الكثير تحدث عن وجود الإسرئيلين في العراق، البعض تحدث عن وجود عناصر الموساد في بلاد الرافدين وأن لهم مكاتب في كركوكوبغداد والسليمانية وأنهم مندسون في صفوف قوات الاحتلال الأمريكي إلا أنها ربما للمرة الأولى التي يعترف الإسرائيليون أنفسهم بوجودهم في بغداد وأن البعض من جنودهم قد شارك في عمليات تعذيب العراقيين في سجن أبو غريب, إذ نشر موقع إسرائيلي على شبكة الإنترنت، يوم الجمعة الماضي، تقريراً كشف فيه أن أحد جنود الجيش الإسرائيلي يخدم في صفوف جيش الاحتلال الأمريكي في العراق. ونشر الموقع الذي تديره صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، صورة للجندي الإسرائيلي إلى جانب دبابة أمريكية، وهو يعرض مع جندي آخر علم وحدة غولاني الإسرائيلية الشهيرة بعمليات القتل الدامية في المناطق الفلسطينية المحتلة. وقام موقع (ynet) العبري، بتمويه وجه الجندي الإسرائيلي حفاظاً على حياته، حسب تعبير الموقع، مدعياً أنه الجندي الإسرائيلي الوحيد في العراق. وجاء في التقرير: أن العريف أول احتياط (ج) من سكان مدينة كرميئيل في الشاغور، خدم في قطاع غزة، وقبل ذلك في جنوبلبنان، أثناء خدمته في الجيش الإسرائيلي، ومن ثم تجند للجيش الأمريكي والتحق بصفوفه في العراق. ويقول الموقع الإسرائيلي: إن الجندي يخدم في الكتيبة الإدارية المرابطة في الموصل. يشار إلى أن العديد من التقارير الصحفية أشارت في بداية العدوان على العراق إلى وجود قوات إسرائيلية في العراق، قيل أن إحداها كانت تتولى البحث عن صواريخ ادعت أمريكا وإسرائيل أنها مسلحة برؤوس نووية، وهو ما لم يثبت حتى اليوم، إذ لم يتم العثور على أي سلاح من تلك الأسلحة التي تذرعت بها واشنطن، لاحتلال العراق. وكان ضابط سابق في المخابرات العراقية رفض الكشف عن اسمه، قال مؤخراً: إن عدداً من الخبراء الإسرائيليين دخلوا بغداد مع القوات الأمريكية أثناء اجتياحها للعاصمة العراقية في مطلع أبريل - نيسان من العام 2003 وتوزعوا على عدد من المواقع العلمية والصناعية والأثرية والأمنية ونقلوا وثائق ومعدات وأجهزة وآثار ووثائق ونقلوها إلى إسرائيل بمساعدة القوات الأمريكية وعدد من العراقيين الذين جاءوا مع الجيش الأمريكي. وقال الضابط العراقي: إن من بين المواقع التي حرص الإسرائيليون دخولها وتفكيك معداتها موقع التويثة للطاقة النووية العراقية حيث توجد أهم وأدق الأجهزة التي كانت تستخدم في المشروع النووي العراقي والتي تحمل أختام لجنة الأممالمتحدة للرقابة والتفتيش (الانموفيك) وشركة القعقاع التابعة للتصنيع العسكري في مدينة الإسكندرية والمتخصصة بصناعة الحوامض الكيماوية الحساسة وأنواع من الأسلحة الخفيفة والثقيلة. وكان ضابط مخابرات عراقي سابق قد كشف عن قيام عناصر من جهاز المخابرات الإسرائيلي الموساد بسرقة وثائق مهمة من أرشيف المخابرات العراقية الذي كان محفوظاً في أحد السراديب السرية بعد إن وضع أحمد الجلبي اليد على جميع ممتلكات جهاز المخابرات العراقي السابق وفتح أبوابه وأسراره وخزائنه أمام الأمريكان والإسرائيليين. في غضون ذلك، أشارت صحيفة هآرتس العبرية إلى ما يتردد من أحاديث متزايدة حول ضلوع إسرائيل في عمليات التعذيب في السجون العراقية.