في مثل هذا اليوم من عام 1978 تسلم كل من الرئيس المصري الراحل أنور السادات ورئيس الوزراء الإسرائيلي الراحل مناحم بيجن جائزة نوبل للسلام مناصفة تقديراً لجهودهما من أجل التوصل إلى اتفاق سلام بين البلدين بعد أربع حروب. وكانت اللجنة الدولية المكلفة باختيار الفائز بجائزة نوبل للسلام قد اختارت السادات وبيجن بعد اتفاقيات كامب ديفيد التي وقعها الجانبان عام 1978 بوساطة الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر لوضع إطار عام للسلام بين العرب وإسرائيل بعد مفاوضات ماراثونية بين الجانبين في منتجع كامب ديفيد الرئاسي الأمريكي. وبعد عام واحد وقعت مصر وإسرائيل معاهدة سلام منفردة عام 1979 لتكون أول معاهدة سلام بين دولة عربية والكيان الصهيوني. نصت المعاهدة على عودة شبه جزيرة سيناء المصرية إلى مصر وانسحاب إسرائيل إلى الحدود الدولية بين مصر وفلسطين التاريخية على مراحل تنتهي عام 1982، ونشر قوات دولية في سيناء. ولم تحظَ معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل بأي ترحيب عربي سواء كان رسمياً أو شعبياً، حيث قررت الدول العربية في مؤتمر قمة بغداد 1979 الطارئ تجميد عضوية مصر في جامعة الدول العربية ونقل الجامعة من مقرها في القاهرة إلى تونس. في الوقت نفسه كانت المفارقة أن يوقع الارهابي مناحم بيجن، وهو أول رئيس لحزب الليكود اليميني المتطرف يصل إلى الحكم في إسرائيل، على معاهدة السلام مع مصر ويفوز بجائزة نوبل رغم أن المعروف تاريخيا أن اليمين الإسرائيلي الصهيوني المتطرف هو الأقل استعدادا للسلام ويطلق عليه اسم الصقور، في حين أن حزب العمل أو اليسار هو الأقرب إلى تحقيق السلام ويطلق عليه الحمائم.