بلال أبودقة - الوكالات: استشهد ثلاثة فلسطينيين بينهم أب وابنه برصاص القوات الإسرائيلية في إطار المذبحة التي تنفذها هذه القوات منذ أكثر من أسبوع، والتي يتوقع لها الاستمرار بعد أن نالت اسرائيل ضوءاً أخضر من الولاياتالمتحدةالامريكية في شكل فيتو منها حال دون صدور مشروع قرار يطلب من اسرائيل وقف المذبحة، في وقت اعترفت فيه اسرائيل بان خطة شارون من غزة تستهدف وقف عملية السلام وإحباط أي مساع لإقامة الدولة الفلسطينية وان الولاياتالمتحدة تبارك هذه الخطة. فقد أعلنت مصادر طبية فلسطينية ان ثلاثة فلسطينيين قتلوا ليل الثلاثاء الأربعاء بقذائف دبابات اسرائيلية في منطقتين بشمال قطاع غزة.. وقال المصدر ان والداً وابنه، حمدان وحمودة عبيد (58 و25 عاماً على التوالي) تمزقا بقذيفة دبابة في جباليا بشمال قطاع غزة حيث جرح أيضا فلسطينيان آخران. وكانت مصادر طبية فلسطينية أعلنت قبل ذلك بقليل ان فتى فلسطينياً هو عبدالله قحمان (17 عاماً) قتل وجرح عشرة فلسطينيين آخرين بينهم ثمانية أطفال بقذائف دبابات اسرائيلية في بيت لاهيا بشمال قطاع غزة. وأوضحت ان ثلاثة من الجرحى وبينهم طفل يبلغ من العمر سبعة أشهر، أصيبوا بجروح بالغة.. فقد أصابت قذيفة اسرائيلية منزلاً كانت تنام فيه أسرة مما أسفر عن جرح عشرة أطفال تتراوح أعمارهم بين ستة أشهر و12 عاماً بعضهم إصاباتهم خطيرة. وأفاد شهود عيان فلسطينيون، من جهة أخرى، أن القوات الاسرائيلية تقدمت إلى عمق المنطقة وسيطرت على عدد من المباني المجاورة لمخيم جباليا للاجئين الفلسطينيين وعلى منطقة قريبة من بيت لاهيا.. وأوضحوا ان القوات الاسرائيلية تقدمت أيضا باتجاه بيت حانون إلى أقصى الشمال. وبالنسبة للانفجار الذي سمع من قبل في المنطقة انما ناجم عن عبوة فجّرها ناشطون فلسطينيون لدى مرور دبابة اسرائيلية، حسب ما أفاد شهود فلسطينيون. ورداًَ على سؤال لوكالة فرانس برس، أوضح الجيش الاسرائيلي ان الانفجار ناجم عن صاروخ مضاد للدبابات أطلق من منزل في جباليا ضد إحدى دباباته. وزعم ان الدبابة لم تصب وان طاقمها رد باطلاق قذيفة باتجاه المنزل الذي أطلق منه الصاروخ ولكنه لم يؤكد ولم ينف تقدم القوات الاسرائيلية في هذه المنطقة. وبالاضافة إلى ذلك، قام الجيش الاسرائيلي بعملية توغل جديدة في خان يونس بجنوب قطاع غزة حيث دمّر منزلاً، حسب ما أفادت مصادر أمنية فلسطينية. ومن جانب كشف قال مستشار كبير لرئيس الوزراء الإسرائيلي في حديث نشر أمس الأربعاء إن الخطة الإسرائيلية الأحادية الجانب للانسحاب من بعض الأراضي المحتلة والاحتفاظ بالبعض الآخر تحول للأبد وبمباركة الولاياتالمتحدة دون قيام دولة فلسطينية.. وقال دوف فايسجلاس مدير مكتب شارون: المغزى من خطتنا لفك الارتباط هو تجميد عملية السلام.. وأضاف: إن الخطة الاسرائيلية توفر المناخ الضروري حتى لا تصبح هناك عملية سياسية مع الفلسطينيين. وأبلغ فايسجلاس صحيفة ها ارتس اليومية زعمه ان استمرار العنف الفلسطيني هو المسؤول عن غياب العملية الدبلوماسية، بينما الحقيقة ان الهجمات الاسرائيلية هي التي تحبط جهود وقف إطلاق النار بينما يسعى رئيس الوزراء الاسرائيلي للاحتفاظ بتجمعات استيطانية كبيرة في الضفة الغربية. وقال فايسجلاس للصحيفة عندما نجمد العملية فإننا نمنع إقامة دولة فلسطينية.. كل هذا الأمر المتعلق بإقامة دولة فلسطينية بكل ما يستلزمه قد حذف لأجل غير مسمى من جدول أعمالنا. وأضاف: وكل هذا بمباركة رئاسية.. مشيراً إلى موافقة الرئيس الأمريكي جورج بوش في ابريل نيسان الماضي على خطة شارون للانسحاب من قطاع غزة بحلول عام 2005 مع الإبقاء على أجزاء كبيرة من الضفة الغربية تحت الاحتلال مما يبطل خارطة الطريق.