حذّرت مصادر قيادية في جيش الاحتلال الإسرائيلي من تفشّي ظاهرة تعاطي المخدرات في صفوف الجنود الإسرائيليين، لا سيما خلال تأديتهم الخدمة العسكرية. وأفادت معطياتٌ بحثها الجيش الإسرائيلي مع السلطة المختصة لمكافحة السموم، طالعتها الجزيرة من مصادرها الإسرائيلية أنّ 25 في المائة من عدد الجنود في جيش الاحتلال يتعاطون المخدرات خلال خدمتهم الإلزامية. وأشارت تلك المعطيات إلى أنّ أبحاثا رعاها الجيش بينت علاقة مباشرة بين تعاطي المخدرات وبين محاولات الانتحار التي شهدت ارتفاعاً هي الأخرى في صفوف جنود جيش الاحتلال. ووفق تقارير إسرائيلية: يسعى الجيش الإسرائيلي وسلطة مكافحة المخدرات إلى بلورة خطة خاصة، لمعالجة الجنود المتعاطين للمخدرات. ونُشر في التقارير أن الخطة المذكورة تشمل قيام سلطة مكافحة السموم، بتشجيع الجنود على تلقي استشارة الجهات المختصة بالمخدرات خلال إجازاتهم، إضافة إلى تكثيف عمليات نشر الوعي لمخاطر المخدرات على أداء وظائفهم . جيش الاحتلال يخفي العدد الحقيقيّ لجنوده المنتحرين إلى ذلك قرّر أهالي الجنود الإسرائيليين، الذين أقدموا على الانتحار خلال تأديتهم الخدمة العسكرية في الأعوام الأخيرة، تشكيل جمعيةٍ أهلية تسعى للحدّ من هذه الظاهرة، وكشف العدد الحقيقي للجنود الذين أقدموا على الانتحار، مشكّكةً في العدد الذي أعلنه الجيش رسمياً ومؤكّدةً أنّه أكبر من ذلك بكثير. ونُقِل عن (دافيد ميري) رئيس جمعية (من أجل الحياة)، وهو والد طيار في سلاح الجو أقدم على الانتحار العام الماضي 2004 أنّ عدد المنتحرين داخل الجيش سنوياً، يفوق عدد الجنود الذين يقضون جراء حوادث سير أو تدريب أو في العمليات العسكرية، لافتا إلى أنّ الجيش الإسرائيلي أعلن وفاة 28 جندياً في عام 2004، منوهاً إلى ارتفاع نسبة المنتحرين، حيث شكّك بأرقام الجيش، الذي لا يعلن بشكل دائم عن كافة حوادث الانتحار، إضافةً إلى أنّ الصحف عادة، تنشر عن ذلك في صفحاتها الخلفية وبدون أسماء، على حد تعبيره. تابعتها (الجزيرة) من مصادرها الإسرائيلية: قد أكدت أن الانتحار هو سبب الموت الرئيس في جيش الاحتلال الإسرائيلي للعام الثالث على التوالي، حيث انتحر منذ بداية العام الجاري 2005 وحتى الآن نحو ستة عشر جندياً، كان آخرهم على خلفية تكليفهم بإخلاء المستوطنات في إطار خطة الانفصال. وقالت تلك المعطيات: إنّ هذا العام، هو شبيه بالذي سبقه، حيث إنّ الانتحار هو سبب الموت الأول في الجيش، وينتحر جنديّ واحد في المعدل كل أسبوعين. وأشارت المعطيات إلى أنّ عدد الجنود المنتحرين يزيد على عدد القتلى في الحملات العسكرية في الأراضي الفلسطينية أو في حوادث الطرق أو في التدريبات أو أي سبب آخر. وقد أثار الارتفاع في عدد حالات الانتحار، في جيش الاحتلال في العامين الماضيين وحقيقة أنها أصبحت سبب الموت رقم واحد، الذهول في أوساط المحافل الأمنية العليا في دولة الاحتلال. وطلبت من الجيش اتخاذ الخطوات اللازمة لمكافحة الظاهرة، إلا أنّ مصادر في جيش الاحتلال تقول: إنّه على مدى السنين لا يتمكّن الجيش من تقليص عدد حالات الانتحار، بل إنّ الظاهرة تتسع. يذكر بهذا الصدد أنّ حالات الانتحار في أوساط المجتمع الإسرائيلي آخذة بالارتفاع، حيث انتحر منذ بداية العام الجاري160 إسرائيليا. وتعرب مصادر إسرائيلية مختصة عن بالغ قلقها من حالات الانتحار المتفشية في المجتمع الإسرائيلي، ناهيك عن تلك، غير المعلن عنها، لا سيما في صفوف قوات الجيش الاحتلالي، والتي يشير البعض منها إلى أنها من نتاج انتفاضة الأقصى، التي اندلعت في أيلول - سبتمبر من عام 2000، والتي شكّلت ضربة قاصمة لاقتصاد الدولة العبرية، وضرباً للأمن الشخصي للإسرائيليين. وتشير الدراسات الإسرائيلية إلى أنّ 13 في المائة من أبناء الشبيبة في دولة الاحتلال فكروا في الانتحار، وأنّ 5 في المائة حاولوا الانتحار فعلاً. إلا أنّ دراسة نُشِرت مؤخّراً في تل أبيب تفيد أنّ 10 في المائة من الذكور في الدولة العبرية و25 في المائة من النساء يعانون الاكتئاب، الأمر الذي دفع أكثر من 1100 ممن اتصلوا بخطوط الطوارئ، إلى التهديد بالانتحار.