تؤكد معلومات يتداولها العراقيون ان نشاط جهاز المخابرات الاسرائيلية "الموساد" في العراق يتوسع تحت حماية امريكية وان عدة مراكز للموساد اقيمت في مناطق كركوك والناصرية وبغداد تحت عناوين شركات اجنبية او منظمات انسانية . احدث المعلومات التي يتداولها العراقيون وجاءت من مصادر مخابراتية عراقية كشفت ان الموساد الاسرائيلي قد سيطر على اكبر مكتبة يهودية في العراق كانت موجودة في دائرة المخابرات العراقية السابقة . واوردت هذه المعلومات ان فريقا متخصصا من جهاز المخابرات الاسرائيلية "الموساد" وصل الى بغداد تحت حماية امريكية في نيسان - ابريل من العام الماضي بعد ايام من سقوط النظام السابق قد سيطر بالتعاون مع ضباط من وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي اي ايه) على المكتبة اليهودية القديمة في بغداد التي كانت تحت رقابة حكومية صارمة وتضم تحفا نادرة لا تقدر بثمن من كتب التوراة والتلمود والقبالة والزوهار المكتوبة على لفائف البردى وجلد الغزال ويعود تاريخها الى اكثر من 2500 سنة كانت موجودة في العراق منذ ما يعرف في التاري بالسبي البابلي لليهود. وتقول المضابط التاريخية ان كتبة يهود قاموا في ذلك الوقت بحفظ التراث اليهودي في العراق واعادة كتابة التوراة والتلمود . من جهتها اوضحت مصادر عراقية ل (اليوم) مطلعة رفضت الكشف عن نفسها ان هذه الثروة التاريخية من هذه الكتب النفيسة كانت مخزنة في قبو محكم تحت مقر جهاز الاستخبارات العراقية تعرض لتسرب مياه من المجاري الثقيلة بسبب القصف الجوي الاميركي الشديد على بناية جهاز المخابرات العراقي . وقالت هذه المصادر ان القوات الاميركية بعد ان تعرفت على الشخص المسؤول عن هذه المكتبة قامت باجباره على مرافقتها الى الموقع حيث تم الخوض في الماء للوصول اليها وبعد فتح باب القبو والوصول الى المكتبة تم انتشال هذه الكتب من الماء وكانت بحالة جيدة فتم نقلها بواسطة طائرة في رحلة مباشرة من بغداد الى مطار تل ابيب. وتأتي هذه المعلومات في وقت نهبت فيه عناصر من الموساد مكتبات يهودية اخرى في العراق اضافة الى كتب وشمعدانات ونفائس تراثية كانت موجودة في قرية الكفل 120 كيلو مترا جنوببغداد والتي يعدها اليهود من المناطق المقدسة اليهم حيث تضم قبر ( ذو الكفل ) الذي يعتقد اليهود انه كفلهم وحماهم في فترة السبي البابلي زمن الحاكم البابلي ( نبو خذ نصر ) . وكانت اسرائيل قد اعلنت في وقت سابق ان تعاونها مع وزارة الخارجية الاميركية اثمر عن تسليمها اكثر من 800 صفحة منسوخة من الوثائق حول يهود العراق الذين هاجروا الى اسرائيل او الباقين في العراق حتى الان بعد ان صادرتها القوات الاميركية من أرشيف الاستخبارات العراقية بعد دخولها الى بغداد في التاسع من نيسان من العام الماضي. ووفقاً للناطقة باسم الوزير الاسرائيلي المكلف بملف العلاقات مع الشتات ناتان تشارنسكي فان هذه الوثائق تضم احصاء باملاك اليهود العراقيين المهاجرين الذين تطالب اسرائيل بدفع التعويضات لهم مقابل ما تقول انها الاموال تركوها خلفهم ، حيث يسعى اليهود الذين كانوا في العراق ومن خلال عناصر عراقية جاءت من الخارج بعد سقوط بغداد الى استعادة ممتلكاتهم التي تركوها حسب زعمهم .