فاز الرئيس جورج بوش بولاية ثانية في انتخابات رئاسية قسمت الأمة التي تنازعها الخوف والغضب، لتتغلب وعوده بالقيادة العسكرية القوية على وعود منافسه جون كيري ببداية جديدة في العراق وأزمة البطالة. وبعد ليلة طويلة من احتساب الأصوات، اتصل المرشح الديموقراطي بمنافسه الجمهوري ليقر بهزيمة بعد تعنّت، واعترف بالتالي بخسارته الانتخابات. وكان معسكر الرئيس الأميركي المنتهية ولايته اعلن منذ صباح أمس، فوزه باول انتخابات رئاسية أميركية بعد اعتداءات 11 أيلول، قبل صدور النتائج، في خطوة فريدة لم يشهدها التاريخ الأميركي، لا سيما مع تعليق عمليات فرز الأصوات في ثلاث ولايات: أوهايو وآيوا ونيومكسيكو. ورفض الحزب الديموقراطي بدايةً الاقرار بالهزيمة، ليعود مرشحه السناتور جون كيري ويتراجع عن موقفه. وبعدما قضى الرئيس ليلته في البيت الأبيض برفقة عائلته بما فيها والده جورج بوش الذي فشل في 1992 في محاولة الفوز بولاية ثانية، على أن يدلي بتصريح في وقت لاحق أمس، خرج كبير موظفي البيت الأبيض اندرو كارد وأعلن انتهاء المعركة من دون انتظار نتيجة التصويت الاحتياطي وبالمراسلة. وقال كارد ان الرئيس الجمهوري يحظى بتقدم على خصمه "لا يمكن تخطيه احصائياً" في اوهايو، مضيفاً أن الرئيس المنتهية ولايته يريد إعطاء منافسه "الوقت للتفكير". وفاز بوش حتى يوم أمس، ب254 من أصوات الناخبين الكبار، في مقابل 252 لجون كيري، بينما يحتاج الى 270 صوتاً للفوز نهائياً. وإضافة الى ولاية أوهايو التي لها عشرون ناخباً كبيراً، ما زالت النتيجة في ولايتي نيومكسيكو 5 ناخبين كبار وآيوا 7 غير محسومة بعد، لا سيما أنه تقرر تأجيل فرز النتائج فيها حتى اليوم الخميس، بسبب الإرهاق الذي أصاب الموظفين وأعطال فنية طرأت. وأعلن المسؤول الاول عن الانتخابات في اوهايو كين بلاكويل ان اعلان النتائج النهائية للانتخابات في هذه الولاية سيستغرق 11 يوماً، مؤكداً انه "لا يمكننا التكهن بالنتائج". وأفادت تقديرات تتناول 99 في المئة من مراكز التصويت أن الجمهوري جورج بوش يتقدم على الديموقراطي جون كيري، إذ حصل على 737062 صوتاً 50.1 في المئة في مقابل 723018 صوتاً 49.1 في المئة لكيري. وحصل المرشح المستقل رالف نادر على 5707 أصوات 0.4 في المئة. وهذه النتائج لا تشمل الأصوات بالمراسلة. عقدة اوهايو وبينما بدا الرئيس الجمهوري أمس في موقع قوة للفوز بولاية ثانية ، وفوزه بأصوات فلوريدا ال27 في الهيئة الانتخابية التي حملته في عام 2000 الى المحكمة العليا مع منافسه آنذال آل غور، قرر سناتور ماساتشوستس اليوم الاستسلام، حيث يقدر الفارق بين المرشحين بنحو 145 ألف ناخب، في حين لم يتم بعد فرز 200 ألف بطاقة انتخابية والتأكد من صلاحيتها. وخلافاً للانتخابات السابقة، تفوق بوش بفارق 3.7 مليون صوت على الصعيد الوطني الشعبي وبنسبة 51 في المئة من أصوات الناخبين في مقابل 48 في المئة لكيري. ويبدو بوش في الثامنة والخمسين من عمره، زعيماً اكثر نضجاً وحنكة بعد تعرض الولاياتالمتحدة لاعتداءات 11 أيلول سبتمبر 2001 وقراره شن الحرب على العراق في آذار مارس 2003، ولم يقتنع الأميركيون بالهجمات المتكررة التي شنها جون كيري 60 سنة في شأن فشل بوش في القبض على أسامة بن لادن والصعوبات التي يلقاها في العراق. ونشرت وسائل الإعلام الأميركية صباح أمس نتائج استطلاعات أجريت عند خروج الناخبين من أقلام الاقتراع، مفادها أن التمسك بالقيم الاخلاقية التي عكسها بوش والخوف من وقوع اعتداء إرهابي جديد لعب لمصلحة الرئيس 85 في المئة وليس لمصلحة المرشح الديموقراطي 15 في المئة. كذلك خرج الحزب الجمهوري فائزاً بالانتخابات الاشتراعية التي أجريت بموازاة الرئاسية، وفاز بخمسة مقاعد إضافية في مجلس الشيوخ على حساب الديموقراطيين، بما فيها مقعد زعيمهم توم داشل، معززاً بذلك سيطرته على الجنوب ومواصلاً هيمنته على مجلس النواب.