في ليلة امتزجت فيها برودة الجو بحرارة العاطفة أقام مركز التأهيل الشامل بنجران ضمن فعاليات مهرجانه بمناسبة اليوم العالمي للمعوقين أمسية شعرية (قصيرة) لكل من الشاعرين محمد بن عويضة بالحارح والشاعر فيصل اليامي اللذين قدما من المنطقة الشرقية خصيصاً لهذه المناسبة ولم تمنع الظروف الصحية الشاعر فيصل اليامي من المشاركة. وبدأت الأمسية بقصيدة جميلة للشاعر محمد بن عويضة تناول فيها بعض ما يعانيه المعاق من عقبات في مسيرة حياته وخاصة أن الشاعر المبدع من ذوي الاحتياجات الخاصة: سبحانك اللهم يارب المعافي السقيم يا واحد كل البشر ترجي رضاه وطاعته يقولها منهو قضى عمره على وجهه يهيم ما يمتلك غير الطموح وفي يده عكازته يضحك مع العالم وفي صدره تناهيد وهموم يضحك وحتى ضحكته تشبه سنينه باهته ويشير في هذه المقدمة الرائعة إلى ما يلقاه المعاق من نظرات بعض فئات المجتمع واحتقارهم لإعاقة ابتلاهم الله بها.. ثم يبين من هو المعاق من وجهة نظره في هذه الأبيات الجميلة: ترى المعاق بنظرتي من عاش في عز ونعيم لكن على بابه فقير وما قضى له حاجته ترى المعاق بنظرتي هاللي يشوف انه وسيم في السوق يتمشى وعينه مثل رجله هايته ترى المعاق اللي ابتعد عن الصراط المستقيم ما فكر بقبره ولا يحسب حساب لساعته ثم ألقى قصيدة يتكلم فيها عن آلام المعاقين أيضاً وما يتمتعون به من وطنية وحب للتضحية في سبيل الوطن وفي النهاية يا بلدنا مهما كانت تسميتنا لك عهدنا وذا قسمنا أقسم بالله العظيم منزل الذكر الحكيم أن أصونك يا بلادي من شهور العابثين ثم ألقى الشاعر فيصل اليامي قصيدته عن الوطن: وطن ما عاش من هزك ولا تخشى ولا ترتاب عسى الله يحفظ دايم وتبقى عزوتك آمين وطنا لا يهمونك ترى ضنك أبد لا خاب رجالك وايدنا وحدة تكاتفنا على الغاوين فئة ظلت طريق الحق وحطو للدمار أسباب يسمون الدمار اجهاد وهم لأهدافهم ساعين ثم ألقى فيصل اليامي قصيدته الثانية خلاص أنا ناوي على تغيير تفكيري السقيم عزمت أغير منهجي ما دام عندي الاختيار بفصل الثوب الجديد وبرمي الثوب القديم وأغير أصحابي إذا ما طاوعوني في الخيار قرار جداً منطقي وجاي في الوقت السليم عصر انفتاح وفرصة الواحد يغير في المسار ثم اختتم الأمسية الشاعر محمد بن عويضة وسط صيحات الجماهير وتصفيقهم الحار ابتهاجاً بما قدماه.