تعقيباً على ما ينشر في صحيفة الجزيرة من مواضيع تتعلق بالتربية والتعليم أقول يعاني الطالب في المملكة وفي كثير من المدارس وخاصة الحكومية من عدم الاستفادة من حصة النشاط في مدرسته التي تعينه على اكمال يومه الدراسي دون ملل، فهي حصة تعتبر من الأوقات التي تخرج الطالب عن الروتين اليومي. وقد ثبت ان الكثير من دول العالم تعلم طلابها بعض الحرف والمهن المفيدة مما نتج عنه نتائج جيدة في ارتفاع مستوى التحصيل لدى هؤلاء الطلاب. من هذا المنطلق وددت ان أعبر إلى نقطة مهمة ألا وهي كيفية استغلال مشرف النشاط المدرسي في أي مدرسة يوم هؤلاء الطلاب بما ينفعهم، دعونا نضرب أمثلة على ما يحدث في مدارسنا من الأنشطة التي يطبقها مشرفو النشاط: يتم التركيز على الزيارات الميدانية ولكن ما هي الجهة التي تتم زيارتها؟؟ دعونا نرى.. تكون إما إلى مصنع مرطبات أو مصنع بلاستيك أو إلى شركة كبرى لإنتاج المواد الكيميائية وهكذا.. الزائر طالب ما زال الطريق أمامه طويلاً وأحلامه وطموحاته محدودة حسب سنه، يخرج من هذه الزيارة فقط باعلام والديه بأنه قام برحلة إلى المصنع الفلاني وما هي النتيجة .. لا شيء.. ولكن ماذا لو تم استغلال هذا الوقت بما يستفيد منه الطالب فيما يحتاجه ويتعلم ما ينفعه سواء كان صغيراً أو كبيراً.. ينفع به نفسه وينفع به أسرته؟ سنضرب مثالا على هذا بعض الأنشطة التي حتما ستكون أنفع من زيارة مصنع للبتروكيماويات فيه من الآلات الحديثة ما لم يستطع العرب أجمع صناعة مثيل لها. ماذا لو كان هذا اليوم في أحد البناشر يتعلم فيه الطالب كيفية اصلاح بنشر السيارة بحيث يتم اعلام الأسرة بذلك ليستعد الطالب بملابس مناسبة خاصة بذلك. ماذا لو كانت الزيارة الأخرى لأحد مراكز بيع التمور وإعلام الطالب الكيفية الصحيحة لتخزينه.ماذا لو كانت الزيارة التالية لأحد مراكز بيع وصيانة الحاسب الآلي لتعلم كيفية فك وصيانة الحاسب وكيفية تنظيفه مع معرفة الحديث في هذا المجال.ماذا لو كانت واحدة من هذه الزيارات لأحد مراكز الصيانة المنزلية يتعلم فيها الطالب ما يناسبه من صيانة منزل أسرته ومعرفة كيفية اصلاح ما يمكن اصلاحه. قد يقول البعض ان ذلك يتطلب وقتاً، أقول ما المانع من التعاون مع هذه الجهات في اقامة مثل هذا النشاط التعريفي داخل أروقة المدرسة؟ وأجزم بأن الكثير من أصحاب هذا القطاع ليس لديهم مانع من تعليم أبنائنا ما ينفعهم. هذه أمثلة بسيطة أردت فقط أن ألفت فيها نظر مشرفي النشاط الطلابي في المدارس لنقطة معينة ألا وهي التفكير الجاد بمدى استفادة الطالب من الزيارة لأماكن قد لا تناسب عمره بل يرجع منه بخفي حنين وعدم التفكير فقط بإعلام المرجع بأن هذه المدرسة قد قامت بنشاط، فالطالب أمانة وأظنكم أنتم أهل لهذه الأمانة.