تناولت العديد من الدراسات (صيام رمضان) على الأصحاء بتقدير القياسات الفسيولوجية، ودراسات قليلة فقط هي التي تناولت التحكم في أيض داء السكري غير المعتمد على الأنسولين أثناء رمضان، وقد قاد الاهتمام لصيام مرضى الداء السكري غير المعتمدين بعض الباحثين إلى إجراء دراسة هندية قدمت في المؤتمر العالمي للصحة ورمضان في كازبلانكا على المرضى الصائمين وأوصت باستخدام حميات معينة، كما أوصت تأثير هذه الأغذية (الجدول أ) على قياسات الدم، ضغط الدم الانقباضي والانبساطي، كوليسترول الدم، والجليسريدات الثلاثية (الدهون) ارتباط الجلوكوز بالجزء (1) من الهيموجلوبين والسكر عند الصائم، وبعد العشاء، وبعد الافطار والسحور، وخلصت هذه الدراسة إلى أن مرضى السكر غير المعتمدين على الأنسولين ولا يمارسون الرياضة والأحماء (من غير أي مرض آخر) يمكنهم الصيام بأمان في شهر رمضان تحت اشراف طبي دون أن تسوء حالتهم المرضية، بل هناك احتمال لبعض التأثيرات النافعة والتي قد تبقى حتى بعد انقضاء شهر الصيام إذا حافظوا على سلوك تغذوي سليم. كما أنه يجب الاستفادة من هذا الشهر الكريم عن طريق المحاولة في نقص الوزن والحماية من حدوث زيادة في الوزن أو السمنة لأنه فرصة جيدة للحد من هذه المشكلة (البدانة) مشكلة العصر، حيث تعتبر هي العقبة الأولى للعديد من الأمراض إذ إن عن طريق المحافظة على نوع وكمية الطعام المتناول سوف نستطيع بإذن الله الحد من كمية الطاقة المستهلكة، وأقصد بنوع الطعام مثل الطعام المقلي حيث للأسف الشديد تكثر المقليات والمعجنات في هذا الشهر والحديث ل(د. رشود عبدالله الشقراوي أستاذ التغذية المشارك)، لذلك يجب الحد منها والحرص على استخدام أقل كمية ممكنة. كذلك يجب الحرص على الرياضة لما لها من فوائد جمة في الحد من البدانة وعلاج ترهل الجسم في حالة نزول الوزن، ولا بد من الحرص على تناول كميات من الماء والعصائر في المساء لتعويض الماء والسوائل أثناء النهار. وأقام قسم الأغذية مؤخرا دراسة على مجموعة من الأفراد البدناء من جامعة الملك سعود لمعرفة تأثير الصيام خلال شهر رمضان على مكونات الجسم من لحم أحمر وعضلات ودهون، حيث تم إجراء قياسي للوزن والطول وتقدير كمية اللحم الأحمر والعضلات وكمية الدهون والماء الكلي بالجسم مثل الصيام مباشرة وعلى فترات على خمسة أيام، حيث تم الحصول على نتائج تشير إلى انخفاض متوسط الوزن الكلي للعينة من (82 كجم) إلى (77 كجم) أي انخفاض كلي في الوزن بنسبة (6%) خلال الخمسة عشر يوما الاولى من شهر رمضان، وكان معظم هذا النقص في كمية الدهون حيث انخفض متوسط الدهون للعينة من (24 كجم) إلى (22 كجم) أي بنسبة (8%) من وزن الدهون الكلي، وحدث انخفاض في اللحم الأحمر العضلات ولكن بنسبة قليلة، فقد انخفض اللحم الأحمر من (58 كجم) إلى (56 كجم) أي بنسبة (3%) فقط، ولكن عند مقارنة كمية اللحم الأحمر والعضلات بعد الصيام بالوزن بعد الصيام غير أن نسبة اللحم الأحمر تكون (73%) من وزن الجسم. أما قبل الصيام فكانت النسبة للحم الأحمر والعضلات كما وزن الجسم (70%) أي أن نسبة اللحم الأحمر العضلات في الجسم زادت بنسبة (2%) أما نسبة الدهون بالنسبة لوزن الجسم قبل الصيام فكانت (29%) وبعد الصيام وصلت إلى (28%) أي أن الصيام يخفض من كمية الدهون الكلية في الجسم ويزيد من كمية اللحم الأحمر - العضلات أيضا تزيد كمية الماء الكلية في الجسم بعد الصيام وذلك نظرا لانخفاض كمية الدهون وزيادة كمية اللحم الأحمر، ولا بد للحم الأحمر (العضلات) من احتوائها على كمية أعلى من الماء عن الكمية الموجودة في الدهون فيؤدي ذلك إلى زيادة ملحوظة في كمية الماء في الجسم. وأشارت النتائج ايضا إلى انخفاض نسبة محيط الوسط إلى محيط الارداف، وهذه النسبة مهمة جدا حيث ان زيادة هذه النسبة في الرجال تعطي دلالات على تعرضهم للعديد من الامراض مثل أمراض القلب وتصلب الشرايين وأمراض السكري، فهناك علاقة طردية بين ارتفاع هذه النسبة وزيادة انتشار هذه الامراض ولذلك ننصح دائما باتباع الأسس الغذائية السليمة، مع تمارين مناسبة مما يكون له عظيم الأثر على الصحة والنفس وتناسق الجسم والحد من البدانة. وأوضحت الدكتورة رشود استاذة التغذية المشارك أن على مرضى السكري اتباع الآتي في رمضان: * على مرضى السكري ذوي التحكم الضعيف في التمثيل الغذائي الابتعاد عن التمارين الرياضية بسبب زيادة مخاطر احتمال نقص السكر الحاد في الدم. * وبما أن المشكلة الرئيسية الكبرى أثناء وبعد التمارين عند مرضى السكر هي نقص السكر في الدم فعليهم مراقبة مستويات جلوكوز الدم مراقبة دقيقة أثناء التمارين وبعدها. * وعليهم أن يوفروا جلكوزا أو سكراً معهم كما عليهم إخبار أقاربهم وأصدقائهم بأنهم مصابون بالداء السكري وإعطائهم محلولاً سكريا او قطعة سكر في حالة تغير سلوكهم أو سقوطهم (اغماء) لا قدر الله. * وأثناء شهر رمضان لا بد من الالتزام بحمية منظمة وتفادي زيادة الكربوهيدرات والدهون بقدر الامكان. وأن يكون غذاؤهم كما في الجدول. * ولا بد من تناول عدة وجبات صغيرة بعد الافطار بدلا عن وجبة واحدة أو اثنتين كبيرة أو كبيرتين وعليهم أن لا ينسوا بأنهم مرضى عندما يدعون إلى ولائم الافطار في مجتمعهم. * وعليهم أن يفطروا على التمر أو العصير، وقياس السكر مباشرة بعد ذلك ومن ثم تناول العلاج ومواصلة الافطار والعشاء المنتظم والمتحكم في سعراتهما وعليهم الاَّ ينسوا السحور. * وعليهم أيضاً أن يختبروا مستوى السكر في الدم قبل صلاة العشاء وإذا كان أكثر من (250 ملجرام) - دل يلزمهم تخفيض المتناول من طعام العشاء بمقدار (20%) في اليوم التالي. * وبعد صلاة التراويح وقبل النوم عليهم أخذ وجبة خفيفة لا يزيد محتواها على(100) سعر. * وقبل تناول السحور وجبة الصباح، عليهم قياس مستوى السكر في الدم إذا كان أكثر من 200 ملجرام - دل عليهم تقليل وجبة السحور بمقدار (20%) إذا كان السكر أكثر من (350 ملجرام) - دل عليهم ألاَّ يصوموا لأن الجفاف قد يسبب كيتوسيس الداء السكري أي (لجمع الاجسام الكيتونية في الدم).