دين يكفل الأمن والحماية لغير المسلمين في بلاد الإسلام دين يرعى حقوق الجار والأجير ويؤكد على قيم التواضع والتواصل والتنافس في ميادين الخير هذا هو ديننا فماذا تريد الفئة الضالة.. الأمير مشعل بن ماجد محافظ محافظة جدة ضمن حديث له وهو يقود افتتاح فعالية محافظة جدة لحملة التضامن الوطني ضد الإرهاب. وتأتي كلمة سموه الكريم التي ألقاها أمام هذه التظاهر في جدة أمس في وجه الإرهاب، حيث قال لقد خلق الله الإنسان لعبادته وإعمار الكون والتأمل في ملكوته سبحانه وتعالى، والسعي في دروب الحياة من أجل الخير لذاته ولإخوانه في الإنسانية لكن قوى الشر كانت تحاول دائماً أن تحيد به إلى طريق الهلال.. لينتصر الخير في النهاية لأن تلك إرادة الله ومشيئته جلت قدرته. ولأنه الدين القويم.. فقد جمع الإسلام في أركانه وتعاليمه ما يحقق السعادة للإنسانية في كل زمان ومكان.. ومنذ إشراقة هذا الدين الحنيف، كانت قيمه خالدة ولا تزال، نبراساً يهدي البشرية في غياهب القلق والمادية والصراع، إلى بر الأمان لتكون هذه القيّم منهاج عمل وحياة.. يحقق للإنسان السعادة والفوز في الدنيا والآخرة. فيه قيمة الرحمة: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ}، فيه المودة والتعارف والتآلف بين البشر جميعاً. وفيه قيمة العمل والبناء: {وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ}. دين يحث على إتقان العمل ويصون حرمة النفس البشرية {وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ}.. دين يكفل الأمن والحماية لغير المسلمين في بلاد الإسلام. ويحث على الجماعة وينبذ الفرقة: {وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ}. دين يرعى حقوق الجار والأجير ويؤكد على قيم التواضع والتواصل والتنافس في ميادين الخير هذا هو ديننا.. فماذا تريد الفئة الضالة؟.. إنها تريد الإفساد في الأرض ونشر الفتن وتشويه العقيدة إنهم يريدون إيقاف المسيرة، وإطفاء البسمة من على شفاه أطفالنا.. إنهم يريدون تدمير الحاضر ومصادرة المستقبل إنهم لا يسعدون بخير يتدفق.. أو نماء يتحقق أو شمس تشرق. لأنهم ببساطة أعداء للحياة ومعاول هدم لكل بناء، بأفقهم الضيق.. وبعدهم عن جوهر الدين وسماحته وعظمته وإنسانيته. إذا كان هذا هو ديننا.. وهذا هو وطننا.. فما هو واجبنا لمواجهة هذه الفئة الضالة التي لا تريد خيراً للعباد والبلاد. إن قيادتنا الرشيدة رعاها الله لا تدخر وسعاً في توفير كل دعم لمواجهة هذا التيار المنحرف وفتح باب العفو لمن أراد منهم العودة إلى طريق الصواب. أبطالنا من رجال الأمن يقدمون الأرواح فداءً للدين والوطن. فما هو واجب كل منا للمساهمة في هذه الجهود. - للدعاة دورهم في التنوير وإبراز القيّم الحقيقة للدين الحنيف ومواجهة الغلو والفكر المتطرف بالحجة والموعظة. - للمعلمين دورهم في إعداد النشء والتأكيد على الجوانب الإنسانية في ديننا وأنه دين عمل وسعي وحضارة وبناء مقدمين النماذج التي تظهر التاريخ المجيد للمسلمين في بناء التقدم الإنساني عبر العصور. - للكتاب دورهم في تأكيد قيّم الحوار ومواجهة فكر الإنغلاق والتطرف مؤكدين على واجب المسلم في تقديم الصورة الحضارية عن دين الرحمة والتسامح والإنسانية. - وللأسرة دورها الكبير في رعاية النشء منذ الصغر، فإن هي أهملته صغيراً تعذر عليها أن تقومه كبيراً.. على الأسرة ألا تغفل واجب الرقابة والتأكد من أن الابن لا يخالط رفاق السوء.. ذلك هو واجبها الأول والأساسي مهما تطورت الحياة والمشاغل والأعباء.. متذكرين أن دموع الندم وعبارات الأسف لن تُعيد ابناً سقط في براثن الانحراف والتطرف. أن علينا جميعاً أن نقف سداً منيعاً ويداً واحدة في مواجهة من يحاول أن يعيد عجلة التقدم إلى الوراء ومن يريد تشويه جوهر ديننا الحنيف.. نعم نحن جميعاً ومعاً ضد الإرهاب حماية لوطننا ومستقبل أبنائنا مقدمين واجب التحية لرجال الأمن البواسل داعين المولى العلي القدير أن يتغمد شهداء الواجب بواسع رحمته ورضوانه. نرفع جميعا أسمى آيات الامتنان والوفاء والتقدير لقيادتنا الرشيدة أيدها الله للجهود المتواصلة في حماية مكتسبات هذا الوطن وتحقيق التقدم والإزدهار لأبنائه وأجياله القادمة مؤكدين أن جميع أبناء الوطن يقفون يداً واحدة في مواجهة فئة البغي والضلال التي تحاول يائسة إعاقة مسيرة الخير على أرض الخير.. ولكن بإرادة الله وتوفيقه.. سوف يمضي الركب، ويتواصل البناء.. وسوف يعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون. وقد جاءت كلمة مدير جامعة الملك عبدالعزيز بجدة في بداية الحفل وذكر أن هذه البلاد الطاهرة التي بزغ نور الإسلام منها وأسسها المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز رحمه الله حتى أصبحت مضرب الأمثال في الأمن والأمان، والآن تفخر الجامعة أن يعقد مثل هذا اللقاء الكبير حتى نهنئ بعضاً بتحرير وطننا من هذا الإرهاب، وتظل المملكة رائدة في أمور الخير وأمن العالم هو أمنها وتأكيد ذلك عقدها لهذا المؤتمر، وتطرق إلى عدة نواحٍ لاستنكار هذه الأعمال والموقف منها. بعد ذلك ألقى الدكتور عبدالله بصفر كلمة العلماء، وأوضح موقف العلم والشرع والعلماء واستنكار كل ما حدث من هذه الفئة الضالة وتوالت الكلمات المستنكرة من كلمة الطلبة وكلمة الأهالي وكلمة أسر الشهداء والمصابين وكلمة رجال الأمن التي ألقاها سعادة العميد مسفر الزحامي مدير شرطة جدة وتخلل اللقاء قصيدة شعرية وأوبريت غنائي ثم تكريم شهداء الواجب والمصابين.