثقافية.. واختتمت بالوقوف على معرض الصور لتاريخ (صحيفة الجزيرة) المقام على هامش المهرجان.. وشعرت بابتسامة الرضا والفخر على محيا.. سعادة محافظ عنيزة ووكيل المحافظ.. كيف لا.. والفيصل.. توّج مجهودات أولئك الكوكبة بشهادة ستظل صدىً لسنوات قادمة عندما قال: (رواد السياحة بالصيف.. هم روادها بالشتاء).. وبهذه الشهادة.. من شخص يعني ما يقول.. وكلمته كاسمه.. فيصلاً.. عند تباين الآراء.. أجد تلك الأحلام تكبر.. وتتسع دائرة أفق الطموح.. - حملت نفسي بعد هذا الدفء.. لتلفح مسامات وجهي نسمات باردة.. لأجلس قرب (جمر الغضا).. وأرتشف قهوة تفوح برائحة الهيل والزعفران.. وأسامر محبوبتي (عنيزة) عن صفحة من صفحاتها البيضاء.. التي تلفها بين جنباتها منذ الأزل سطرها أبناؤها بالعلم والثقافة.. ونكران الذات.. من خلال بوتقة العمل الاجتماعي.. بالعمل الجماعي. - وعند الفجر.. وقبل أن أودع ( فعاليات مهرجان الغضا في عنيزة).. تنساب كنسمة.. الصبا النجدية تهمس لي هذه الحالمة.. (أبنائي.. كأشجار الغضا أرواحهم تضرب جذورها بأرضي .. ليمنحوني كل ذلك الألق.. وكل ذلك السمو.. في وطنٍ يتسابق أبناؤه لرفعته وسموه..) وعندها.. تسحب رداء الفجر معها.. وأغادر دفء حضنها.. لأعود إلى حيث أنا.. عند منبت الشروق على الساحل الشرقي.. وأهمس لأصداف البحر.. أن لي.. مع فاتنتي لقاء.. ذات مساء.. للسمر معها على موقد (جمر الغضا) في فعاليات قادمة. (خاتمة) للتأريخ.. أقدم هذه الباقات.. (محمد العبيد.. بندر الحمودي.. سالم الدبيبي.. خالد الفريهيدي.. محمد المغيولي.. أحمد الشيمي.. ثروت نافع). ولكل القابعين خلف الأضواء، ليصل إلى أيدينا ذلك العمل الجميل. عبدالله عمر العييدي المنطقة الشرقية - الدمام