حذر استشاري الغدد الصماء والسكري ومدير مستشفى الثغر العام بجدة الدكتور ناصر بن رجا الله الجهني، مرضى السكري من الإكثار من تناول الحلويات والدهون والمقليات بعد الإفطار لأن التناول الزائد يؤدي إلى زيادة السكر والوزن، وضرورة استمرار ممارسة الأعمال اليومية المعتادة وتجنب الأعمال الشاقة أثناء النهار وخاصة بعد الظهر مع ممارسة الرياضة أثناء الليل، والحرص على تناول كمية كافية من السوائل عند السحور وتأخير السحور لتفادي انخفاض السكر بالدم، والمواظبة على قياس معدل السكر بالمنزل باستمرار خلال الصوم عن طريق استخدام جهاز قياس السكر بالدم المنزلي (تحليل الدم لا يفسد الصيام) وخاصة الذين يستخدمون حقن الأنسولين قبل وبعد تناول وجبات الإفطار والسحور بساعتين أو إذا شعر المصاب بأعراض انخفاض السكري بالدم، وإذا شعر المصاب في أي من أعراض انخفاض نسبة السكر بالدم يجب قياس نسبة السكر بالدم عن طريق استخدام جهاز الفحص المنزلي إذا كان قادرا على فعل ذلك وإذا لم يستطع عمل التحليل أو إذا كان السكر منخفضا (أقل من 70 ملجم لكل دسل) حيث يجب كسر الصيام والإفطار فورا بتناول نصف كاس عصير فواكه أو 3 مكعبات سكر أو قطع حلوى مع التحليل المتكرر لمعرفة تركيز السكر بالدم. وأوضح أن معظم مرضى السكر بإمكانهم الصيام ولكن بعد استشارة الفريق الطبي المعالج، حيث تعتمد مقدرة المريض على صيام شهر رمضان على نوع داء السكري ونوع وعدد جرعات العلاج ومستوى السكر بالدم ومدى وجود مضاعفات لداء السكري أو أمراض أخرى مصاحبة. وأشار إلى أن فترة الصوم تمتد من الفجر وحتى غروب الشمس (تقريبا 15 ساعة) وهذا بدوره يؤدي إلى تغيير في النظام الغذائي خلال رمضان ويتمثل عادة بتناول وجبتين رئيسيتين أثناء الفطور والسحور وغالبا ما تكون وجبة الإفطار غنية بالدهون والسكريات البسيطة مثل تناول كميات كبيرة من التمر والعصائر والحلويات والمقليات مما يؤدي إلى زيادة في الوزن وزيادة نسبة السكر بالدم مع زيادة النشاط البدني أثناء الليل وقلته أثناء النهار وهذا بدوره يؤدي إلى تعديل جرعات الأدوية لتفادي الانخفاض الشديد أو الارتفاع المفاجئ لمستوى السكر في الدم خلال الصوم. وحول صيام المصابين بالنوع الثاني من داء السكري قال: النوع الثاني لداء السكري هو الأكثر شيوعا فعادة يكون مرتبطا بزيادة الوزن ويحدث في البالغين وكبار السن، وحوالى 80% من المصابين بالنوع الثاني يستطيعون الصيام إذا كانت نسبة السكر بالدم مستقرة ومسيطر عليها بتناول الأدوية عن طريق الفم أو الحمية الغذائية أو جرعات منخفضة من حقن الأنسولين، وهناك شريحة أخرى من المصابين بالنوع الأول من داء السكري ويعالجون بمضخة الأنسولين وهذه الفئة يستفيدوا من الصيام عن طريق موازنة كل من الغذاء مع الدواء، والتمارين الرياضية واتباع جرعة الدواء الموصوف وإنقاص الوزن إذا كان زائدا لتفادي مخاطر السمنة وتحسين معدلات الدهون الثلاثية والكوليسترول في الدم والطبيب يقدر العلاج المناسب لكل حالة على حدة. وأكد أن الفئات الممنوعين من الصيام ومخاطر الصيام المحتملة عليهم هي فئة المصابين بالسكري ذوي الاحتمالات الكبيرة جدا للمضاعفات الحادة الخطيرة أثناء الصوم والذين لا ينصحون بالصيام -حسب اتفاق رأى علماء الطب والدين- ويشمل المصابين بالنوع الأول من داء السكري المعتمدين على الأنسولين المكثف ومن يعانون من حدوث هبوط السكر الشديد أو المتكرر أو حدوث الغيبوبة السكرية (الحماض الكيتوني) خلال الأشهر الثلاثة التي تسبق رمضان أو الأمراض الحادة الأخرى المرافقة للسكري أو من يعانون من فشل كلوي ويجرى لهم غسيل كلى أو من لديهم اعتلال القلب وأمراض الشرايين الكبيرة غير المستقرة والسكري أثناء الحمل ويعالجون بحقن الأنسولين وهذه الفئة معرضون لمضاعفات السكري الحادة مثل انخفاض أو ارتفاع نسبة السكر بالدم أثناء الصوم أو زيادة احتمال حدوث حماض دم كيتوني أو جفاف.