في مثل هذا اليوم من عام 1930م أعلنت نتائج الانتخابات البرلمانية في ألمانيا حيث حصل حزب العمال الاشتراكي الوطني الالماني (النازي) بزعامة أودولف هتلر على 107 مقاعد في البرلمان الألماني في نتيجة فاجأت الجميع داخل وخارج ألمانيا. وكانت نتيجة هذه الانتخابات بمثابة الشرارة التي أشعلت طموح زعيم الحزب هتلر السياسي، حيث قرر تبني استراتيجية إثارة النزعة العنصرية والوطنية من أجل استقطاب المزيد من الأصوات والأنصار للحزب. والحقيقة أن الحزب النازي لم يتمكن من الحصول على أغلبية المقاعد في البرلمان الألماني (بوندستاج) حتى عندما شكل الحكومة الألمانية عام 1933م. ففي الانتخابات التي سبقت تشكيله للحكومة التي جرت عام 1932م حصل الحزب النازي على 37.3 في المائة من مقاعد البرلمان ولكن في الوقت نفسه كان أكبر عدد من المقاعد يحصل عليها حزب، فتحالف مع الاشتراكيين لتشكيل الحكومة برئاسة أودلف هتلر الذي تولى منصب مستشار ألمانيا. وكانت انتخابات عام 1933م آخر انتخابات برلمانية في ألمانيا حتى إعادة توحيد ألمانياالشرقية والغربية عام 1990م. والغريب أن السياسي الألماني هيرمان جورنج قال في اجتماع لأصحاب الشركات الصناعية في ألمانيا عام 1933م إن هذه الانتخابات قد تكون آخر انتخابات في ألمانيا لفترة طويلة. وشغل هيرمان بعد ذلك منصب وزير الداخلية في حكومة هتلر حيث شن حملة شرسة ضد الشيوعيين الذين كان الزعيم النازي يعتبرهم العدو الأول لألمانيا ومعهم اليهود. وخلال سنوات حكم الحزب النازي قبل الحرب العالمية الثانية تمكن وزير الدعاية في حكومة الحزب جوبلز من استقطاب قطاعات واسعة من الشباب الألماني لتبني أفكاره التي كانت تقوم على أساس أن العرق الاري هو أفضل شعوب الأرض وأنه يجب أن يسودها. ودخل هتلر بألمانيا الحرب العالمية الثانية انطلاقا من ايمانه المريض بحق ألمانيا في سيادة العالم وهي الحرب التي انتهت بهزيمة ألمانيا وأصبحت كلمة (النازي) رغم أنها اختصارا لاسم حزب العمال الوطني الاشتراكي كلمة سيئة السمعة حتى اليوم.