هذا السؤال طُرح على سعادة مدير إدارة التربية والتعليم بمحافظة الخرج (سابقا) محمد بن عبدالعزيز الفواز فقال: ( حب العمل وإتقانه والإخلاص فيه يعتبر سمة تميز الشعوب المتقدمة ذات الحضارة، بل إن العمل المخلص هو أساس تقدم الأمم ورقيها، والأمة الإسلامية في سالف عصرها عرف ابناؤها بالنشاط والجد والبعد عن الكسل والإخلاص والإتقان لاعمالهم في كل المجالات صناعية أو تجارية أو زراعية أو غيرها، وذلك تنفيذاً لتعاليم دينهم الإسلامي العظيم حيث قال الله تعالى:{وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ} (105) سورة التوبة، وقال - صلى الله عليه وسلم -:( مؤمن عامل خير من عابد)، وقال - صلى الله عليه وسلم - :( إن الله يحب أحدكم إذا عمل عملاً أن يتقنه) وقال - صلى الله عليه وسلم -:( أطيب ما أكل الرجل من كسبه)، ومن أجل ذلك تفوق المسلمون على غيرهم وعظمت دولتهم، ونشروا العلم والحضارة بعد أن نشروا الإسلام في كل بلاد فتحوها.واليوم نرى الأمم المتقدمة هي التي يهتم شبابها بالعلم والبعد عن البطالة وإضاعة الوقت، ونلمح الشعوب في سباق للتحصيل والإنتاج، وأملنا في أن يكون شبابنا في مقدمة السباق، ولا شك أن الدور الأعظم في تحقق ذلك يقع على عاتق الآباء والمعلمين بأن يغرسوا حب العمل في نفوس الناشئين منذ نعومة أظفارهم وذلك عن طريق: 1- أن يكونوا قدوة صالحة لهم في الجد والإخلاص والمثابرة والإنتاج والالتزام بالمواعيد في أوقاتهم. 2- أن يعودوهم منذ الصغر على الاعتماد على النفس والقيام بالأعمال التي تناسب أعمارهم. 3- أن يعملوا على تحقيق هذا الهدف في المدرسة عن طريق النشاط التربوي (الاجتماعي، الفني، الكشفي،..) ففي هذه النشاطات تنمية لحب العمل والتعاون وبناء الشخصية. 4- أن يقوم المرشدون في المدارس بدورهم الكبير في تبصير الطلاب وتنمية اتجاهاتهم نحو الأعمال المهنية وإبراز ايجابياتها وإيضاح حاجة مجتمعنا لأيد ماهرة وطنية تقوم بها بدلاً من الأيدي الأجنبية.وفي الختام أتمنى أن يحقق الله الآمال لأبنائنا الطلاب، وأن يوفقهم للنهوض بمستقبل أمتهم.. إنه على كل شيء قدير). انتهى. قلت: فهل يدرك الآباء والمعلمون والمرشدون أهمية دورهم في غرس حب العمل وإتقانه والإخلاص في نفوس الناشئة؟ لا سيما وبلادنا بحاجة ماسة إلى الأعمال المهنية والعلوم التطبيقية واستغلال كل دقيقة من حياة الشباب في التحصيل والتدريب والإنتاج، وهم بمشيئة الله جديرون بذلك، والله الموفق لذلك.