في مثل هذا اليوم من عام 1972 أعيد انتخاب السياسي الألماني الاشتراكي فيلي برانت مستشاراً (رئيس حكومة) لألمانيا الغربية. فقد كانت ألمانيا في ذلك الوقت مقسمة إلى دولتين، الأولى في الشطر الغربي وهي رأسمالية ديموقراطية تعرف باسم ألمانيا الاتحادية أو ألمانيا الغربية، والثانية في الشطر الشرقي وهي شيوعية تعرف باسم ألمانيا الديموقراطية أو الشرقية. وكان فيلي برانت قد بدأ ولد عام 1913 وكان يعرف في البداية باسم كارل هربرت. وسرعان ما انضم إلى الحزب الاشتراكي الألماني. ولكن عندما وصل الزعيم النازي أودولف هتلر إلى حكم ألمانيا عام 1933 بدأت مطاردة الاشتراكيين والشيوعيين ففر كارل هاربرت إلى النرويج وبدأ يعمل في الصحافة وسرعان ما حصل على الجنسية النرويجية. وعندما غزت القوات الألمانية النازية النرويج تم القبض عليه واعتقاله ولكنه تمكن من الهرب إلى السويد. وبعد الحرب العالمية الثانية عاد إلى ألمانيا واستعاد جنسيته الألمانية عام 1947 وأصبح اسمه فيلي برانت. ودخل معترك السياسة بقوة فحصل على عضوية مجلس النواب في ألمانيا الغربية من عام 1949 إلى 1957 ثم عمدة برلين الغربية من عام 1957 إلى 1966م. وفي عام 1964 أصبح رئيساً للحزب الاشتراكي الديموقراطي ثم وزيراً للخارجية عام 1966 في الحكومة الائتلافية للحزب الاشتراكي الديموقراطي والمسيحي الديموقراطي برئاسة المستشار كورت كيسنجر. وفي عام 1969 فاز الحزب الاشتراكي برئاسة فيلي برانت بالانتخابات النيابية في ألمانيا فأصبح فيلي برانت مستشاراً لألمانيا بدعم من الحزب الديموقراطي الحر. وقد أطلقت حكومته محادثات سلام مع دول أوروبا الشرقية رغم اشتداد الحرب الباردة بين المعسكرين الشرقي والغربي وتمكن من عقد معاهدات عدم اعتداء مع الاتحاد السوفيتي وبولندا عام 1972م. ورغم إعادة انتخابه مستشاراً لألمانيا الغربية عام 1972 فإنه اضطر إلى الاستقالة من منصبه في السادس من مايو عام 1974 بعد الكشف عن تجنيد أحد أقرب مساعديه كجاسوس لألمانياالشرقية.