يتعرض الأطفال رغم أنوفهم لاستنشاق رائحة التدخين خاصة الذين يعيشون في بيوت مدخنين لا ارادياً ويتكون الدخان من مصدرين الأول الدخان الخارج من الزفير للمدخن والثاني المحترق من السيجارة ويعتبر الاخير أكبر ضرراً يصل إلى ثلاثة أضعاف الضرر على دخان الزفير لأنه يمر عبر فلتر السيجارة وعلى أسوأ الاحوال الطفل الذي يمكث ساعة واحدة في غرفة يدخن فيها اكثر من شخص يتعرض للمواد السامة بنفس الكمية التي تنتج من 10 سجائر أو أكثر. والطامة الكبرى إذا كانت الأم مدخنة وهو يقضي أطول فترة ممكنة معها والذين يرضعون من أمهاتهم المدخنات يتعرضون لخطر كبير لأن المواد السامة توجد في حليب الامهات المدخنات بالاضافة للدخان الموجود في الهواء.وفي احصائية فقد وجد أن (50%) ممن يعيشون مع مدخنين أو يعملون معهم يشكون من أمراض تضايقهم سببها التدخين. ومن هذه الأمراض حساسية العين والتهاباتها، وحساسية الأنف والتهاب الحلق، والصداع والدوخة وغيرها. الأضرار الناتجة عن التدخين الأطفال الذين يعيشون في بيوت مدخنين أكثر عرضة للاصابة بالالتهابات التنفسية، وتكون أعراض الالتهابات حسب الدكتور فؤاد عويس استشاري الأمراض الصدرية شديدة وتطول لمدة أيام إذا ما قورنت بالأطفال الذين لا يتعرضون للدخان حيث يزداد ضرر الدخان على الاطفال تحت سن الخامسة من العمر لأنهم يقضون معظم الأوقات مع والديهم وكلما ازداد عدد المدخنين وعدد السجائر التي تدخن ازدادت الأعراض عند الاطفال وكثرت الازمات الحادة ويؤكد د. عويس ان مرضى الربو يزورون قسم الاسعاف اكثر من غيرهم وبالتالي يزداد عدد أيام التنويم عند هؤلاء.ويضيف د. عويس ان الاعراض التنفسية التالية تكون أكثر حدة عند الاطفال الذين يتعرضون للدخان اللاإرادي وهي:التهاب الرئتين، التهابات القصبة الهوائية، أزمات الربو، الانفلونزا، التهاب الأذن، وتجمع السوائل في الأذن الوسطى، الزكام والتهاب الجيوب الأنفية، التهاب الحلق واللوزتين، موت المهد، والتغيب عن المدرسة بسبب الحالات التي سبق ذكرها. كيف تحمي طفلك من التدخين أولاً : لابد من الاقلاع عن التدخين وذلك بترك التدخين والالتحاق بأحد برامج مكافحة التدخين عن طريق العيادات المنتشرة وخاصة الأم المدخنة إذا كانت حاملاً لأن الجنين يتعرض لنقص الوزن والكثير من الأضرار الجانبية عند الولادة. وعلى الآباء المدخنين الا يدخنوا في المنزل اطلاقاً وإذا كان لابد من ذلك فالتدخين يكون في الشرفة او الحديقة الخارجية أو بالغرفة واغلاق الباب وفتح النافذة ومنع الاطفال من دخول الغرفة أثناء التدخين. وعلى الأب والأم عدم التدخين وهما يحملان اطفالهما وذلك لحماية الأطفال من الدخان الناتج عن احتراق السيجارة. وضرورة عدم ترك الاطفال لدى عاملات مدخنات والابتعاد بهم عن عادة التدخين بشتى الطرق والوسائل الممكنة. إرشادات عامة عن التدخين: ويوجه الدكتور عويس بعض الارشادات حول هذه العادة السيئة والخطرة فيقول: ان المرضى المصابين أصلاً بأمراض القلب والجهاز التنفسي المختلفة تزداد حالتهم سوءاً ويتأخر شفاؤهم عندما يعيشون أو يعملون مع مدخنين. وقد وجد أن من يعملون مع اشخاص مدخنين يحدث لديهم نقص في وظيفة الرئة كما وجد أن النساء غير المدخنات اللواتي يعشن مع أزواج مدخنين يعانين من الشيء نفسه أيضاً. كذلك فإن الاطفال لآباء مدخنين وجد أنهم يشكون من التهابات متكررة في الجهاز التنفسي مقارنة بغيرهم ووجد أن زوجات الرجال المدخنين اجمالاً يقل معدل أعمارهن أربع سنوات مقارنة بالأخريات. أليس كل هذا خطراً على الطفل والأم والأب، أي على الأسرة بكاملها؟.. لذلك أقول للمدخنين اتقوا الله في أنفسكم وفي زوجاتكم وأطفالكم وحاولوا العلاج .. العلاج.. فعيادات مكافحة التدخين كثيرة في بلادنا ولله الحمد فسارعوا إليها الآن .. وليس غداً.