في مثل هذا اليوم من عام 1978 بدأ الوفدان المصري والإسرائيلي محادثات السلام في العاصمة الأمريكيةواشنطن. وكانت محاولات التوصل إلى اتفاق سلام بين مصر وإسرائيل قد انطلقت بعد حرب السادس من أكتوبر عام 1973 وتحقيق أول انتصار عربي على إسرائيل منذ قيام الدول الصهيونية عام 1948م. تمثلت محاولات السلام في البداية في اتفاق فض الاشتباك الأول 1973م، وفض الاشتباك الثاني عام 1975 الذي سمح للمصريين بإعادة فتح قناة السويس للملاحة الدولية بعد ثماني سنوات من إغلاقها تقريبا في الخامس من يونيو عام 1967م. وكان الرئيس المصري أنور السادات قد استبق مفاوضات كامب ديفيد بزيارته التاريخية إلى إسرائيل وإلقائه كلمة أمام الكنيست الإسرائيلي عرض فيها رغبة مصر في السلام. انتهت جولة كامب ديفيد بالإعلان عن مبادرة كامب ديفيد للسلام والتي تضمنت الخطوط العريضة للسلام العربي الإسرائيلي ككل وهي الانسحاب الإسرائيلي من الأراضي العربية المحتلة والاعتراف بحق الفلسطينيين في تقرير المصير. ورفضت الدول العربية ذات الصلة بالصراع مثل سوريا والأردن والفلسطينيين الانضمام إلى المفاوضات التي كان المصريون يجرونها. وأصر الرئيس المصري أنور السادات على مواصلة المفاوضات ولعبت إدارة الرئيس الأمريكي في ذلك الوقت جيمي كارتر دورا رئيسيا في دفع المفاوضات إلى نهايتها السعيدة بالتوصل إلى معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل عام 1979 التي نصت على الانسحاب الإسرائيلي الكامل مع شبه جزيرة سيناء المصرية مقابل إقامة علاقات دبلوماسية طبيعية بين مصر وإسرائيل. وقد حصل الرئيس المصري أنور السادات على جائزة نوبل للسلام مناصفة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي (الارهابي) مناحم بيجين بعد توقيع هذه المعاهدة.