اعتقدنا جميعاً بأن المصائب السوداء"تُعلمنًا دروساً"، لكننا أيقنا وتأكدنا أخيراً بأننا فعلاً لا نتعلم، والدليل بقاء بعض الأوضاع كما هي عليه، فلا تطور حدث، ولا إصلاح لمسناه هنا أو هناك.پ كنت أعتقد"خاطئة"بالطبع بأن بعض مديرات المدارس يحجمنپعن طلب المعونة المباشرة"لتحرجها مثلاً من التحدث مع رجال، وكنت أستغرب عن السبب لأن المديرة نفسها هي التي تتحدث مع البواب أو المراسل"، فما المانع إذن أن تطلب المعونة المباشرة، ولم أكن پأتخيل مطلقاً بأن هناك أمراً معمولاً به ويعرض من تخالفه إلى المساءلة حتى لو كانت تحاول إنقاذ حياة زهور لا ذنب لها سوى أنها وجدت نفسها في بيئة تعليمية تعتبرها"خطيئة متحركة"ومشروع هروب مبرمج، ينتظر أن تجد الباب موارباً"لتهرب"! وما زلت محتارة، وأتساءل ماذا لو حدث حريق واتصلت المديرة على المسؤول ووجدت جواله مغلقاً أو موجوداً أو موجود بلس؟ ماذا لو كانت المديرة غائبة والهاتف الوحيد المتوفر في المدرسة في غرفتها؟ ماذا لو كانت المعلمات لا يعرفن رقمه، على أساس أننا لا نستخدم ولا نعرف ثقافة الاحترازات وكتابة أرقام الطوارئ والشرطة وغيرها في لوحات مخصصة ليسهل الاتصال عليها عند الضرورة؟ ماذا لو كانت الشبكة في ذلك الوقت لا تلتقط الاتصالات ولا تستقبلها؟ ماذا تفعل المديرة بهذه اللحوم البشرية المعرضة للحرق أو للاختناق أو حتى الموت من جراء التدافع المتوقع؟ نحن حتى اليوم لا توجد لدينا حصة توعية عملية أو حريق افتراضي، پنحن حتى اليوم، باستثناء بعض المدارس الأهلية، لم نقم بتعليم الطالبات كيفية التصرف في الحالات الطارئة! نحن حتى اليوم لا توجد لدينا دروس للإسعافات الأولية لا للمعلمات ولا للطالبات. نحن حتى اليوم في مدارسنا المكتظة بالإداريات لا توجد وحدة طبية فيها طبيبة وممرضه تتوفر لديهن الإسعافات والتجهيزات الأولية الضرورية! نحن حتى اليوم لا نعرف كيف نساعد تلميذة أصابتها نوبة صرع مفاجئة سوى بسكب الكولونيا على أنفها أو جسدها. لا نعلم حتى اليوم أهمية وضع شيء ما في فمها للحفاظ على لسانهاپخوفاً عليها من أن تقطعه بأسنانها أو لئلا تختنق به. الحقيقة لا أستغرب، فالإعلان الذي يبرز طفلاً في التاسعة من عمره يطير إلى أمه فرحاً بتعلمه اليوم درساً عن كيفيه"غسيل الأيدي"هو إعلان يبرز بذكاء عن المهارات المتعلمة في المدارس بعد استثناءپ كيفية تقشير البيض المسلوق! مع أن المفترض أن الطفل تعلم الوضوء وكيفيته منذ دخوله الصف الأول الابتدائي.پ تساهلنا في الأمور الحياتية المهمة، مثل تدريب وتعليم من يقمن على التعليم من معلمات ومديرات وطالبات على أساليب الإسعاف، رغم أهميتهاپوالتي لن تجدي بمفردها، إذا كان الإسعاف الحقيقي متوقفاً على سرعة استقبال المكالمات وسرعة تحويلها إلى المراكز المختلفةپمن مديرات ممنوعات من الاتصال بأنفسهن! [email protected]