قرأت في العدد 11687 وتاريخ 13 شعبان 1425ه مقالاً للأخ محمد الموسى بعنوان: (وقفات تأملية مع منجزات الخطوط السعودية)، وقد أنصف الكاتب في كل ما ذكره وإنني هنا لأشيد أيضاً بالكثير من الخدمات العظيمة والإنجازات العديدة التي ينعم بها المسافر ويستفيد منها كثيراً، وهذا مما يزيد طمعاً في تحصيل غيرها، فالإخوة المسؤولون بجهاز الخطوط كل بحسب اختصاصه حريصون على تحقيق قصب السبق في كل المجالات، وبما أن أي إنسان يعمل ويجد في العمل يحصل منه - ولا شك - خطأ أو غفلة أو نسيان جراء اهتماماته العديدة ومسؤولياته المختلفة وبما أنني أتعامل كثيراً مع الخطوط السعودية من حيث السفريات الداخلية خصوصاً، فقد رأيت وعايشت الكثير من الخدمات في مطارات داخلية عديدة مما يُشكر المسؤولون عليه أو ملحوظات أو خطأ يلزمنا التنبيه عليه لتفاديه. ورغبة في الخلاص منها أُنبه المسؤولين عنها، فالخطأ لا شك يؤثر كثيراً في نفسيات المتعاملين أكثر من تأثير الصواب وأن تحقيق الصحيح أمر مطلوب وواجب، وحق من حقوقهم وإن زاد فهو فضل تفضَّل به المسؤولون يشكرون عليه. وإنني هنا أرصد الملحوظات التي آلمتني وتألم لها كثيرون غيري وربما أدت أو ستؤدي وللأسف إلى التقليل من شأن الإنجازات العظيمة، وكلنا أمل في أن تلقى هذه الملحوظات صدى قوياً واستجابة فاعلة لعل ذلك يكون سبباً لإتمام الفضائل التي ينعم بها المسافرون فمن هذه الملحوظات. 1 - مصليات بعض المطارات صغيرة لا تستوعب المصلين ومثال على ذلك مصلى صالة المغادرة بمطار الملك عبد العزيز بجدة فلو كانت المصليات في بلاد أخرى لعتبنا عليها في عدم إعطاء المسجد أهمية بالغة تجعله من أسس الخدمات الرئيسة في المطار كيف لا ونحن في بلد يعتبر القدوة لغيره في كل متعلقات العبادة. 2 - التدخين مصيبة وبلية تطال أيضاً غير المدخنين وأن المدخن حينما يدخن في الأماكن العامة ولا يبالي بمن لهم حق الحرية في استنشاق الهواء الطبيعي السليم فإنه معتد بكل جراءة على حقوق الآخرين وحريتهم وهذا ما يحصل في كثير من المؤسسات الحكومية والأهلية، ومن ذلك المطارات.. وقد شاهدت بنفسي أعداداً من المنتظرين في الصالات وهم يدخنون بل الأدهى والأمرّ شاهدت بعض موظفي الخطوط داخل مكاتبهم يدخنون أيضاً وحينما تقدمت لأحد الموظفين والجنود طالباً منع التدخين في الصالات اعتذر كل منهم معللاً ذلك بأنه ليس من مسؤوليته.. ألا يعتبر هذا تقصيراً من مسؤولي المطار في أمرٍ من أهم الأمور لا سيما وأن مرسوماً ملكياً قد صدر منذ زمن بمنع التدخين في كل الدوائر الحكومية والمؤسسات الأهلية. 3 - المبيعات من مأكولات ومشروبات تُباع بأسعار مرتفعة جداً وأن المسافر إذا جاء مبكراً أو تأخرت رحلته يكون مضطراً لشراء ما يحتاجه رغم هذا الابتزاز الذي ظاهره الظلم وباطنه الاحتكار الإلزامي. 4 - كنت أنا واحداً ممن حُرم الركوب في رحلة له عليها حجز مؤكد وجاء في وقت مناسب فاعتذر لنا الموظف بأن الطائرة لا تستوعب أكثر مما فيها الآن وقال سنكرمكم بإعطائم إركاباً مفتوحاً مجاناً لمدة عام ونؤكد لكم الحجز مرة أخرى على أقرب رحلة من الآن فما كان منا إلا أن استسلمنا للأمر الواقع بعدما ذهبت توسلاتنا هدراً حيث إن بعضنا وقع في حرج شديد من تأخر سفره وليتنا لقينا إكراماً تمثَّل في جلوسنا في أماكن معدة لنا ليتم تقديم الخدمة لنا بسهولة وخصوصاً التذكرة المجانية.. بل إننا للأسف أصبحنا نجري متوسلين من موظف إلى آخر نطالبه بذلك الوعد بل لتأكيد الحجز الحالي على أقرب رحلة. 5 - كنت أيضاً يوماً ما ممن ينتظرون الإعلان عن موعد إقلاع الطائرة إلى الرياض ونحن في مطار جازان.. وكان من المقرر أن تقلع الطائرة إلى الرياض في الساعة الثانية ليلاً إلا أنهم أعلنوا عن تأخيرها ساعة ثم أعلنوا مرة أخرى عن تأخيرها ساعة أخرى أي عند الفجر وأضافوا في إعلانهم أنه بإمكان الركاب التوجه إلى البوفيه لأخذ وجبة مجانية وذلك لتخفيف معاناتنا، ولما جئنا لأخذ الوجبة إذا هي قطعة صغيرة من السندوتش التي لا تشبع طفلاً ومعها قارورة صغيرة من الماء ليس إلا. صالح بن عبد الرحمن القاضي