شهر رمضان المبارك شهر الصيام والقيام وشفاء الأسقام سنسلط الضوء في هذه المقالة على داء السكري وأثر الصيام على مرضى السكري ولابد أن نعرف أن هناك فئة من مرضى السكري وفقهم الله عز وجل لضبط السكر وتطبيق طرق العلاج كما ينبغي وبذلك تجنبوا مضاعفات هذا الداء وقد تعايشوا معه جيدا وهناك فئة أخرى مازالوا يعانون من ارتفاع أو انخفاض في مستوى السكر في الدم ونتمنى ان يكون هذا الشهر الفضيل بداية الخير لنا ولهم. د. حافظ دراج بدايةً، يعرّف داء السكري على أنّه حالة مرضية مزمنة تتميز بارتفاع معدل السكر في الدم عن المعدل الطبيعي أي (70 – 100) ملغم، ويحدث ذلك إما نتيجة عجز البنكرياس التام عن افراز الإنسولين وهو مايسمى بالنوع الأول من السكري والذي عادة مايصيب صغار السن أو يحدث نتيجة نقص إفراز هرمون الأنسولين أو عدم فعاليته بسبب تعطل مستقبلاته في خلايا الجسم وهو مايسمى بالنوع الثاني من السكري وغالباً ما يصيب الكبار. وعلى ضوء ذلك فإنّ هناك من المرضى من يخشى عليهم من الصيام ولا ينصح بصيامهم وهم: 1- مريض السكر الذي لم يتجاوز الرابعة عشرة من عمره. 2- مرضى السكر الهش أو غير المستقر الذي يستدعي مراجعة الإسعاف أو التنويم. 3- مريض السكري المصاب بأمراض القلب أو الكلى. 4- الحوامل المصابات بالسكري. وأما إذا أراد مريض السكري الصيام فيجب عليه الآتي: 1- استشارة الطبيب المعالج في كيفية ضبط العلاج وعمل حلول للمشاكل والمضاعفات المتوقعة وأيضا معرفة وسيلة الاتصال المتاحة. 2- المحافظة على كمية الطعام اليومية ومراجعة المختص بالتغذية وبالتالي تقسيم هذه الكمية إلى وجبتين رئيسيتين هما الفطور والسحور ووجبة ثالثة خفيفة بين الوجبتين وعلى المريض التعود على بدء الإفطار بوجبة خفيفة والبدء بالتمرة وسلطة خضار والشوربة وتأجيل الوجبة الرئيسية قليلا مع التأكد من احتواء الوجبة الرئيسية على المواد المتوازنة من النشويات والبروتينات والدهون، وننصح أيضا بتناول أصناف الفاكهة التي تحتوي على السكريات البسيطة سهلة الهضم بدلا من الحلويات لأنها تعمل على رفع نسبة السكر بطريقة يعجز الجسم من التجاوب معها وللمريض تناول بعض الحلويات شريطة أن تكون محسوبة من النظام الغذائي المتبع ولا تكون زيادة غير محسوبة.أما المصابون بالسكري مع ضغط الدم المرتفع والدهنيات والكولسترول المرتفعة فيمكنهم انتهاز فرصة الصيام في التقليل من مستويات الكولسترول في الدم وذلك عن طريق الاعتدال في تناول الدهون المشبعة ذات المصادر الحيوانية والتقليل من تناول اللحوم الحمراء والتركيز على اللحوم البيضاء. 3- تأخير وجبة السحور إلى ما قبل الإمساك فجرا يقول الرسول صلى الله عليه وسلم (لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطور وأخروا السحور). 4- يجب الإكثار من تناول الماء في وقت الإفطار لتجنب الجفاف. 5- مزاولة النشاط والعمل اليومي كالمعتاد مع تجنب الإجهاد وقت الظهيرة. 6- في حالة حدوث هبوط- انخفاض في مستوى السكر في الدم أو الشعور الشديد بالجوع ، التعرق، الرجفة، الدوخة، الزغللة في العينين وقد تتطور هذه الأعراض إلى الغيبوبة ففي هذه الحالة على المصاب الإفطار فورا حتى وان كان ذلك قبل أذان المغرب بقليل وعليه تناول كأس عصير محلى متبوعا بوجبة تحتوي على كمية من النشويات المعقدة كالخبز وفي حالة الإغماء يعطى حقنة الجلوكاجون في العضل وينقل إلى أقرب مستشفى. 7- تحليل السكر في رمضان للمريض هو حجر الزاوية وتأتي أهميته لأنه يحدد استمرارية الصيام من عدمها فيفضل عمل تحليل السكر مرتين أثناء فترة الصيام على الأقل مثلا الساعة التاسعة صباحا والساعة الثانية ظهرا بالإضافة إلى قبل الإفطار وقبل السحور ويجب التأكد أن مستوى السكر غير منخفض أثناء الصيام. 8- مشاركة الأهل والأصدقاء للمريض في برنامجه العلاجي أثناء رمضان مهمة جدا مع تجنب السهر فيما لا فائدة فيه . وهذه نصائح عامة لطرق ضبط علاجات السكري أثناء الصوم مع ضرورة التأكيد على أن تتم تحت اشراف طبيبك: * مرضى يعتمدون على جرعتين من الأنسولين مكونتين من العكر طويل المفعول والصافي قصير المفعول والكمية الأكبر تعطى في الصباح أي قبل طعام الفطور والكمية الأصغر تعطى قبل طعام العشاء وذلك في الأيام الاعتيادية، ولكن في رمضان نعطي جرعة الصباح الكبيرة قبل الإفطارمع أذان المغرب أما جرعة المساء فنعطيها قبل السحور وعادةً في البداية مايتم تخفيضها إلى النصف وخاصة العكر لتجنب الهبوط أثناء الصيام وعمل تحاليل السكر المنزلية ضرورية للمساعدة في تحديد مقدار الجرعة فيما بعد. * مرضى يعتمدون على العلاج المكثف بالإنسولين ويتم عبر اعطاء المريض نوعين من الإنسولين طويل المفعول وقصير المفعول أما طويل المفعول فيعطى في الأغلب مرة واحدة فقط مثل اللانتوس والليفمر (وفي رمضان يعطى عادة قبل الإفطار) وهذا النوع أكثر استقرارا وفعالية ولا يسبب هبوطا حادا في السكر أثناء النوم ولا خلال فترة الصيام أما الإنسولين سريع قصير المفعول مثل الأسبارت فيعتمد في اعطائه على تناول الوجبات أي قبل تناول الوجبات مباشرةً (وفي رمضان يعطى قبل الفطور والسحور وقبل وجبة منتصف الليل إن وجدت). * مرضى يعتمدون على مضخة الانسولين وهي سهلة الاستخدام أثناء الصيام وأيضا هناك مرونة في التحكم في كمية الأنسولين المعطاة فمن الممكن لنا تغيير برمجتها أثناء رمضان وذلك باستشارة الطبيب وغالبا ما يصل الضخ المستمر أثناء نهار رمضان الى نصف مقدار الضخ في الأيام العادية أو أقل، وأحيانا وفي حالة الهبوط يتم إيقافها لفترة من الزمن وبالتالي يستطيع المريض إكمال الصيام. * مرضى يعتمدون على الحمية فقط ولا يأخذون الأقراص الخافضة للسكري فهؤلاء يمكنهم الصيام وغالبا الصوم يساعد كثيرا على الحمية والتعود عليها واستمراريتها في المستقبل. * مرضى يتناولون قرصا واحدا من الأقراص الخافضة للسكري فهؤلاء يمكنهم الصيام شريطة أن توزع كميه الطعام على الفطور والسحور ويكون القرص قبل الإفطار مباشرة. * مرضى يتناولون قرصين من الأقراص الخافضة للسكري وهؤلاء أيضا يمكنهم الصيام بأخذ القرص الأول قبل الإفطار ويؤخذ القرص الثاني (بعد تخفيض الجرعة) قبل السحور. وأخيراً نسأل الله العفو والعافية والمعافاة الدائمة. * قسم الأطفال برنامج الغدد الصماء والسكري