أبقى الناخبون الأمريكيون الرئيس الجمهوري جورج بوش في البيت الابيض لولاية ثانية من أربع سنوات رغم الهجمات المتكررة لخصمه الديموقراطي جون كيري والتي تركزت على حصيلته في العراق وحربه ضد ما يسميه بوش الإرهاب. وتمكن بوش كذلك من الثأر لوالده الذي هزم في 1992 في ختام ولايته الأولى أمام الديموقراطي بيل كلينتون. وفي الثامنة والخمسين، حقق بوش رغم الغموض الذي احاط بنتيجة الانتخابات في اوهايو، فوزا أكثر سهولة بكثير مما حدث قبل أربع سنوات، وحصل على 3.5 ملايين صوت أكثر من منافسه. في حين انه في سنة 2000 كان منافسه آل غور متقدما عليه بنصف مليون صوت، لكنه تراجع بعد معركة قضائية حرمته من غالبية أصوات كبار الناخبين، مما ألقى ظلالا على الشرعية الشعبية لبوش. ولكن بوش يترأس اليوم بلدا منقسما حتى وان تمكن حزبه الجمهوري من تعزيز الغالبية التي يتمتع بها في مجلسي الشيوخ والنواب، ولكنه لم يحظ بأغلبية 60 مقعداً كانت ستتيح له الحصول بسهولة على موافقة مجلس الشيوخ على القضاة الفدراليين الذين يرغب في تعيينهم دون مواجهة معارضة الاعضاء الديموقراطيين. وسيتيح له فوزه كذلك تعيين عدد كبير من قضاة المحكمة العليا خلال السنوات الأربع المقبلة، وهي ميزة ستكون انعكاساتها بعيدة المدى بالنسبة للجمهوريين. وبإعادة انتخابه يكون بوش قد حصل على تأييد شعبي لقراره شن الحرب على العراق في اذار - مارس 2003 خلافا لرأي غالبية الأسرة الدولية. وبذل جون كيري كل ما في وسعه خلال الأسابيع الأخيرة من الحملة للتركيز على الفوضى السائدة في العراق حيث قُتل أكثر من 1100 جندي أمريكي منذ بداية الحرب. كما انتقد كيري خصمه لأنه لم يتمكن من القبض على أسامة بن لادن أو تصفيته، وقرر كيري خلال الأسابيع الأخيرة للحملة ان لا يجعل من الوضع الاقتصادي القاتم موضوعا أساسيا متهماً خصمه بأنه شن حربا سيئة، في المكان السيىء وفي الوقت السيىء، ولكن الأمريكيين قرروا الإبقاء على قائدهم في عز المعركة ومكافأة بوش على موقفه بعد اعتداءات الحادي عشر من أيلول - سبتمبر. وجاء ظهور بن لادن الجمعة الماضية في شريط مصور ليذكر الأمريكيين بعنف بحقيقة التهديد الإرهابي. وعلى الصعيد الدولي، أحبط فوز بوش آمال عدة عواصم كانت تأمل في التعامل مع ادارة اميركية تسعى الى المصالحة مع حلفائها. وعدا رئيس الوزراء البريطاني توني بلير ورئيس وزراء ايطاليا سيلفيو برلوسكوني والاسترالي جون هاورد والرئيس الروسي فلاديمير بوتين (الذي كان معارضا للحرب على العراق مع ذلك) كان القادة الباقون يأملون بفوز كيري. ومع بداية ولايته الثانية، سيتعين على بوش ان يتعامل مع مسألة الانتخابات العراقية الحساسة والمقررة في نهاية كانون الثاني - يناير. وكان كيري أكد خلال حملته انه سيكون قادرا على إقناع الأسرة الدولية بمزيد من التعاون مع الولاياتالمتحدة في العراق. ويعرف بوش ان المجتمع الدولي ليس مستعدا بعد للقيام بذلك من أجله في وقت تزداد الفوضى في العراق.