الى أي مدى يمكن الاستفادة من تجارب الآخرين وخبراتهم,, ليس في حياتهم الخاصة أو العامة بل في مجال أعمالهم؟! والسؤال لا يحتاج الى إجابة دقيقة ومحددة باعتبار ان الاستفادة تختلف من شخص الى آخر حسب رغبته وقدراته وميوله او حتى اهتمامه!! أذكر انني شاهدت لقاء مع استاذ الجراحة العامة المصري المشهور الاستاذ الدكتور ابراهيم بدران هذا الطبيب يعتبر من أمهر الجراحين في العالم، عندما يتحدث تشعر بأنك أمام قدرة صقلتها السنون لأكثر من ستين عاما او يزيد,, الدكتور ابراهيم تحدث عن أهم تجاربه وخبراته في حياته العملية الحافلة نذكر من أبرزها: ان يكون لدى الجراح سرعة البديهة وحسن التصرف أثناء إجراء العملية الجراحية، خاصة ان تشخيص المرض أحيانا حتى ولو كان بأحدث الأجهزة الطبية، لا يكون دقيقا مائة بالمائة وقد يشير التشخيص الى مرض معين فيفاجأ الطبيب الجراح بعد إجراء العملية بأن هناك مرضا آخر، وهنا يبرز مدى مهارة الجراح في التصرف السليم وعدم السماح لهول المفاجأة ان يؤثر على سير العملية لتشكل مدخلا للخطأ او الخطر على حياة المريض. - عزا الدكتور ابراهيم فشل بعض العمليات الجراحية الى منظومة الأداء الجراحي عندما تصاب بارتباك او إهمال او قلة في الخبرة لدى فريق التمريض. - أشار الى جانب إنساني مهم لا بد من توفره لدى الجراح عندما أجاب على سؤال عن شعوره عندما يقضي أكثر من سبع ساعات في العملية الجراحية بأنه لا يشعر بالوقت أبدا، وإنما همه الوحيد إنقاذ حياة المريض بعد توفيق الله ولا دخل للزمن في ذلك! عندما نتحدث عن تجربة الدكتور ابراهيم فإننا نسوقها كمثال لبعض الناجحين في مجال اختصاصهم وأسباب هذا النجاح الذي لا يأتي إلا بالاخلاص والتفاني ولكون ما ذكرناه إحدى التجارب العديدة في مجال وظيفي هام. إنها دعوة نسوقها الى اطبائنا وطبيابتنا الذين بدؤوا والحمد لله يأخذون مواقعهم الطبيعية في منظومة العمل الطبي في المملكة بالاكثار من الاطلاع والاستفادة من تجارب الآخرين، وأخطائهم قبل الوقوع فيها والتعلم منها قبل دراستها خاصة عندما يكون أصحاب التجربة ممن لهم خبرة ونجاح ملموس في هذا المجال,, وأجزم ان هذا لا ينحصر في مهنة الطب فقط، بل في جميع المهن. لقد تهيأت لي زيارة مجمع الرياض الطبي مستشفى الشميسي سابقا ولن أكون مبالغا إذا قلت انني اصبت بالدهشة والفرحة في وقت واحد!! قبل ان أزور هذا الصرح الطبي الكبير، لم أكن أتصور ان أجد الكفاءات الوطنية التي شاهدتها وتعاملت معها,, فالمستشفى خرّج العديد من الأطباء المهرة الذين يتعاون الكثير منهم مع مستشفيات القطاع الأهلي والبعض الآخر ما زال يعمل في المستشفى. ففي وقت مضى كان الواحد منا يحاول الكشف او العلاج لدى طبيب زائر، أما اليوم فالكل يبحثون عن ابن الوطن نظراً للسمعة التي حققها، حتى الإخوة الوافدون من المرضى يتسابقون على الذهاب للكشف عند هؤلاء الأطباء السعوديين المهرة, لقد تدرب هؤلاء على أيدي اطباء مهرة مثل الدكتور علم خورشيد الذي يعد أبرز الجراحين وأشهرهم بشهادة أكثر من طبيب، ويجب أن يستفاد من خبرات هذا الطبيب الذي يتولى مهمة التدريس في كلية الطب إضافة الى عمله. هناك من الأطباء المهرة في مستشفى الملك خالد الجامعي مثل الجراح السعودي الدكتور عبدالعزيز الصايغ والجراح في مجمع الرياض الطبي الدكتور صالح القرني، والدكتور السيف وغيرهم كثير, وللحديث تتمة.