تناولت الصحف قبل أيام تأكيد مجلس منطقة الرياض على أهمية التقيد بالتعاميم القاضية بمنع التدخين منعاً باتاً في كافة صالات مطارات المملكة الدولية والداخلية، وذلك لما للتدخين من أضرار بالغة على الفرد والمجتمع؛ حيث تؤكد كثير من الدراسات بأن التدخين أصبح مشكلة عالمية عامة تسبب آثاراً سلبية في شتى المجالات الصحية والنفسية والاقتصادية والاجتماعية.. كما تؤكد منظمة الصحة العالمية على ضرورة اتخاذ تدابير عاجلة لمكافحة التدخين؛ نظراً لأضراره المتعددة، بالإضافة إلى أنه يكلف العالم حالياً مئات المليارات من الدولارات سنوياً. إن أرقام المدخنين تُعد مخيفة، وتحتاج إلى بذل الكثير من الجهود في سبيل التقليل من المدخنين في المجتمع السعودي، ومن هنا فإن تأكيد مجلس منطقة الرياض على التقيد بهذه التعاميم أمر يسر ويبهج جميع أفراد المجتمع، ويظل أمل الجميع في تطبيق النظام ومعاقبة من يفعل ذلك من موظفي المطارات والمسافرين؛ لأن ما يحدث في المطارات يُعد مخجلاً بكل المقاييس.. إننا - للأسف - نرى أحياناً أحد موظفي المطار أو الجوازات أو غيره يدخن وفوق رأسه لوحة مكتوب عليها (ممنوع التدخين)، بل إنك ترى سحب الدخان في بعض مكاتب الخطوط السعودية.. إن مسؤولية العاملين في المطارات تعد كبيرة؛ لأنهم يعطون انطباعاً مبدئياً عن هذا الوطن وأنظمته؛ وبالتالي فإن عليهم الالتزام الكامل بهذه التعليمات والتقيد بها والدعوة إلى تطبيقها. أعتقد أنه لا بد من وضع أنظمة صارمة وعقوبات قوية على المدخنين في المطارات والأماكن العامة، والسعي بكل جدية لتطبيق النظام على الكبير قبل الصغير والالتزام به من جميع المواطنين والمقيمين والزائرين من مختلف الجنسيات.. إنه لا بد أن يكون هناك جزاءات رادعة على المدخنين في المطارات مع تنفيذها بحزم، والتأكيد في المقام الأول على موظفي المطارات بضرورة التقيد بالأنظمة، لكن يبرز هنا تساؤل وهو: ما هي الجهة المخولة بمنع ومعاقبة المدخنين المتهاونين؟.. وللإجابة على هذا السؤال، فإني أقترح استحداث إدارة متخصصة من خارج إدارات المطار؛ لتكون مسؤولةً عن متابعة هذه المخالفات، كما أنه من الممكن - من وجهة نظري - أن يُوكل تطبيق ذلك ومتابعته وفق لوائح محددة إلى جمعيات مكافحة التدخين ودعمها لتقدم برامجها التوعوية والتثقيفية الصحية لمكافحة التدخين في هذه الأماكن. إن مثل هذه القرارات الحضارية تثلج صدور الجميع، ويبقى الأمل في تعميمها؛ لأن المضحك المبكي هو انتشار التدخين في بعض المستشفيات، بل إن من يمارس التدخين في بعض الدوائر الحكومية هم المسؤولون ورؤساء الأقسام.. ومن هنا، يجب معاقبتهم لأنهم يجب أن يكونوا قدوة في التقيد بالأنظمة والتعليمات بدلاً من مخالفتها والاستهتار بها!. وأخيراً، فإننا ننتظر جميعاً إصدار تعليمات تقضي بالتشديد بمنع التدخين في المطاعم ومقاهي الإنترنت والأسواق المغلقة والباصات وسيارات الأجرة؛ وذلك لتجنب الأضرار الصحية وتقليل الخسائر البشرية والمالية.. كما ننتظر أن يقوم الإعلام بأنواعه المختلفة بمسؤوليته في التحذير من الدخان وبيان أضراره، وذلك من خلال عمل التحقيقات المختلفة في وسائل الإعلام المتنوعة.