لقد كان للتفجير الإرهابي الذي هز بلدة القديح بالقطيف واستهدف مسجد الإمام علي ابن أبي طالب -رضي الله عنه- أثناء صلاة الجمعة، الذي يعد أكبر مساجد البلدة والذي يستوعب أكثر من ثلاثمائة مصل، فيما تضاربت الأنباء حول عدد الضحايا، إلا أن مصادر قدرت عددهم بحوالي 21 شهيداً فيما قدرت عدد الإصابات ما يقارب 98 مصاباً بعضها حرجة وبحاجة لتدخل جراحي سريع وقد آلم الكثير هذا التفجير المؤلم فجاءت كلماتهم تعبر عن الاستنكار لهذا العمل مؤكدين ولاءهم لخدمة وطنهم والتفافهم حول القيادة الرشيدة في هذا الموضوع. في البداية دان عميد كلية طب الأسنان بجامعة الملك سعود، الدكتور ثاقب بن عبدالرحمن الشعلان حادث التفجير الإرهابي الذي وقع في مسجد ببلدة القريح في محافظة القطيف وعبر عن استنكاره وشجبه لهذه الجريمة الدنيئة التي استهدفت إخوة لنا أثناء أدائهم صلاة الجمعة، وسأل الله أن يغفر لمن وافته المنية في هذا الحادث الإجرامي وأن يمن على المصابين بالصحة والعافية. وأشار الدكتور الشعلان إلى أن المصائب تتداعى على الأفراد والمجتمعات وتختلف تأثيراتها ولكن يبقى الاستمرار في نجاح عملية التعامل مع تلك المصائب. ويوم الجمعة الماضية حصلت تلك المصيبة التي اهتز لها مجتمعنا السعودي بكل أطيافه وكل مناطقه. إن ما حصل لهو عمل دنيء ينبيء عن دناءة فاعله كائناً من كان، ولا زلنا بانتظار ما تعلنه وزارة الداخلية حول ذلك. وأضاف: إلا أن هذه الجريمة لهي عمل إرهابي يتنافى مع ديننا الإسلامي دين السماحة والإنسانية والوسطية، ومن المؤكد أن هذا العمل يهدف بالدرجة الأولى بث وزرع الفتنة وزعزعة استقرار وطننا وإحداث الفتنة والبغضاء بين مواطنيه. وأضاف إلى أن المملكة العربية السعودية ومنذ إنشائها وحتى وقتنا الحاضر تعيش ولله الحمد في رغد من العيش والرخاء والأمن والأمان شهد به البعيد قبل القريب.. فسبب ذلك حقداً من أعداء وطننا فأصبح شغلهم الشاغل زعزعته وفك لحمته الوطنية.. حاولوا من سنوات سبقت وفشلوا ولله الحمد وما فتئوا يحاولون وسيفشلون بإذن الله. مشيراً إلى أن قيادتنا الحكيمة برعاية وقيادة بملك تسمَّى باسم يفتخر به كل مسلم ألا وهو خادم الحرمين الشريفين.. نعم إنه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه ووفقه الله- ملك الوطن وقائد لحكومته التي وبحول الله ستتغلب على هؤلاء الشرذمة الذين يعملون على خلق وإشاعة الفوضاء والبلبلة بين أفراد المجتمع السعودي وما علموا -قاتلهم الله- أنهم لن ينجحوا وسيرد كيدهم في نحورهم بإذن الله وحوله وقوته. وإن في جهود قواتنا الأمنية والعسكرية بقيادة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد ووزير الداخلية وصاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وزير الحرس الوطني وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي ولي العهد ووزير الدفاع مؤشر مهم لكل مواطن ومقيم على أرض وطننا بأن الحفاظ على الأمن هو من المسلمات التي لا تتنازل عنها حكومتنا الرشيدة، فمن نجاحات عاصفة الحزم إلى نجاحات القبض على الإرهابيين إلى تعزيز القيم والمسلمات الأمنية التي جعلت المواطن والمقيم يعيش في أمن وأمان ولله الحمد. وفي الختام دعا الدكتور الشعلان الله أن يحفظ لهذا الوطن قيادته الحكيمة وأمنه وأمانه وأن يبعد عنا كل حاسد حاقد طغى عليه الأثم والحقد فسولت له نفسه سوء عمله حسناً -وذاك وأسال الله أن يكون مصيره النار وبئس المصير- مؤكداً على أهمية وحدة الصف واجتماع الكلمة بين أبناء هذا الوطن والمقيمين على أرضه. فيما قال السفير بوزارة الخارجية سلطان السلطان: إن المملكة تعمل على محاربة الإرهاب بكل أشكاله وفضحه في كل محفل وهذا ما دعا من يدعم الإرهاب للنيل من المملكة بدعم الجماعات الإرهابية والعناصر المنتمين لها للقتل والتفجير داخل البلاد السعودية وكل ذلك لن يهزنا بل سيزيدنا عزماً وأصراراً لفضح كل مخططاتهم والالتفاف مع قيادتنا التي هي جزء من نسيج هذا المجتمع وأقول لمن كان خلف هذا الحادث الأليم فاليخسأ الخاسئون ولن تتحقق أهدافم بتفريق الشعب السعودي فنحن رجل واحد وكلمة واحدة نأتمر بأمر مليكنا سلمان بن عبدالعزيز خادم الحرمين الشريفين وولي عهده وولي ولي العهد -حفظهم الله- من كل سوء وادام عزهم وحفظ بلادنا من كل مكروه وأقول لمن فقد عزيز له بهذه الحادثة عظم الله أجركم وسيكتبهم الله من الشهداء إن شاء الله.. وأسال ربي أن يفضح من قام بهذا العمل ويكشف من دعم وساعد فيه وأملي بأن نعمل جميعاً بكل فئاتنا على التصدي لهذه الفئة الضالة بكل وضوح وقوة والحق أحق أن يتبع ومادمنا على الحق فلن تثنينا غوغائية الخارجين. وأشار الدكتور صالح الراجحي استشاري في مدينة الملك فهد الطبية إلى أن جميع الحوادث الإرهابية كما حدث في القطيف وقبلها في الرياض والخبر، أو في أي مكان من بلادنا تجاه أي مكون من مكونات هذا الوطن، لا تستهدف مكان الحادث فقط ولكن تستهدفنا جميعاً بمختلف أطيافنا واتجهاتنا الفكرية والعقدية لتكون نتيجتها أن يتفكك بلدنا وأن نقتل بَعضُنَا بعضاً وهو ما يسعد أعداءنا من الخارج والداخل. ولتفادي الوقوع في فخ الخلافات الداخلية كما يريد أعداء الداخل والخارج يجب علينا جميعاً الاعتماد على الله أولاً ثم على أجهزتنا الأمنية لكشف الفاعلين وجلبهم للعدالة. كما يجب أن تكون هناك توعية مستمرة تشمل الجميع تعنى بأهمية التلاحم والتعاون مع حكومتنا وأجهزتها الأمنية لكشف الفاعلين ومنع أي حوادث أخرى لأي من أبناء شعبنا العظيم. ولهذا يجب أن نتعاون لبناء وطننا وحمايته لننعم بخيراته وأمنه.. والخلاصة أنه كائناً من كان الفاعل فالهدف نحن جميعاً وليس فئة أو مكان بحد ذاته. من جانبها أبانت مديرة الإشراف التربوي ريم الراشد ألم المجتمع السعودي كافة من هذا التفجير والذي استهدف المصلين في مدينة القديح شرق المملكة الآمنة، مستنكرة هذا العمل الإرهابي والذي لا يمت للإسلام بصلة وهو عمل عدواني راح من خلاله أرواح بريئة. وأكدت أن هذا العمل لن يثني المملكة عن العمل من أجل تثبيت الاستقرار، وأن الشعب السعودي سيقف بإصرار وحزم خلف قيادته الحكيمة للتخلص من أعداء المسلمين، وفي ختام حديثها دعت بأن يحفظ الله وطننا الحبيب وقادتنا وشعب هذا البلد والمسلمين من كل مكروه. في سياق متصل عبر الدكتور فايز بن علي الشهري عميد كلية اللغات والترجمة السابق بجامعة الملك سعود قائلاً: لا شك بأن الحادث المؤلم الذي وقع في قرية القريح بمحافظة القطيف يوم الجمعة الفائت لهو عمل إجرامي جبان، يتنافى مع القيم والمبادئ الإسلامية والإنسانية جميعها، كيف لا وقد استهدف المواطنين الأبرياء وهم يتعبدون في بيت من بيوت الله، لقد ظن هؤلاء المنحرفون بفعلتهم اللعينة بأنهم نجحوا في إشعال نار الفتنة في وطن الأمن والتلاحم، كلا؛ لن تنالوا من وطن العزة والحزم، فالويل لكم أيها الحبناء فلستم منا والدين منكم براء.. وختم تصريحه للجزيرة بالقول: رحم الله الموتى ونسأل الله الشفاء العاجل للحرحى والمصابين ودام عزك يا وطن وحفظ الله لنا قادتنا وولاة أمرنا. وتقدم مدير عام التعليم بالمنطقة الشرقية الدكتور عبدالرحمن بن إبراهيم المديرس إلى أسر وعائلات ضحايا التفجير الإرهابي الذي وقع يوم الجمعة في مسجد الإمام علي بالقديح ونتج عنه وفيات وإصابات بتعازيه لأسر من استشهدوا ودعواته بالشفاء العاجل للمصابين. وقال الدكتور المديرس: إن هذا الفعل الإجرامي جريمة بحق الدين الإسلامي الذي ينكر مثل هذه الأفعال الإرهابية، وما حدث من تفجير وتدمير يعد أيضاً جريمة نكراء بحق المواطنين الآمنين.. حيث لا هدف لهذه الفئة الضالة سوى زعزعة الأمن والاستقرار. وأكد المديرس بضرورة تكاتف الجهود للقضاء على هذا الفكر التخريبي وعدم السماح لأي عابث ينوي شق وحدتنا وأن نكون يداً واحدة تقف في وجه الإرهاب. وقال يجب العمل على إبطال دعاوى المخربين والمشوشين بالتوعية الراسخة والتحذير من مخاطر أفكارهم التي تعمل جاهدة على محاولة تخريب هذه البلاد وتفويت الفرصة عليهم بالسد على منافذ أفكارهم وكشف حجم الدمار منها. وزاد على ذلك بالقول إن هذا العمل الإجرامي الخبيث لا يمت إلى الإسلام والدين بأي صلة ولا يمكن تصور أن يرتكبه مسلم عاقل عالم بالحلال والحرام مدرك لحرمة الدماء وعصمتها، حيث الهدف من مثل هذا الاعتداء إيجاد الفرقة وزرع بذور الطائفية البغيضة بين أبناء الوطن بإيقاد نيران الخلافات المقيتة التي لها نتائجها الخطيرة في المجتمع وتؤدي إلى الشقاق والفرقة والخلاف ونشر البغضاء والكراهية. وأضاف: إن للمواطن دوراً كبيراً في المساهمة في حفظ أمن هذا البلد من خلال المحافظة على مكتسباته ومقدراته، وأن يكون سنداً للأجهزة الأمنية، مشيراً إلى ضرورة تكاتف الجهود والتلاحم مع رجال الأمن كصف واحد للقضاء على ظاهرة الإرهاب، سائلاً الله أن يحفظ بلادنا وبلاد المسلمين من كل بلاء وأن يديم نعمة الأمن والأمان في ظل قيادتنا الرشيدة حفظها الله. وفي ذات الشأن كان لمها آل عقيف مساعده مكتب التعليم بالبديعة للشئون المدرسية والإدارية كلمة فيما تعرضت اليوم مملكتنا الحبيبة من حادث إجرامي استهدف الأبرياء في مسجد في القطيف استهدف أنفساً بريئة آمنة مصلية. وأكدت آل عقيف أننا كلنا فداء للمليكنا الغالي سلمان بن عبدالعزيز ولوطنا الحبيب الغالي ومستمرون في هذا الفداء. من جانبها ذكرت د. لمياء بنت عبدالباسط باحارث وكيلة عمادة التعلم الإلكتروني في جامعة الملك عبدالعزيز، أن مشاعري الفيّاضة بالحب للوطن لتستنكر أشد الاستنكار هذا الحادث الشنيع.. وأضافت إنه عمل يسيء للإنسانية والتعاليم الإسلامية التي تؤكد مبدأ الجسد الواحد والوحدة الوطنية السمحة. لقد قامت هذه البلاد على أسس متينة وقوية وقد نجحت قيادتنا الرشيدة المعطاءة في تحقيق الأمن والاستقرار والوقوف ضد كل من يهدد أمن البلد وسلامها، كما أن هذا الفعل الشنيع لن يهدد ولن يقف عائقاً أمام وحدة صفنا واستقرارنا بل ستزيدنا قوة وترابطاً وتماسكاً. فعزاؤنا في هذا المصاب ما نعيشه من وحدة وطنية قوية ولحمة اجتماعية متماسكة، وأني في هذا المقام أتوجه بخالص التعازي والمواساة لكل ذوي الشهداء، وأسأل الله أن يدمر كيد الحاسدين ويسدد قيادتنا الرشيدة وينصرهم ويعم علينا بالاستقرار والسلام. وتحدث د. عبدالرحيم كنسارة عميد كلية الهندسة بجامعة الملك عبدالعزيز قائلاً لقد غربت شمس المملكة في جمعتها المباركة على ألم عميق تستنكره الفطرة الإنسانية وترفضه القيم الوطنية فضلاً عن التعاليم الإسلامية الحنيفة. وهو التفجير الشنيع الذي وقع في أحد مساجد بلدة القديح في محافظة القطيف.. وأني إثر ذلك أعبر عن استنكاري الشديد لما حصل في هذه البلاد الطاهرة التي جمعتنا ووحدتنا جميعا منذ عهد المؤسس -يرحمه الله- على منهج واحد وشريعة واحدة ووطن واحد يكسوه السلام والاستقرار والطمأنينة.. كما أؤكد على وقوفنا جميعاً أكاديميين وتربويين وكل أطياف المجتمع السعودي مع القيادة الحكيمة كلحمة واحدة في مثل هذه المواقف.. كما أتقدم بأحر المعازاة لقيادة هذا البلد المعطاء ولذوي الشهداء ولنا جميعاً كشعب مترابط قائم على الوحدة والتسامح. من جانب متصل قالت: شريفة الخشرمي مشرفة تربوبة في مكتب التعليم بالجنوب أن أكبر دليل على انحراف عقيدة هذه الفئة الضالة عن طريق الحق والدين ماحصل في مسجد الإمام علي بن أبي طالب من قتل وسفك لدماء مسلمين ابرياء يشهدون بوحدانية الخالق ويؤدون فرضهم في يوم فضيل يحبه الله، لأقوى شاهد على ضلالهم وإجرامهم الذي يوضح جلياً هدفهم لإثارة الفتن وزعزعة أمن الوطن في ظل الظروف التي تمر بها البلاد في الدفاع عن حدود المملكة.. ندعو الله أن يتقبل الضحايا شهداء عنده ويلهم ذوبهم الصبر والسلون، وأن يرد كيد الأعداء في نحورهم ويديم على بلاد الحرمين الأمن والأمان إنه ولي ذلك والقادر عليه.