الزواج فريضة على كل إنسان متى ما استطاع إلى ذلك سبيلاً، وقد أوصى بذلك معلم هذه الأمة صلى الله عليه وسلم حيث قال: (يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج). ولكن مشكلة الزواج في بلادنا مشكلة كبيرة يواجهها المجتمع بغلاء المهور وطمع التجار والصعاليك. والحقيقة أنا أكتب هذا المقال وأنا متأثر بما روى لي أحد الأصدقاء بمشكلته التي يعاني منها منذ خمس سنوات تقريباً. وهو يبلغ من العمر سبعةً وعشرين عاماً، ولم يتزوج، فلما سألته عن سبب ذلك قال: حالتنا المادية ضعيفة، وراتبي ضئيل وأنا لي في وظيفتي هذه حوالي ست سنوات ومن بعد ما التحقت بهذه الوظيفة بسنة قررت أن أتزوج، فذهبت إلى عمي لأخطب منه إحدى بناته ولكن طلب مني مهراً كثيراً يعجز عنه التاجر وأصحاب الأموال الطائلة. ثم احترت في أمري، فلما سألته لماذا لم تذهب إلى غيره من الناس؟ قال: ذهبنا إلى الكثير من الناس ولكنهم منعونا بكثرة المهور فلاحظنا من ذلك يا أخي أنهم يتفاخرون بكثرة المهور ويضربون الأمثال بزواج فلان وبنت فلان وتجد كلامهم دائماً: (فلان دفع على بنت فلان مبلغ كذا وكذا) ولا ينظرون للقرابة ولا للنسب ولا للرجل وقيمته بل ينظرون للمادة وكم تدفع، علماً أن بعضهم طلبه للمهر الكثير ليس بسبب الفقر والحاجة بل للفخر. وأنا تأثرت كثيراً بما روى لي هذا الصديق علماً أن كثيراً من الشباب يعانون من المشكلة. فيا ولي الأمر لماذا تفعل هذا؟، ألم تعلم أن البركة والخير في قلة المهر كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (أعظم النكاح بركة أيسره مؤونة). فيبدو لي لم يكن هذا شرفاً للفتاة في غلاء مهرها وإنما شرفها في دينها وأخلاقها... فيا معشر الآباء، اتقوا الله في بناتكم وشبابكم ولا تنظروا إلى المادة فإنها زائلة ولكن انظروا إلى الدين والخلق حيث قال رسول الله صلى الله وسلم: (إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير). والحياة السعيدة هي مرتبطة بعدم كثرة المهر بعد الزواج لأن هذه الفتاة سوف تدفع الثمن وليس أحد غيرها.