يبدو أن الوضع الاقتصادي المتدهور في دولة الاحتلال الإسرائيلي دفع بالإسرائيليين إلى الانتحار، فخلال أسبوع واحد فقط، أقدم عشرة إسرائيليين على الانتحار، بين هذه الحالات ثلاثة وقعت خلال ال 48 ساعة الأخيرة، على خلفية مشاكل اقتصادية. وكان من بين المنتحرين عجوز حاول أيضاً قتل زوجته قبل انتحاره إلا أنها نقلت إلى المستشفى ووصفت حالتها بالمتوسطة، وصاحب ورشة إسرائيلي في بئر السبع، كان يعاني من مشاكل اقتصادية وديون متراكمة. وقامت منظمة تشخيص ضحايا المصائب اليهودية المعروفة باسم (زاكا) بعلاج 25 حالة وفاة غير طبيعية، وجدت جثامين حالات منها متعفنة، وهذا ناتج عن انتشار الجريمة في المجتمع الإسرائيلي المتهالك الاقتصاد، بفعل الصمود الفلسطيني، المتمثل في استمرارية مشروع الانتفاضة الثورية التي جعلت النمو الاقتصادي الإسرائيلي في مستوى الحضيض، والتي خسرت اقتصاد العدو ما يزيد على عشرة مليارات دولار.. هذا وقد استدل من معطيات إسرائيلية، حديثة، رشحت عن تقرير الفقر في إسرائيل، أن مليون ونصف إسرائيلي، نصفهم الأطفال، يعيشون تحت خط الفقر.. وتعرض هنا (الجزيرة)، تقريراً أوفى، يظهر حجم الكارثة التي تعيشها الدولة العبرية، نتيجة المقاومة الفلسطينية، خاصة بين صفوف الجنود الإسرائيليين، الذين أقدموا هم الآخرين على الانتحار، لوضع حد لمعاناتهم النفسية بسبب استمرار أفاعيل المقاومة الفلسطينية.. فعلى ما يبدو أن الخسائر البشرية في صفوف الإسرائيليين أكثر بكثير مما أعلنه جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) حول الحصيلة الدموية، للمواجهات مع الفلسطينيين، منذ تفجر انتفاضة الأقصى، في أيلول 2000، حيث كُشف النقاب أن أكثر من 1030 إسرائيلياً قد قُتلوا بفعل المقاومة الفلسطينية.. المعطيات الإسرائيلية يبدو أنها متداخلة فيما يتعلق بمصرع العسكريين الإسرائيليين، حيث إن ظاهرة الانتحار بين صفوف جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي تزايدت يشكل كبير بسبب الوضع الأمني المتدهور.. هذا ويبدو أن الوضع الأمني المتدهور وانعكاساته على الوضع الاقتصادي دفع الإسرائيليين إلى التفكير ملياً في الانتحار، وإلى ممارسة القتل مع سبق الإصرار والترصد، وبحسب الإحصائيات الإسرائيلية: فإنه تم تسجيل نحو حالتي انتحار يومياً في الأسبوع الأخير، إذ وصل عدد المقدِمين على الانتحار في أنحاء الدولة العبرية، منذ بداية الشهر قبل الماضي تشرين أول (أكتوبر) أكثر من 40 حالة. وكانت إذاعة الجيش الإسرائيلي، قد أوردت، مؤخراً، تقريراً، مفاده أن هناك إقبالاً على المخدرات في صفوف الجيش الإسرائيلي، ويعزو البعض أن أسباب انتشار هذه الظاهرة يعود إلى تفشي حالة الترهل والانهيار التي يعيشها الجيش بسبب التواصل في الخدمة في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة دون إجازات.. وقد تطور الأمر في قواعد الجيش الإسرائيلي، مؤخراً، حيث تم تقديم طلبات رسمية من الجنود والضباط الإسرائيليين، يطالبون من قيادتهم السماح لهم بممارسة تعاطي الحشيش رسمياً، ظنا منهم أن ذلك سيحد من ظاهرة الإقبال على الانتحار والتي تزايدت أيضاً في الآونة الأخيرة.. يذكر بهذا الصدد أن تقريراً داخلياً لوزارة الأمن الإسرائيلية قد كشف النقاب عن أن السبب الرئيس لموت الجنود الإسرائيليين ليس العمليات العسكرية، لا سيّما الهجمات الفلسطينية، و إنما بسبب إقدام الجنود على الانتحار.. وحسب التقرير، الذي أعدّه قسم إعادة التأهيل في وزارة الأمن الإسرائيلية، و يتناول معطيات العام 2003 : فإن عدد الجنود الإسرائيليين الذين انتحروا أعلى جداً من عدد الجنود الذين قُتِلوا في عمليات ميدانية، أو توفّوا لأيّ سبب آخر.. و يكشف التقرير عن أن هذه هي السنة الأولى التي يصبح فيها الانتحار سبب الموت الأساس في جيش الاحتلال. ويقول التقرير : إنه انتحر في العام الماضي 43 جندياً، مقابل 30 قتلوا في عمليات عسكرية ميدانية.. و يدور الحديث عن ارتفاع لأكثر من 30 في المائة بالمقارنة مع العام 2002، حين أقدم 31 جندياً إسرائيلياً على الانتحار.. و يشير التقرير إلى أنه في النصف الأول من العام الجاري ( نوفمبر - تشرين ثاني ) 2004م أقدم 15 جندياً إسرائيلياً على الانتحار.. وتقول وسائل الإعلام الإسرائيلية : إن الارتفاع في عدد المنتحرين في جيش الاحتلال فيي العام 2003 وحقيقة أنها أصبحت سبب الموت رقم واحد، أثارت الذهول في أوساط المحافل الأمنية العليا، التي تلقّت التقرير، وطلبت من جيش الاحتلال اتخاذ الخطوات اللازمة لمكافحة الظاهرة، إلا أن مصادر في الجيش الإسرائيلي، اعترف بالفشل، حيث قالت إنه : على مدى السنين لا يتمكّن الجيش من تقليص عدد حالات الانتحار، بل إن الظاهرة تتّسع..