رغم الزخم الهائل في عدد القنوات الفضائية لم يتوفر للمشاهد ما يلبي حاجته ويشبع رغبته ويحقق غايته ومطلبه، فطغى الغث على السمين، وطفت على السطح قنوات كثيرة تتسم بالسطحية والابتذال إلى جانب التكرار الممل.. بل جانب عدداً منها الرؤية الصائبة والمعلومات الصادقة والموضوعات الحيوية المهمة.. وفي غمرة الانفتاح الفكري في شتى مجالات الحياة تطل علينا تلك القنوات وقد تشبعت فيها الحقائق بالشائعات والمعلومات بالمدسوسات والمصداقية بالتملق والنفاق.. فأصبح المشاهد يأخذ عن غثها وسمينها دون أن يدرك خطورتها عليه أو على أفراد أسرته، وفي غمرة التحولات التي يشهدها عالمنا الإسلامي تطل علينا إحدى القنوات الرائعة لتسحب البساط من تحت القنوات الأخرى لتقوم بتعديل موازين القوى ارتكازاً على القيم الأصلية وتطلعا إلى الانفتاح الواعي واستشرافاً لمستقبل مشرق.. إن تلك القناة عربية العمق، عالمية البعد، شاملة صادقة في أطروحاتها تلبي احتياجات الكثير من مشاهديها، وتتلمس نبض الشارع لتقف مع الكل بأسلوب أخوي يتسم بالصدق والوفاء..إنها قناة جادة نافعة لا مساومة عليها, بل قد تتعطل لغة الكلام أثناء الحديث عنها؛ لأنها احتفت بالمكانة لا بالمكين فهي تدل على حصانة تربوية ونزاهة ملموسة، قلما نجدها في غيرها من القنوات، فإن كانت القنوات الأخرى تفيض أنهاراً من الألحان فإنها تفيض أنهاراً من الإيمان!!! ويكفي لها ذلك فخراً وعزة!!! فهنيئاً لك أيتها القناة والقائمون عليك، فإن قوافلك لن تتعثر بطوب القنوات الأخرى، ولن تضيع برامجك النقية في زحمة البرامج الهابطة؛ لأن هناك من يستمع لك ويطرب بك ويشاهدك من الخليج إلى المحيط..إن تلك القناة العظيمة تشق ظلمة الليل الحالك لتعلن لمشاهديها فجراً جميلاً من وميض النور الممتد فتشرق بنورها الوضاء لتنير الدروب ولن تأفل بالغروب بإذن الله، وإن كانت تلك القناة قد تألقت بشكل ملحوظ فما ذاك إلا لأن هناك سواعد فتية ترعاها، ومواهب مبدعة تنميها، وآراء فكرية تثريها، لا حرمها الله الأجر والثواب. وإن كانت القنوات الأخرى لا زالت تحبو وتتعثر عبر أساليب تقليدية وقوالب جامدة فإن هذه القناة حازت على الأفضلية دون منافس، وذلك لأن برامجها لوحة بانورامية متخمة بالعلوم النافعة والمعلومات الهادفة. شتان ما بينها وبين غيرها من القنوات والتي لا تعرف سوى الكلمات المعلبة والآراء المبتذلة والدعايات المغرضة أما هي فإنها بحق تعرف مسؤولية الحرف وقدسية الكلمة فتسعى جاهدة لتوحيد الأفكار والجهود لتنشئة جيل يشعر بروح الانتماء لعقيدته أولاً ولوطنه ثانياً!! لقد أعطت تلك القناة الكثير الكثير ولا زال في جعبتها الأكثر والأكثر فأضحت مصباحاً في الدجى ونبراساً يضيء للعالم معالم الوصول إلى القمة.. لذلك تركت لقلمي العنان يتحدث عنها بشيء من الشفافية والصدق..تركته يعبر عما يختزنه في مداده من حب ووفاء لتلك القناة!! تركته يحتفي بها ويقطف من كل بستان وردة ليهديه إليها!! تركته يتشح بشراع الوفاء ليرفعه على صواري الإيمان في سفينة الإباء ليغوص في بحر الكلمات فينتقي أجمل العبارات وأرق الكلمات وأعذب المفردات ليشيد بها.. فالإشادة حق لمن يستحق وهي تستحق كل ما قيل عنها!! وبعد... لك أيتها المَعْلَم الشامخ صدى كلماتي، والتي لها عزف جميل وايقاع متوازن أسجلها بقلم أمين لا يعرف النفاق والمراء ولا المداهنة والدهناء يجسد مشاعري بكل صدق؛ لأنك كالبحر الذي لا ينضب، ولا أقول إلا كما قال ابن زيدون: أيها البحر الذي مهما نقص بالندى يمناه فالبحر وشل من لنا فيك بعيب واحد يحذر العين إذا الفضل كمل شرف يغني عن المدح به مثلما يغني عن الكُحْل الكُحَل وأخيراً: عذراً إن كانت كلماتي لا تصل إلى مبتغاي، فأنت أكبر من التعبير الدافئ الذي يحويه قلمي، وينبض به قلبي، ويترجمه إحساسي، ففي داخلي عبارات مليئة بالإطراء والثناء لكنها تصر على أن تكون أكبر من تعبير القلم ومن حروف الكلم!!!