سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
تقرير إسرائيلي: كافة المؤسسات الرسمية الإسرائيلية متورطة بإقامة البؤر الاستيطانية في الأراضي المحتلة.. قريع: الفصائل الفلسطينية ستعلن عن وقف إطلاق النار في غضون أيام
في الوقت الذي أكد فيه وزير الأمن الإسرائيلي، شاؤول موفاز، خلال جلسة الحكومة الإسرائيلية يوم الأحد الماضي أن الأيام الأخيرة شهدت هدوءًا أمنيًا في العمليات الفدائية الفلسطينية بنسبة تتراوح بين 70- 75 في المائة، أفادت مصادر طبية فلسطينية بأن مواطناً فلسطينيا مسناً، استشهد صباح يوم أمس الاحد، برصاص قوات الاحتلال، في منطقة رفح، جنوب قطاع غزة. وقالت المصادر ل الجزيرة: إن المواطن عيد أبو جريديع، (60 عاما) استشهد إثر إصابته بعيار ناري في الظهر أطلقه جنود الاحتلال على مخيم يبنا بالقرب من بوابة صلاح الدين الفاصل بين الأراضي الفلسطينية والمصرية. وأفاد الدكتور معاوية حسنين، مدير عام الطوارئ في وزارة الصحة الفلسطينية، أن قوات الاحتلال، أبلغت الجانب الفلسطيني بوجود جثة لمواطن قرب بوابة صلاح الدين جنوب محافظة رفح. وفيما زعمت قوات الاحتلال أن المواطن الشهيد نوى زرع عبوة ناسفة عادت وتراجعت عن زعمها هذا وقالت الإذاعة الإسرائيلية العامة إن الشهيد لم يكن مسلحا. وتحدثت مصادر فلسطينية محلية في مدينة رفح عن أن الشهيد المسن (أبو جرابيع) يعاني من اضطرابات نفسية، كون المنطقة التي استشهد بداخلها منطقة محظور على الفلسطينيين دخولها.. من جهة أخرى قال بيان لقيادة الأمن الوطني الفلسطيني في قطاع غزة: إن قوات الاحتلال المتمركزة على الشريط الحدودي جنوب رفح أطلقت نيرانها بشكل كثيف في اتجاه منازل المواطنين مما أدى إلى إصابة المواطن محمد أبو طيور (39 عاما) بعيار ناري في الظهر. وأشار البيان إلى أن قوات الاحتلال اعتقلت فجر أمس الأحد ثلاثة مواطنين مجهولي الهوية شرق حي الشجاعية، شرق مدينة غزة واقتادتهم إلى جهة مجهولة. وحسب البيان الذي وصل الجزيرة نسخة منه (فقد واصلت قوات الاحتلال يوم أمس الأحد إغلاق طرق ومعابر رئيسة في قطاع غزة حيث لا تزال تغلق مطار غزة الدولي شرق رفح فيما فتحت معبر رفح البري جنوب القطاع للقادمين من الجانب المصري فقط). وأوضح البيان (أن قوات الاحتلال فتحت معبري صوفا شرق مدينة رفح للمواد الإنشائية وبيت حانون شمال القطاع للحالات الإنسانية فقط فيما أغلقت معبر المنطار (كارني ) شرق مدينة غزة). وأضاف (أن قوات الاحتلال لازالت تغلق مفترق الشهداء جنوب مدينة غزة وطريق أبو العجين شرق دير البلح وسط القطاع، فيما فتحت طريقي أبو هولي جنوب دير البلح والشيخ عجلين الساحلية جنوب مدينة غزة). وأشار البيان إلى (أن قوات الاحتلال لا تزال تمنع العمال من الوصول الى أماكن عملهم داخل إسرائيل، وأماكن تجديد البطاقات الممغنطة، فيما فتحت المنطقة الصناعية في منطقة (ايرز) لأصحاب المصانع فقط). هذا وكشف تقرير إسرائيلي رسمي، هو الأول من نوعه حول البؤر الاستيطانية في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة، أن كافة المؤسسات الرسمية والوزارات الإسرائيلية كانت متورطة خلال العقد الأخير بإقامة البؤر الاستيطانية في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة، والتي بلغ عددها 125 بؤرة، خلال عشر سنوات، حسب التقرير. وكشف التقرير وجود طرق ثابتة وممأسسة لتزويد الخدمات والصيانة لهذه البؤر التي تورطت في إقامتها كل الوزارات والمؤسسات الرسمية، بما فيها: وزارة الأمن، الجيش الإسرائيلي، الإدارة المدنية، الشرطة، البنى التحتية، المعارف، الصناعة والتجارة، المالية، الإسكان والأديان... وقالت معدة التقرير المحامية طاليا ساسون، من النيابة العامة للدولة، في تقرير أعدته بناء على طلب رئيس الوزراء الإسرائيلي، أريئيل شارون: إن الحكومات الإسرائيلية سمحت، على مدار سنوات، ببزوغ هذه البؤر وترسيخ جذورها من خلال التعامي والتحايل على القانون، وقامت بتمويل هذه البؤر خفية و من تحت الطاولة. كما حدد التقرير أنه على الرغم من مطالبة (سلطات القانون) المتكررة بوقف هذا العمل إلا أن غالبية الوزراء واصلوا الاستخفاف بالأوامر وأتاحوا للجهات المهنية الخاضعة لها، بتمويل قرارات غير قانونية من خلال انتهاج الأحابيل والخدع الإدارية والقانونية.. وكشف التقرير طريقة لتمويل بناء البؤر الاستيطانية بوسائل تمويل مزدوجة.. وعلى الصعيد السياسي، قال د. حسن أبو لبدة أمين عام مجلس الوزراء الفلسطيني: إن رئيس الوزراء الفلسطيني أحمد قريع (أبو علاء) التقى ليل السبت الماضي قيادات حركة حماس في قطاع غزة في إطار استمرار اللقاءات بين السلطة الفلسطينية وقيادات الفصائل من اجل الوصول إلى تفاهمات مشتركة لإعلان هدنة ووقف لإطلاق النار. من جهته قال رئيس الوزراء الفلسطيني أحمد قريع في تصريحات صحيفة: إن الفصائل الفلسطينية المختلفة ستعلن عن اتفاق شامل لوقف إطلاق النار في غضون أيام. وأوضح قريع في مقابلة مع قناة تلفزيون فلسطين الأرضية أن الحوارات مع كافة الفصائل والقوى الوطنية والإسلامية شملت مختلف القضايا التي تتعلق بالقضية الفلسطينية وبالشعب الفلسطيني ومستقبله ومن ضمنها المشاركة السياسية، مؤكدا أن (الحوار الفلسطيني حقق نتائج ممتازة وجيدة)، موضحا أنه (سيستأنف خلال الأيام الثلاثة أو الأربعة المقبلة في القاهرة)، وجاء على لسان قريع أنه (لن يكون هناك أي حل تحت أي ظرف من الظروف)، مؤكدا أنه (تم اتخاذ قرار ضبط الأمن على كافة الأصعدة، حيث تقوم قوات الأمن الوطني الفلسطيني بتولي أمن المعابر والحدود وحدود المدن، كما تقوم قوات الشرطة الفلسطينية والأمن الوقائي والدفاع المدني بتولي المسؤولية في داخل المدن) . وأكد الدكتور محمود الزهار عضو القيادة السياسية في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في حديث خاص مع الجزيرة أن حركته لن تعطي تهدئة دون ثمن، وفي مقدمة هذا الثمن إطلاق سراح جميع الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين القابعين في سجون الاحتلال الاسرائيلي، وشدد الزهار في حديثه ل الجزيرة من غزة على (أن حماس لن تسمح باستمرار التهدئة طالما بقي معتقل واحد في السجون الاسرائيلية)، مضيفا (أن الحركة لن تسمح أيضا باستمرار التهدئة إذا اعتدى علينا الجانب الإسرائيلي بأي صورة وأي شكل من أشكال العدوان أو مست كرامة الوطن في معابره ومياهه وسمائه).. واستطرد الزهار يقول: إن التهدئة من جانب حماس هي تهدئة من واقع المنتصرين وإعلان إسرائيل عن جدولة المعتقلين قبل إعلان حماس عن موافقتها على التهدئة استفادت منه الحركة في حملتها الانتخابية.. هذا والتقى أحمد قريع (أبو علاء) يوم الأحد الماضي قادة حركة الجهاد الإسلامي وقادة الأجهزة الأمنية الفلسطينية كما أنه سيترأس اليوم الإثنين اجتماعا للحكومة الفلسطينية في مدينة غزة، وأكد قريع أن الحوار الوطني سيستمر ويتواصل ويحقق نتائج مهمة وإيجابية.. ومن المتوقع أن تشهد الأراضي الفلسطينية خلال الأسبوعين القادمين حركة دبلوماسية قوية جدا منها زيارة لوزير الخارجية الفرنسي ميشيل بارنييه وزيارة وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس، إضافة إلى الاجتماع بين رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، ورئيس الوزراء الإسرائيلي اريئيل شارون في الثامن من شباط المقبل.. كما ستكون هناك زيارات أخرى لعدد من قادة الدول إلى الأراضي الفلسطينية. وأعلنت الإذاعة الإسرائيلية العامة يوم الأحد الماضي أن قمة أولى بين عباس وشارون ستعقد في الثامن من شباط- فبراير المقبل، بالتزامن مع جولة وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس إلى المنطقة. وفى هذا السياق ذكر د. حسن أبو لبدة أمين عام مجلس الوزراء الفلسطيني (إن رايس ستصل إلى الأراضي الفلسطينية في السادس أو السابع من الشهر المقبل)، مشيراً (نحن ننظر بإيجابية كبيرة لزيادة وتيرة الاهتمام من قبل الإدارة الأمريكية بالتطورات الفلسطينية الجارية حاليا على الأرض، ونأمل أن تكون هذه الزيارة فاتحة تدخل أمريكي فاعل بين الأطراف وفاتحة رعاية أمريكية حقيقية لعملية السلام بما في ذلك إعادة إسرائيل إلى خارطة الطريق).. وكان رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس (أبو مازن) أكد من القاهرة أنه توصل إلى اتفاق مع الفصائل الفلسطينية على هدنة مع إسرائيل.. ونقلت صحيفة الشرق الأوسط اللندنية عن أبي مازن قوله: (اتفقنا على هدنة والفصائل وافقت ونحن موافقون). والتقى وزير الأمن الداخلي الفلسطيني السابق محمد دحلان، مع وزير الأمن الإسرائيلي شاؤول موفاز في تل أبيب مساء السبت الماضي، وقال موفاز لوسائل الاعلام العبرية: لقائي ب دحلان كان إيجابيًا وناقشنا فيه مواصلة التعاون بيننا وخلق بنية قوية تتحمل المسؤولية الأمنية في المدن الفلسطينيةبالضفة الغربية.. وأشار موفاز إلى أن نقل المهام في عدد من مدن الضفة الغربية إلى السلطة الفلسطينية يفترض أن يتم في الأيام المقبلة، ملمحا إلى أنه يعد التفاصيل الأخيرة حول اختيار المدن والموعد الدقيق لنقل السلطة فيها للفلسطينيين، وذكرت الإذاعة الإسرائيلية أن مدينتي رام الله وطولكرم الفلسطينيتين ستكونان أول مدينتين تنقل فيها المسؤوليات من جديد إلى السلطة الفلسطينية، تليهما مدن (قلقيلية وأريحا وبيت لحم). وفي هذا السياق، ألمح موفاز إلى أن الانسحاب من قطاع غزة ومن مدن في الضفة الغربية سيتم في نهاية العام الجاري.