في مثل هذا اليوم من عام 1982 غادر الزعيم الفلسطيني ياسر عرفاتطرابلس مع ما يزيد عن أربعة آلاف مقاتل فلسطيني بعد الاجتياح الإسرائيلي للبنان ومطالبة الإسرائيليين برأسه. فقد شنت إسرائيل هجمات عنيفة على قواعد المقاومة الفلسطينية في لبنان في الفترة بين عامي 1978 و1982، حيث دمرت عام 1978 بعض قواعد المقاومة وأقامت شريطاً حدودياً بعمق يتراوح بين أربعة وستة كيلومترات أطلقت عليه اسم الحزام الأمني. ثم كان الاجتياح الكبير الذي احتلت به ثاني عاصمة عربية بعد القدس ودمرت أجزاء كبيرة من بيروت عام 1982، وفرضت حصاراً لمدة عشرة أسابيع على المقاومة الفلسطينية، واضطر ياسر عرفات للموافقة على الخروج من لبنان تحت الحماية الدولية. وفي رسالة وجهها ياسر عرفات إلى رئيس الوزراء اللبناني آنذاك الراحل شفيق الوزان قبيل مغادرته بيروت قال: (يسعدني ويشرفني في هذه اللحظات المصيرية من تاريخ أمتنا ان اتقدم منكم ومن جماهير بيروت الشجاعة المؤمنة بأسمى آيات التقدير والمحبة وعرفان الجميل لما قمتم به ومدينة العرب الشامخة الابية بيروت، من ملحمة بطولية في مواجهة الغزاة الصهاينة، فاستعصت عليهم لبطولة بيروت، وتضحيات بيروت، وصمود بيروت. ولن ينسى العالم هذا الصمود الأسطوري لمدينة بيروت وأهلها والمجاهدين فيها، رغم الحصار الشديد الخانق الذي واجهته المدينة الشامخة، ورغم حرب التجويع والتعطيش والارهاب والمذابح التي واجهتها، ورغم القصف والتدمير عليها ليلاً ونهاراً من البحر والبر والجو (. . .). انني، ومن موقعي كرئيس للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية والقائد العام للقوات الفلسطينية، أنقل اليكم قرار قيادة الثورة بمنح وسام (صمود بيروت المجاهدة) الى كل الأبطال المقاتلين المجاهدين دفاعاً عن بيروت).