شهدت مدينة الفلوجة أمس اشتباكات مسلحة متقطعة بين القوات الأمريكية وبعض المسلحين الذين ما زالوا يتحصنون ببعض الأحياء في المدينة. وذكر راديو سوا الأمريكي أن الاشتباكات بين الجانبين تركزت في الجزأين الشمالي والجنوبي من المدينة وبالتحديد في أحياء الجولان والوحدة والمعلمين. ودكت الطائرات المقاتلة الأمريكية مواقع المسلحين في الفلوجة وشوهدت ألسنة اللهب وهي تتصاعد من الأماكن التي تعرضت للقصف، كذلك واصلت القوات الأمريكية حملة التفتيش التي طالت معظم المنازل بحثاً عن مخابئ الأسلحة والمسلحين فيها. إلى ذلك أطلقت قوات مشاة البحرية الأمريكية المارينز في مدينة الفلوجة سراح مائة معتقل عراقي كانت اعتقلتهم قبل أيام. وكانت القوات الأمريكية قد أطلقت يوم (الجمعة) الماضي سراح نحو مائة وخمسين عراقياً قرب منطقة الصقلاوية كانت قد اعتقلتهم خلال هجومها على مدينة الفلوجة. وقال عدد من المطلق سراحهم إنهم اعتقلوا إثر خروجهم وعائلاتهم رافعين الأعلام البيضاء وتحدثوا عن تلقيهم معاملة سيئة أثناء فترة الاعتقال مثل البقاء دون طعام أو ماء لثلاثة أيام متواصلة إضافة إلى منعهم من النوم. من جهة أخرى صرح وزير الأمن الوطني العراقي قاسم داود بأن الحكومة العراقية المؤقتة قررت اعتماد العملية العسكرية التي يشنها الجيش الأمريكي بالتعاون مع وحدات من الحرس الوطني لملاحقة (الإرهابيين) في أي مدينة عراقية. وقال الوزير في تصريحات صحفية إن (الحكومة قررت العمل بتجربة الفلوجة في أي مدينة يسيطر عليها الإرهابيون ويقفون ضد سيادة الدولة). وأضاف (عملية الفجر التي نفذتها القوات العراقيةوالأمريكية ضد معاقل الإرهابيين والصداميين (نسبة إلى الرئيس المخلوع صدام حسين) في الفلوجة ستتكرر في مناطق أخرى من العراق إذا تأكدت الحكومة من وجود الإرهابيين). وقام الجيش الأمريكي بأوسع عملية عسكرية لملاحقة المسلحين في الفلوجة للأسبوع الثالث على التوالي مستخدماً المقاتلات الحربية والدبابات والمدفعية لدك معاقل المسلحين، حيث تفيد إحصائيات الجيش بسقوط نحو 1500 قتيل من المسلحين واعتقال نحو ألفين آخرين فيما فرَّ آخرون لمدن أخرى من بينها الموصل والرمادي والبصرة وتكريت وسامراء وبعقوبة. وكان وزير الداخلية العراقي فلاح النقيب قد أبلغ المجلس الوطني الانتقالي العراقي الاثنين الماضي أن وزارته وضعت خططاً لمتابعة المسلحين الذين فروا من الفلوجة إلى أماكن أخرى. وبدأ نحو خمسة آلاف جندي من القوات الأمريكية والبريطانية والعراقية أمس الأول هجوماً على معاقل المسلحين جنوبي بغداد في محافظة بابل وخاصة اللطيفية وجبلة واليوسفية والاسكندرية والتي يتخذها المسلحون منطلقاً لهم لتنفيذ عمليات مسلحة ضد القوات الأمريكية والبريطانية والحرس والشرطة العراقية واستهداف الشخصيات الشيعية العراقية. وما زالت الأوضاع الأمنية غير مستقرة في المدن ذات الكثافة السنية وخاصة بعقوبة وتكريت والموصل وكركوك والرمادي والفلوجة وبابل واللطيفية واليوسفية والاسكندرية والتي تشهد عمليات ينفذها مسلحون ويرد عليهم الجيش الأمريكي بقصف جوي وبالدبابات.